
14 Aug 2015, 12:04 AM
|
موقوف
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
|
|
مسجد الزيتونة ( قصيدة )
بسم الله الرحمن الرحيم
.
مسجد الزيتونة
.
هذه ابيات جرى بها خاطري من جلسة جلستها في فناء الزيتونة ، مساء يوم الثلاثاء 26 / شوال / 1436 ه
.
يَــا وَاقِفًا بِالــزُّورِ مِـــنْ أَطْلاَلِهَـــا *** وَمُحَدِّثًا بِــــالإفْكِ عَــــنْ أَيَّامِهَــــــا
مُتَكَلِّفًا تَبْغِـــي مُحَـــالاً لَــمْ يَكُـــــنْ *** يَوْمًـــا بِذَاكَ الحُسْنِ فِي أَشْعَارِهَـــا
تَبْكِي عَلَـى طَلَلٍ يُذَكِّـــرُ رَسْمَهَــــا *** وَيُحَـرِّكُ المَخْفِـــيَّ مِــنْ أَشْجَانِهَـــا
غَزَلاً تُرِيدُ بِسُــوءِ قَـــوْلٍ مَاجِــــنٍ *** وَتُثِيرُ مــنْ نَفْسِ الفَتَــى أَهْوَاءَهَـــا
أَقْصِرْ فَلَيْسَ الفُحْشُ يُظْهِرُ غَائِبًـــا *** وَيَرُّدُّ فِــي خَرَبِ الدُّنَـــا عُمَّارَهَـــا
إِنِّي وَقَفْتُ اليَـــوْمَ أَنْظُـــرُ مَعْلَمًــــا *** لاَزَالَ يَحْفَــــظُ بِالبِـــلادِ جَمَــالَهَـــا
وَيَرُدُّ تُــونُسَ لِلأصَـــالَةِ وَالهُـــدَى *** وَيَغِيضُ أَهْلَ الفِسْقِ مِــنْ حُسَّادِهَــا
زَيْتُونَةُ العُلَمَــاءِ مَصْـــدَرُ فَخْرِهَــا ** وَفَرِيــدَةُ البُنْيَـــانِ مِـــنْ عُمْرَانِهَـــا
لاَ لَيْسَ يَشْقَـــى بِالشَّقِيقَـــةِ مُسْلِــــمٌ *** مَـــادَامَ حِصْنُهُ شَامِخًـــا بِسَمَائِهَـــا
وَالصَّوْتُ يَرْفَعُ كُـــلَّ حِيــنٍ بِالنِّــدَا *** فَيُذَكِّــرُ السَّـــاهِينَ مِـــنْ سُكَّانِهَــــا
وَبِهِ الصَّلاةُ تُجَمِّـعُ الأنْفَـــاسَ مِــنْ *** نَسَمَاتِ مَنْ عَشِقَ التُّقَى أَرْوَاحَهَـــا
شَعْبٌ لَــهُ شَغَفٌ بِدِينِ المُصْطَفَـــى *** أَبَــدًا وِإِنْ أَخْفَـــاهُ شَـــرُّ عُصَاتِهَــا
وَلَقَدْ جَلَسْـــتُ بِسَاحِـــهِ مُتَفَحِّصًـــا *** آثَــــــــارَ عِــــزٍّ خَلَّفَتْــــهُ بُنَاتُهَــــا
مِــــنْ كُـــلِّ فَنٍّ قَدْ بَـــــدَا مُتَأَلِّقًـــــا *** فِـي كُــلِّ رَسْمٍ قَدْ حَوَتْ أَرْجَاؤُهَــا
وَالطَّيْرُ يَسْرَحُ مِنْ أَمَامِــي سَالِمًـــا *** وَهَدِيلُهَــا يَحْكِــي عَرِيــقَ جِوَارِهَا
مُتَأَمٍّــــلا تِـلْكَ السَّـــوَارِي وَالِهًــــا *** بِجَمَالِ نَقْشٍ قَدْ جَـــرَى بِرُخَامِهَـــا
وَمُفَكِّرًا فِـي مَوْضِـــعِ الآجُرِّ مِـــنْ *** فَـــوْقِ العَمُـــودِ مُشَكِّـــلا أَقْوَاسَهَــا
وَالصُّورُ يَنْبِضُ بِالنُّقُوشِ مُزَخْرَفًــا *** يَسْبِــي الفُؤَادَ بِمَنْ يَرَى أَغْوَارَهَــا
وَبِلاَطُهَا يَحْكِي مَكَـانَةَ مَــنْ غَــدَى *** للهِ يَسْجُـدُ فِــــي رُبُـــــوعِ فِنَائِهَــــا
