منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07 Jul 2014, 07:20 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي جني الثمار اليانعة بترك الدراسة في الجامعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه، وبعد:
اعلموا رحمكم الله أن هذه الأبيات التي بين أيديكم والتي أرجو أن تكون نافعة لكم؛ لها مناسبة دعت إليها، وقصة استدعتها، يمكنكم إن شاء الله جل وعلا الاطلاع على قصتها، بعد الفراغ من قراءتها، فأقول:
بشرى خيـــر أن ترى *** رجلا ترك الجــــامعة
تَرَكَ الدنيــــا خلفه ***تَرْكَ ظِبَــــاءٍ مُسرعة [1]
وأحسن فعلا إنهـــــا *** ليست فيهــــا منفعة
تريد حقــــا أن ترى*** فيهـــــا دررا ماتعة
لكنك حقـــا لن ترى *** إلا صورا خــــادعة
عُلُومك فيهــا لن تكون *** إلا سمومــا نـــاقعة
وشيخك فيهــا لن يكون *** أبدا شمســــا ساطعة
لأن علــومه إنمـــا *** علــــوم قوم ضائعة
زميلك فيهــا لن يكون *** إلا خُـــدعةَ خـادعة
فكيف تسلـــم حينها *** وفيهــــا أفاع قابعة
تريد نهشك كلهــــا *** فَرُدَّ كيدهــــا خانعة
ببعدك عنهـــــا إنها *** ترجوا رضــاك، مُخادعة
فليــــت عميرا يصبر *** حتى ينســــى اللاذعة
ويغـــدوا سِلْمًا سَالمِاً *** من شر تلك الفـــاجعة
رب، إلهــــي، احمه *** وارزقه نفســــا قانعة
أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
كُتبت يوم:
السبت 1 المحرم 1433 هـ / 26- 11-2011 م


قصة هذه الأبيات:
اتصل علي أحد إخواننا الطيبين المحبين للعلم كما أحسبه والله حسيبه ولا أزكيه على الله سبحانه.
قلت: اتصل علي ليطلعني على أبيات نظمها، أو على مشثورة [2] شثرها كما يحلو له أن يسميها، لأطلع عليها وأبدي له رأيي في سبكها ومسبوكها، فلما اطلعت عليها، وقرأت بحضرته غالب أبياتها، علمت منه ومنها أنه سَبَكَهَا في توديع الجامعة التي كان يدرس فيها، وقرر أخيرا أن يتخلى عنها لأسباب ذكر لي بعضها.
وبما أني لست بالمتخصص في الشعر وقرضه، ولا في الأدب وفنونه، لم أرى نفسي أهلا للتعليق على مشثورته، لا من ناحية اختراعه لتسميتها، ولا من ناحية ابتداعه في مسماها، حتى ولا من ناحية الكلام على مضمونها والذي توقفت عند بعض جمله وكلماته، ولكن يحتاج التعليق على ذلك كله إلى معرفة غرضه وقصده، حتى يحسن مني أن أُقره وأُوافقه، أو أُخالفه وأُسدده، وبانتظار ذلك الشرح منه لأبياته، يبقى التعليق على المضمون، مجرد تخرص وظنون، لا يليقان بمسلم مأمون.
ومع إيبائي للتعليق على مشثورته إلا أني تجاوبا معه أردت أن أكتب له نصيحة أشجعه فيها على ما أقدم عليه، وأحمد له ما خلص إليه.

1- ولهذا كتبت له أبياتا جاء في أولها بيان استبشاري خيرا بتركه للجامعة حيث قلت:
بشرى خيـــر أن ترى*** رجلا ترك الجــــامعة
واعلم أن الاستبشار بترك أحد الإخوان للجامعة ليس هو لبغض العلم وأهله، ولا لازدراء السعي في تحصيله، وإنما هو لما يوجد في هذه الجامعات من الشرور والفتن، والأحقاد والإحن، التي لا تكاد تخلوا منها جامعاتنا في هذا الزمن، ومن هنا يعلم سبب الاستبشار وأنه تجنب ما في هذه الجامعة من أخطار، وأما لو خلت مما ذكر لكان الاستبشار بدخولها والصبر على تحصيل العلم فيها، كحال الجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية وما كان على نسقها وسمتها ودَلِّهَا.

2- ثم لما كنت أعلم أن أخانا عمر حفظه الله سبق له وأن ترك الجامعة مفارقا لها، مخلفا وراءه الشر الذي رآه فيها، لكنه وللأسف الشديد لم يصبر على تركها وعاود الرجوع إليها، لما يوجد من مغريات فيها تدعوا مبغضها وكارهها إلى مداراتها [3] ، نصحته بالبيت الثاني وهو:
تَرَكَ الدنيــــا خلفه *** تَرْكَ ظِبَــــاءٍ مُسرعة
وحاصل هذا البيت أن أنبهه إلى أن الذي تركه هو مجرد دنيا فانية، وشهادة زور مغرية، وأن تركه لها لا يعني أنه لن يحصل علما، ولن يكون متمكنا منه ملما، لأن الشهادة الحقَّة أن يشهد لك علمك في المحافل، وليس شهادة جامعية أنت لها حامل، وعن المشهود لك به فيها عاطل، ولذلك نصحت له بأن يكون تركه لها في هذه المرة تركا لا رجعة فيه، وباتا لا تراجع يفسده ويلغيه، وشبهته بترك الظبي لظله الذي إذا نفر من شيء لم يرجع إليه، كما جاء في المثل السائر.

3- ثم زدت في إقراره على ما فعل، وتشجيعه على ما صنع وعمل بالبيت الثالث وهو:
وأحسن فعلا إنهــــا*** ليست فيهــــا منفعة
بأن استحسنت فعله وصوبت عمله، وذكرت أنه لا داعي يدعوه إلى بقائه فيها، لأنه لا منفعة بين جنباتها، والمقصود بإنكار وجود منفعة فيها، إنكار وجود منفعة تربو على مفاسدها تجعلنا نقدم جلبها على دفع أضدادها، وإلا ففيها منافع ولكننا إذا قابلناها بأضدادها صارت كعدمها.

4- ثم انطلاقا من البيت الرابع بدأت أُذكِّرُه وأَذْكُرُ له بعض المفاسد التي توجد فيها، والتي تربوا على منافعها، فكانت كالتالي:
تريد حقــــا أن ترى*** فيهــــا دررا ماتعة
لكنك حقـــا لن ترى*** إلا صورا خـادعة

والمغزى من هذين البيتين بيان أن الداخل إليها، ممن يقصد إدراك جواهر العلم فيها [4] ، فيتمتع متعة روحية بتحصيلها والحصول عليها، لن يجد إلا صُورَ العلم الخادعة، دون حقائقه الماتعة النافعة، ذلك أن الموجود فيها اليوم من علوم القوم: ليس هو العلم الذي يثمر العمل فتسعد به النفوس، ولا هي المعرفة التي تذهب الملل وتطرب القلب والعقل ولا كتطريب الزجاجة والكؤوس، بل الموجود اليوم: صورته صورة العلم، وحقيقته مرة كمرارة العلقم، نسأل الله أن يحفظ ويسلِّم.