وَمُحَدِّقًـــا بِجَـــلالِ مِئْذَنَـــةٍ بِهَــــــا *** وَقَفَ الشُّمُوخُ فَلا يُجَــاوِزُ هَامَهَـــا
قَدْ أُخِّرَتْ بِــالغَرْبِ مِـــنْ بُنْيَانِهَـــا *** وَعَلَتْ جِدَارَ السَّـاحِ حَذْوَ شِمَالِهَـــا
وَبِــأَوْسَطِ الأبْـوَابِ قَدْ رُفِعَتْ عَلَـى *** ظَهْــرِ المُصَلَّــى قُبَّــــةٌ بِرِكَابِهَــــا
وَالسَّقْفُ مِنْ خَشَبٍ لَــهُ عَبٌق كَمَـــا *** للمِنْبَـــرِ المَبْنِـــيِّ مِـــنْ أَعْوَادِهَـــا
وَأَرِيكَةُ نُصِبَتْ عَلَـى شَــرَفِ الّذِي *** قَدْ خَـــرَّجَ العُلَمَـــاءَ مِنْ أَعْلاَمِهَـــا
وَكَذَا الزَّرَابِـــي تَحْتَفِـــي بِتُرَاثِهَـــا *** وَتُعَرِّفُ الحِرَفِـيَّ مِـــنْ صُنَّاعِهَـــا
صَــرْحٌ يُحَـــرِّكُ بِالقُلُوبِ حَنِينَهَـــا *** لِزَمَانِ عِـــزٍّ قَدْ جَـــرَى بِظِلالِهَـــا
وَيُثِيرُ مِنْ هِمَمِ الرِّجَــالِ وَيَرْتَجِــي *** يَوْمًـــا يُعِيـــدُ المَجْدَ فِـــي أَبْنَائِهَـــا
أَجْرَى مِنَ العَبَرَاتِ عَيْنًــا لَمْ تَكُــنْ *** تَسْقِـــي سِـــوَى جَلَلٍ يَحِــلُّ بِبَالِهَـا
فَلَقَدْ أَرَيْـتِ العَيْــنَ أَيَّامًـــا مَضَـــتْ ** فِــي أُمَّتِــــى آسَـــى لِحَرِّ ذَهَابِهَـــا
كَمْ ذَا تَرَبَّـعَ فِـــي رِحَـــابِكِ عَـــالِمٌ *** يَهْدِي بِنُــورِ الحَقِّ مِنْ عَرَصَاتِهَــا
أَوْ طَــالِبٍ يَرْجُــو مَكَــانَةَ فَـــاضِلٍ *** فَيَكُفُّ هَــامَ النَّفْسِ عَــنْ شَهَوَاتِهَــا
أَوْ زَاهِدٍ رَغِبَ الأخِيــرَةَ فَانْقَضَــى *** لِعِبَـادَةِ الرَّحْمَـــانِ فِـــي أَرْكَانِهَـــا
أَوْ نَاشِئٍ حَفِظَ الكِتَـــابَ وَلَمْ يَـــزَلْ *** فِي حِجْرِ أُمِّهِ لَمْ يُصِبْـــهُ فِطَامُهَـــا
أَوْ شَـــاعِرٍ قَرَضَ القَصِيدَ مُحَبَّـــرًا *** فِي نُصْرَةِ المَعْرُوفِ مِنْ أَحْوَالِهَــا
وَأَدِيــبُ قَـــوْمٍ بِالفَصَاحَــةِ يَبْتَغِـــي *** بِـالمَنْطِقِ العَرَبِـــيِّ حِفْـظَ لِسَانِهَـــا
كَمْ أَخْرَجَتْ هَذِي المَعَالِمُ مِنْ فَتًــى *** يَحْمِي رُبُوعَ الحَقِّ مِـــنْ أَعْدَائِهَـــا
وَكَرِيمَـــةٍ رَبَّتْ لَنَـــا أُمَمًـــا بِهَــــا *** بَلَغَ السَّلامُ القَفْـــرَ مِــنْ أَقْطَارِهَـــا
فَلَعَلَّ رَبِّـــي أَنْ يُعِيــدَ المَجْـدَ مِــنْ *** هَذَا الَّـــذِي شَهِدَ العُـــلا بِدِيَارِهَــــا
وَيَـــرُدَّ لِلإسْـــلامِ سَطْـــوَةَ حُكْمِــهِ *** وَيَغِيــضَ قَلْبَ الغِرِّ مِـــنْ عُذَّالِهَـــا
فَهُوَ القَدِيـــرُ مَتَـــى يَشَــاءُ يَرُدُّنَـــا *** لِصَـــدَارَةِ الدُّنْيَـــا بُعَيْـــدَ هَوَانِهَـــا
.
|