5- ثم بعد أن أشرت إلى أن الباحث عن جواهر العلم لن يجدها في هذه الجامعات، بل سيجد بدلها صورا خادعات، ذكرت له في البيت التالي نوع العلوم التي سيجدها فيها:
عُلُومك فيهــا لن تكون*** إلا سمومــا نـــاقعة
فالعلم كما هو معروف منه ما هو نافع ومنه ما هو غير نافع، وهذا التقسيم ما له من دافع، لأن الكتاب والسنة يدلان عليه، والواقع يقره ويثبته بل يبينه ويوضحه ويجليه، والعلوم التي تدرس الآن في الجامعات، وتلقن للطلاب والطالبات، من جنس النوعين المذكورين والقسمين المعلومين.
ذلك أن منها الضار المحض، الذي يجب أن يجتنب ويرفض، وأن لا يطلع عليه أحد فيمرض، كمثل: القانون والفلسفة والمنطق وغيرها، مما يتضرر الإنسان بأخذها وتعلمها، فصار العلم لمن كانت هذه الفنون من تخصصه سما ناقعا يضره ولا ينفعه ويشقيه ولا يسعده.
وأما ما سوى ذلك من علوم نافعة في أصلها، كعلوم الشريعة على اختلاف أنواعها [5] ، وعلوم الآلة الموصلة إليها والمساعدة على تدبرها وفهمها [6] ، فهي نافعة في ذاتها، لكنها قد تكون غير نافعة لصاحبها، لأسباب نذكرها ونجملها:
1- إذا كانت من علوم الشريعة النافعة، المأخوذة من مصادرها الجامعة [7] ، ولم تورث صاحبها عملا، فإنها تصير حينئذ حجة عليه لا له كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" وَالْقُرْآنُ حَجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ" رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى الأشعري، ومن المعلوم والمقطوع به أن جامعاتنا لن تعطيك علما نافعا، ولو فرضنا أنها تكسبك إياه، فلن تكسبك ثمرته المبتغاة، ودُلني على جامعي واحد ممن درس الشريعة فضلا عمن درس غيرها من العلوم صار عابدا زاهدا مقبلا على طاعة ربه غير مدبر، مكتسبا ذلك من علم الجامعة الشفاهي منه والمحرر؟، فصار العلم لمن كان هذا هو حاله سما ناقعا يضره ولا ينفعه ويشقيه ولا يسعده.
2- وكذاك إذا طلب هذه العلوم النافعة وهو يقصد من وراء طلبها منفعة دنيوية:كالوظيفة الإدارية، أو المنزلة الاجتماعية، أو تحسين الوضعية المالية، أو غير ذلك، فإنه يكون حينها ممن جعل الأعلى في خدمة الأدنى، والنفيس الكامل في خدمة الخسيس السافل، وممن يسخر لذات الأرواح لتحصيل لذات الأشباح، وفي هذا ما فيه من الاحتقار للعلم الذي عظمه الله، والازدراء للمعرفة التي رفع قدرها الإله، وإذا كان على هذا الحال، صارت دراسته عليه وبالا في الحال والمآل، ومما يجدر الإشارة إليه أن معظم من يدخل جامعاتنا اليوم وللأسف الشديد هذا هو حالهم، وهذه هي بغيتهم، فصار العلم لمن كان هذا هو حاله سما ناقعا يضره ولا ينفعه ويشقيه ولا يسعده.
3- وإذا كانت من علوم الآلة التي هي وسيلة لتدبر الكتاب والسنة، وفهم ما فيهما من حكمة ولله الحمد والمنة، فقد يحصلها الطالب، ويستكثر منها الراغب، ولكنه لا يطلبها لهذه الغاية المعلومة، ولا من أجل هذه الخطة العظيمة المرسومة، وإنما يطلبها لدنيا يصيبها أو يطلبها لشخصها وذاتها، وفي كلا الحالتين قد يترتب عليها من الأضرار ما الله به عليم، وإليك الإشارة إلى بعضها من غير تعميم:
- أنه يتعمق فيها حتى يقول في كتاب الله ما يغير معناه كفعل المؤولة والمبدلة فإن كثيرا منهم على علم عظيم بالآلة من نحو وصرف وبيان وأصول فقه وغيره، وبعضهم والعياذ بالله قد يجرئه تعمقه فيها على الطعن في كتاب الله رأسا، وما يرى في فعله ذلك بأسا، بسبب ظنه السيئ فيه، وبسبب تعاظمه بفنه وتعاليه [8] نسأل الله السلامة والعافية، فصار العلم لمن كان هذا هو حاله سما ناقعا يضره ولا ينفعه ويشقيه ولا يسعده.
- ومنها أن ينهل القليل اليسير من هذه العلوم، ومع ذلك يصاب بداء خطير معلوم، ألا وهو داء الكبر والتعالم، الذي يهدي إلى كل قول سيء ظالم، وبخاصة بعد أن يحصل الشهادة، فيظن نفسه أنه قد أعطي السيادة، التي يصول بها ويجول، ويقول ما شاء أن يقول، فيخوض فيما يعلم وما لا يعلم، ويقول فيما لو سئل عنه الجهبذ الخريت لسكت ولم يتكلم، أو كما قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد:" يفتي في وقت أضيق من بياض الميم، أو من صدر اللئيم، بما يتوقف فيه شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام" وكثير من خريجي جامعاتنا على هذه الشاكلة، ووالله إنها لمعضلة، وكما قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
هذا وإنـي بعد ممتحـــن بأر ... بعة وكلهـم ذوو أضغـان
فظ غليـظ جـاهل متمعلم ... ضخم العمامة واســع الأردان
متفيهق متضلع بالجهــل ذو ... ضلـع وذو جلح من العرفـان
مزجى البضاعة في العلوم وإنه ... زاج من الإيهـام والهذيــان
يشكو إلى الله الحقوق تظلما ... من جهـله كشكاية الأبدان
من جاهل متطبب يفتــــي الورى ... ويحيل ذاك على قضـا الرحمان
ومثل هذا العلم الذي يلحق صاحبه بالمتكبرين والمتعالمين هو سم ناقع يضره ولا ينفعه ويشقيه ولا يسعده.

6- ثم بعد ذلك ذكرت له نوع المدرسين الذين يدرس عليهم، ويتلقى العلم عنهم، وأنهم ليسوا من المشايخ المعتمدين، ولا من العلماء العاملين الربانيين، الذين يستفيد الطلاب منهم، ويتربون على أيديهم، في البيتين التاليين وهما:
وشيخك فيهـا لن يكون*** أبدا شمســــا ساطعة
لأن علــومه إنمـــا ***علــــوم قوم ضائعة

والبيت الأول تظهر فيه نوعية المشايخ الذين يُقصدون لتحصيل العلم على أيديهم، وأخذ المعرفة بالجلوس إليهم، ممن لا تجد في جامعاتنا شبها لهم، ولا حتى من يقاربهم ويدانيهم، وهم العلماء العاملون بعلمهم، المربون عليه بالقول والفعل غيرهم، فالطالب عندهم يتعلم من قولهم ويستفيد أيضا من سمتهم وهديهم ودلهم، من أمثال وأشبال من ذكرت في مشثورتك وسميت في منظومتك: كالحسن البصري وابن دينار ومالك والفضيل والأعمش والشعبي وأحمد وغيرهم ممن وصفت بالشموس الساطعات وحق لك ذلك، فإنهم كانوا كذلك، لأن الشمس اجتمعت فيها خصال: فهي تنير لنفسها، وتنير الطريق لغيرها، وتعين على نماء ما تمسه بأشعتها من الكائنات الحية التي لا تنمو إلا بدفئها، وكذلك علماؤنا قد توفرت فيهم الخصال نفسها: فهم ينيرون لأنفسهم فيعملون بِعِلمِهِم، وينيرون الطريق لغيرهم بتعليمهم وتثقيفهم، وأما تدفئتهم لهم فبتربيتهم على ما فيه صلاحهم في دنياهم وآخرتهم، وأظنك معي في أنه لا يمكن أن يكون مشايخ الجامعات اليوم من هذا الصنف، ولا على هذا الوصف، إلا فيما شذ ونذر [9] ولا شك أن القاعدة لا تبنى على الشاذ والناذر لا حكم له.
وأما البيت الثاني ففيه ذكر سبب عدم كون أساتذة الجامعات اليوم من الشموس الساطعات، وهو أن علومهم إنما هي علوم ضائعات، لأقوام سلكوا فيها سبلا مختلفات، خرجت بهم عن الطريق المستقيم والهدي القويم، وإليك بيان ذلك بإذن الحكيم العليم:
أ- فمن أساتذة الجامعات في هذه السنوات الخداعات [10] من يدرس القوانين الوضعية، ومنهم من يدرس الفلسفة اليونانية والعلوم الكلامية، وغيرها مما هو في حكم الشريعة الإسلامية من العلوم الضارة الضائعة؛ التي يجب على المسلم أن ينأى عنها، ويربأ بنفسه أن ينهل منها.
ب- ومن أساتذة الجامعات في هذه السنوات الخداعات من يدرس العلوم الشرعية، ولكن للأسف الشديد يتبنى فيها مناهج دعوية تناقض الدعوة السلفية، كالصوفية الضائعة، والعقلانية المائعة، والحركية الحماسية الجائعة، وغيرها مما تعتبر من المناهج الضائعة التي يجب على المسلم أن ينأى عنها، ويربأ بنفسه أن ينهل منها.
ت- ومن أساتذة الجامعات في هذه السنوات الخداعات من يدرس علوم اللغة العربية، كالنحو والصرف والعروض والبلاغة وغيرها، ولكنه يتبنى فيها طرق المنحرفين من الأدباء الذين تنكروا لماضيهم وتراثهم؛ بسبب تفلتهم ومجونهم، وسعيهم وراء تحقيق شهواتهم، أو بسبب إلحادهم وشكهم في دينهم، أو بسبب ضعف شخصياتهم وانبهارهم بقوة عدوهم؛ الذي يسيرون خلفه، ويتبعون أثره، ولو كان في ذلك ضياع دنياهم وآخرتهم، وغيرهم [11] ممن تعتبر علومهم من العلوم الضائعة، التي يجب على المسلم أن ينأى عنها، ويربأ بنفسه أن ينهل منها.
- ثم مع هذه العلوم الضائعة التي يربون الناس عليها فإنك لن تجد فيهم غالبا - وللأسف الشديد - من يحسن أن يقول كما قال أبو عمرو بن العلاء البصري أحد القراء السبعة رحمه الله وأجزل له المثوبة:" ما نحن فيمن مضى، إلاّ كبقل في أصول نخل طوال".
- ثم اعلم رحمك الله أن الشهادة والمناصب لا تجعل من هؤلاء الأساتذة الجامعيين علماء مبرزين، وكما قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى:" والمنصب والولاية لا يجعل من ليس عالمِاً مجتهدًا، عالمِاً مجتهدًا، ولو كان الكلام في العلمِ والدينِ بالولاياتِ والمنصب؛ لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلمِ والدينِ، وبأن يَسْتَفْتِيه النَّاسُ، ويرجعوا إليه فيما أُشكل عليهم في العلمِ والدينِ، فإذا كان الخليفةُ والسلطانُ لا يَدَّعِي ذلك لنفسه، ولا يلزم الرَّعيَّة حكمه في ذلك بقول دون قول إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن هو دون السلطان في الولاية أولى بأن لا يتعدى طورَه....".

7- ثم بعد ذكر نوع الأساتذة الذين يؤخذ العلم عنهم، أردفت بذكر نوع الزملاء الذين سيزاملهم ويرافقهم في البيت التالي:
زميلك فيهــا لن يكون *** إلا خُـــدعةَ خـادعة
مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه أن دخول الجامعات، يستلزم مخالطة قاصديها من الطلاب والطالبات، ومزاملتهم من غير تفريق بينهم بالجنس والذات، لأن من معاني اسم الجامعة اليوم أنها تجمع بين المختلفات والمتناقضات، بل وحتى بين ما الجمع بينه يورث المشكلات والمعضلات، ومن ذلك جمعها بين الذكور والإناث؛ وبخاصة الشباب التائه من المراهقين والمراهقات، وبناء على هذا فزمالة الجامعة، مجرد خدعة خادعة، وبيان ذلك ما يلي:
أ- فمن توهم أنه يمكنه مزاملة امرأة، من غير أن يصاب في دينه بمصيبة، فهو واهم متبع في ذلك لخادعة تخدعه [12] ، ومغرورة تغرر به، ألا وهي نفسه التي بين جنبيه، وعدوه الأكبر الذي يجب عليه أن يحذر منه، لأن مخالطة النساء داء ما بعده داء، ومرض خطير يستعصي علاجه على مهرة الأطباء، فإذا كان النظر إليهن سهم من سهام إبليس، فما بالك بمخالطتهن التي لا تروق إلا للفسقة المفاليس، أو لمن ذهبت رجولته فصار من المخنثين المناحيس.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يتكلم على خطورة النظر إلى النساء في كتابه النفيس الموسوم بالجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي:
"... وأمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم، وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم، مطلع عليها، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر، جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن الحوادث مبدأها من النظر كما أن معظم النار مبدأها من مستصغر الشرر، ثم تكون نظرة ثم تكون خطرة ثم خطوة ثم خطيئة، ولهذا قيل من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة، ويلازم الرباط على ثغورها، فمنها يدخل عليه العدو فيجوس خلال الديار، ويتبر ما علوا تتبيرا.
فصل
وأكثر ما تدخل المعاصي على العبد من هذه الأبواب الأربعة، فنذكر في كل واحد منها فصلا يليق به.
فأما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها، وحفظها أصل حفظ الفرج، فمن أطلق نظره أورده موارد الهلاك، وقد قال النبي:" يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية" [13] .... وقال:"غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم" [14] ، وقال:"إياكم والجلوس على الطريق" قالوا: يا رسول الله! مجالسنا ما لنا بد منها. قال:"فإن كنتم لابد فاعلين فأعطوا الطريق حقه". قالوا: وما حقه؟ قال:"غض البصر وكف الأذى ورد السلام" [15] ، والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصبر عزيمة جازمة فيقع الفعل ولابد، ما لم يمنع منه مانع، وفى هذا قيل الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده، ولهذا قال الشاعر:
كل الحوادث مبـداها من النظر ... ومعظم النــار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها ... كمبلغ السهم بيــن القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طـرف يقلبه ... في أعين الغيد موقوف علي الخطر
يسر مقلته مـا ضر مهجته ... لا مرحبــا بسرور عــاد بالضرر
ومن آفاته أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب أن ترى ما لا صبر لك عنه ولا عن بعضه، ولا قدرة لك عليه، قال الشاعر:
وكنتَ متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتــك المنــاظر
رأيت الذي لا كلــه أنت قــادر ...عليه ولا عن بعضه أنت صابر
..... ومن العجب أن لحظة الناظر سهم لا يصل إلى المنظور إليه حتى يتبوأ مكانا من قلب الناظر، ولي من قصيدة:
يا راميا بسهام اللحـظ مجتهدا ... أنت القتيل بما ترمـي فلا تصــب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له ... أحبس رسولك لا يأتيك بالعطب
وأعجب من ذلك أن النظرة تجرح القلب جرحا، فيتبعها جرح على جرح، ثم لا يمنعه ألم الجراحة من استدعاء تكرارها، ولي أيضا في هذا المعنى:
ما زلــت تتبع نظرة فـــــي نظـرة ... في أثر كـــل مليحة ومليـح
وتظن ذاك دواء جرحك وهو في ... التحقيق تجريح علي تجريح
فذبحت طرفك باللحاظ وبالبكا ... فالقلب منك ذبيـــح أي ذبيح
وقد قيل: إن حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات" انتهى المقصود من كلامه رحمه الله بنوع من الاختصار.
ب- ومن قال كما يقولون: أنه يمكن أن تكون بين رجل وامرأة علاقة بريئة، فقولته جريئة، وآثارها التي تنبني عليها وخيمة سيئة، وهذه المقولة من المقولات التي تدعوا للفساد، ويصطاد بها أعداء الفضيلة فرائسهم من الشباب أيما اصطياد، ومما لا شك فيه شرعا وواقعا أن هذه المقولة مجرد خدعة [16] اخترعها أعداء الفضيلة والدين، من المنحلين والزائغين، ليخدعوا بها الأغرار الناشئين، ويلبّسوا بها على من لا علم له بالدين، وهذا شأن غالب الجامعيين، من الذكور والإناث أجمعين.
ت- ومن ظن أن زمالة الرجال منهم سالمة العواقب، فقد أخطأ في ظنه لأن طبع الطلاب الغالب، ليس هو طبع القرين المأمون الجوانب، وإنما هو طبع المنافس المغالب، الذي يحسد ويحقد، ويخاصم فيعاند، ولا يرضى بحصول خير لقرينه المجتهد المجاهد، فنسأل الله السلامة ممن هذا هو حاله، وهذه هي طباعه، وإذا كان علم الدين لا يخلو من مثل هؤلاء الزملاء، فما بالك بالجامعيين الذين ابتلي غالبهم بكل داء وبلاء؟.
وكما قال الشاعر:
وَتَرَى الْقَرِينَ مُضْمِـــرًا لِقَرِينِهِ ... حَسَدًا وَحِقْدًا فِي غِنَاهُ وَفَقْرِهِ
وَلَرُبَّ طَالِبِ رَاحَةٍ فِي نَوْمِهِ ... جَاءَتْهُ أَحْلَامٌ فَهَـامَ بِأَمْرِهِ
ولعلك لن تجد في الجامعات من الزملاء إلا من كان على شاكلة من حذر منهم المنتصر بن بلال الأنصاري حيث قال:
اجعل قرينك من رضيت فعاله ... واحذر مقارنة القرين الشائن
كم من قرين شـــائن لقرينه ... ومهجن منه لكــل محـاسن
فإذا ظننتَ أنك واجدٌ في الجامعات من هو على خلاف هذا الحال، فقد طلبت المحال، ومنتك نفسك بما هو مثل الخيال، وخادعتك خداع الثعلب المحتال، فاحذر خداعها فإنها مخادعة.

8- ثم بعد ذلك نصحته صراحة بتركها، والابتعاد عنها، لأنه لن يسلم من شرّها إلا بمفارقتها، وجاء ذلك في الأبيات التالية:
فكيف تسلـــم حينها***وفيهـا أفاع قــابعة
تريد نهشـك كلهـا *** فَرُدَّ كيدها خانعة
ببعدك عنهـا إنها *** ترجوا رضاك، مُخـادعة

ففي البيت الأول والشطر الأول من البيت الثاني سألته عن كيفية السلامة من شرها، وفيها من الأفاعي الخطيرة، والهوام المنتشرة الكثيرة، ما هي قابعة في أماكنها، وخانسة في محالها، مكشرة عن أنيابها، تريد نهش كل من يقترب منها ويدنو من مظانها، مشيرا بسؤالي هذا إلى صعوبة السلامة من ذلك، لانعدام المخارج والمسالك.
ولأجل هذا نصحته في الشطر الثاني من البيت الثاني برد كيدها حتى تصير خاضعة له، خانعة بين يديه، وذلك بوسيلة عظيمة، وطريقة حكيمة، قلّ من استعملها ولم ينجح، وجعلها سلاحه مع كل خطر ولم يفلح، ألا وهي طريقة البعد عن المضار، بتجنب كل ما هو خطير وضار، وهي وسيلة شرعية، وطريقة سنية، جاءت في الأحاديث النبوية [18] ، والآثار السلفية [19] .
ثم نبهته في الشطر الثاني من البيت الثالث على نوع من أنواع مكايدها، وطريقة من طرق مكرها وخداعها، وهي ما تظهره له من ملاينة وملاطفة ترجو من ورائها أن يرضى عنها، ويلين بدوره معها، حتى يصبح وهو لا يشعر ألعوبة في يدها، ودمية تحركها كيفما يحلو لها، فهي مُخَادِعَة ترجو خداعه، تلاطفه وتلاينه مُخَادَعَة له.
ولا يتم رد هذا الكيد منها إلا بالبعد عنها، بعدا يجعلها تخنع بين يديه، وتخضع معترفة بقدره وفضله، لأن الحسناء الجميلة التي ترنو فتنة غيرها بحسنها، إذا رُدت وصُدت، ذَلت وخَضعت، وعَلمت أن من الرجال، من يصعب فتنتهم على كل حال.

9- ثم تمنيت ورجوت أن يتحلى المقصود بالأبيات، بالصبر الذي يذلل كل العقبات، فقلت له:
فليـــت عميـرا يصبر***حتى ينسـى اللاذعة
ويغـدوا سِلْمًا سَالمِاً***من شر تلك الفـاجعة

وبما أن البعد عنها، لا يتم إلا بالصبر على فراقها، تمنيت أن يصبر المقصود بهذه القصيدة، على فراقها حتى تغدو عنه بعيدة، منسية الفكر عن القلب طريدة، لأنها تُميل القلوب إليها، وتسبيها بزخرفها ورونقها، فقلَّ من يستطيع أن يتركها ويتخلص من آثارها وتأثره بها، إلا بصبر تطول مدته ولو شقت على النفس مرارته، وبقلب لا يحن إلى مألوفه ولو تأذى بفراقه وتركه.
ثم شبهتها إمعانا في الوصية بتركها والبعد عنها ـ في آخر الشطر الثاني من البيت الأول ـ بالحية التي تلذع من اقترب منها بسمها فتهلكه، وبالنار التي تلذع من دنا من لهبها فتحرقه، وبالحب الذي يلذع قلب الهائم به فيؤلمه.
ثم لما نصحته بفراقها والإمعان في البعد عنها بينت له بعض الفوائد المترتبة على ذلك وهي:
1- أن يغدو سلما: والسلم ضد الحرب [19] أي معناه أن يغدو مسالما ليس له عدو يحاربه، ومن المعلوم مما تقدم أن الداخل للجامعة اليوم لن يسلم من عدو يحاربه رغما عنه، وشرير يدفع شره بما أمكنه، ولذلك من ابتعد عنها صار سلما لأعدائه الماكثين فيها.
2- أن يغدو سالما: أي سالما من شرورها ومصائبها، والمهلكات التي فيها، وقد تقدم ذكر الكثير من ذلك فلا حاجة لنا في إعادته، وتنغيص القلوب بتذكره، والله المستعان.

10- ثم ختمت هذه القصيدة بدعاء دعوت به لأخينا وهو:
رب ، إلهـي ، احمهِ*** وارزقه نفسـا قانعة
ولا شك أن مما يملكه الإنسان لإخوانه، ويستطيعه تجاههم في كل أحواله، أن يدعو الله لهم بما فيه صلاحهم في دنياهم وأخراهم، ولهذا ختمت قصيدتي هذه بالدعاء لأخينا عمر بما رأيته مناسبا للمقام، متوسلا بربوبية الله [20] وألوهيته [21] وأسمائه وصفاته [22] أن يحمي أخانا من كل ما هو ضار، سواء كان في الجامعة أو في غيرها من البقاع والأقطار، وأن يرزقه نفسا قانعة ترضى بما فيه رضى الله، وتكتفي بما يوافق شريعة الإله، فجمعت له بين سؤال حصول المطلوب المرغوب [23] والنجاة من المخوف المرهوب [24] . والله الموفق لا رب سواه.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
اليوم الذي كتبت فيه هذه الرسالة:
12 من شهر الله المحرم 1433 هـ / 7 ـ 12 ـ 2011م



[1]- إشارة إلى المثل السائر: "تركه ترك الظبي ظله" وذلك أنه إذا نفر من شيء لم يرجع إليه أبداً.
[2]- هذا اسم يطلقه من وجهت له هذه الرسالة على نوع من القصائد يكتبها وله وجهة نظر فيها.
[3]- وأعتقد أن الإغراء الوحيد الذي جذب أخانا إلى عرين الأسد الاستزادة من العلم و الأدب فكما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"منهومان لا يشبعان: طالب علم
وطالب دنيا" رواه البزار من حديث ابن عباس و غيره من حديث غيره و صححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير رقم 6624.
[4]- وإلاّ فغالب من يدخل اليوم إليها إنما يقصد بدخولها ما يترتب على نيل شهادتها من دنيا يكسبها، ومكانة ومنزلة يُعَظَّمُ بها.
[5]- و هي التي تسمى بعلوم المقاصد و هي التي تنقسم إلى قسمين:
أ- القسم الأول: علم العقيدة و ما يتعلق بها من المسائل و الأحكام و على رأسها التوحيد.
ب- القسم الثاني: و هو علم الفقه و ما يتعلق به من المسائل و الأحكام و من أهمه و على رأسه فقه العبادات.
[6]- و هي التي تسمى بعلوم الوسائل:
و هي سائر العلوم المساعدة على الوصول إلى تفهم العلم الشرعي و هي كثيرة : علم أصول الفقه ، و القواعد الفقهية ، النحو ، الصرف ، البيان و غيرها.
[7]- و هي الكتاب و السنة إذا لم يتعرضا لتحريف المحرفين من الغلاة المتشددين أو المقصرين المميعين و جامعاتنا مملوءة بمثل هؤلاء المخرفين المحرفين لتدريس الطلبة الناشئين علوم
الشريعة و الدين، فقل لي ـ بالله عليك ـ و الحالة هذه كيف تكون العلوم فيها نافعة و قد حرفت معاني مصادرها و إن لم تحرف و الحمد لله ألفاظها و مبانيها لحفظ الله لها.
[8]- كمثل من سمي بعميد الأدب العربي زورا و بهتانا وهو طه حسين ومن كان على شاكلته من الشاكين المتعالين.
[9]- كمثل مشايخنا الذين يدرسون في الجامعات وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس حفظ الله الجميع.
[10]- إشارة إلى الحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الصحيحة رقم 1887 وفي غيرها من حديث:
أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة ؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".
[11]- مثل طه حسين و من على شاكلته و طريقته العرجاء و الله المستعان.
[12]- و هذا إشارة إلى ما جاء في البيت من قولي: خدعة خادعة، و الخادعة هنا هي نفسك التي بين جنبيك كما هو موضح أعلاه.
- رواه الإمام أحمد في مسنده بألفاظ مختلفة ومنها:
[13]عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ:" يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ" ورواه غير الإمام أحمد وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب رقم 1902.
[14]- روى هذا الحديث الطبراني والبغوي رحمهما الله:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" اكفلوا لي بست أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب و إذا ائتمن فلا يخن و إذا وعد فلا يخلف وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم" وحسنه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع الصغير 2105.
[15]- رواه البخاري ومسلم بألفاظ مختلفة.
[16]- وهذا إشارة إلى ما جاء في البيت من قولي: خدعة خادعة، والخادعة هنا هي الطائفة التي تزين هذا الاختلاط بمثل هذه المقولة.
[17]- كالحديث الذي رواه أبو داود وغيره: عن أبي الدهماء قال سمعت عمران بن حصين يحدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث به من الشبهات هكذا قال" وصححه العلامة الألباني رحمه الله في المشكاة وغيرها.
[18]- كالحديث الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: عن أَبِي إِدْرِيس الْخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ".
[19]- كما قال الشاعر: أشاعوا لنا في الحيِّ أشنع قصةٍ ... وكانوا لنا سِلْما فصاروا لنا حَربا
[20]- عند قولي: رب.
[21]- عند قولي: إلهي.
[22]- عند قولي: رب إلهي فإن فيهما إثبات اسم الرب واسم الإله لله جل وعلا وكذلك إثبات صفات الكمال كلها لله لأنه لا يكون ربا وإلها إلا من اتصف بصفات الكمال كلها.
[23]- أي بقولي: وارزقه نفسا قانعة.
[24]- أي بقولي: رب، إلهي احمه.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 10 Jul 2014 الساعة 12:52 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, مسائل, نظم, جامعة, فقه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013