فوائد مستنبطة من حديث {قَالَ مُوسَى-عَلَيْهِ السَّلامُ-: يَا رَبِّ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَ
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرَيِّ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، عَنْ رَسُولِ الله-صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-قَالَ: «قَالَ مُوسَى-عَلَيْهِ السَّلامُ-: يَا رَبِّ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ وَأَدْعُوكَ بِهِ. قَالَ: قُلْ يَا مُوسَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ: يَا رَبِّ! كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُونَ هَذَا؟ قَالَ: يَا مُوسَى! لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ، وَ(لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) فِي كِفَّةٍ، مَالَتْ بِهِنَّ (لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ) » رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
فوائد الحديث:
الفائدةُ الأُولى:
بيان فضيلة كلمة التَّوحيد: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ».
وأُخِذَت هذه الفائدة من جهات:
الأولى: مِن ذِكْرِ فضل هذه الكلمة على غيرها من الذِّكر بأنَّها تميلُ في الميزان حتَّى بالسَّموات السَّبع والأرضين السَّبع.
الثَّانية: إجابة موسى-عليه السلام-إلى طلبه ذكر الله ودعاءه بهذه الكلمة دُون غيرها من الذِّكر.
الثَّالثة: كَون جميع عباد الله يذكرون الله بها.
الفائدةُ الثَّانية:
عِظَمُ شأن حسنة التَّوحيد عند الله-جلَّ وعلا-؛ حتَّى أنَّها في الميزان أعظمُ من السَّموات السَّبع والأرضين السَّبع، وما فيهنَّ من عُمَّار.
فكما رجحت بالمخلوقات فلا رَيب أنَّها ترجُح بجميع سيئات وذنوب مَن قالها بصدقٍ وإخلاص ويقين.
وقد قال شيخنا العلَّامة عبد العزيز بن باز-رحمه الله-كما في «التَّعليق على تيسير العزيز الحميد» المطبوع ضمن مجموعة «الفوائد العلمية من الدروس البازية» (2/352).:
وذلك في حقِّ مَن اعتقد معناها وعَرَفه؛ فلا يحصلُ المقصود بمجرد قول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ» لكلِّ أحد، وذلك بإجماع أهل العلم قاطبة؛ ولكن هذا في حقِّ مَن قالها عن عقيدةٍ، وعن بصيرةٍ، وعن عملٍ بمقتضاها؛ فإنَّها ترجُح بجميع سيئاته، وترجُح بهذه المخلوقات، وهذا بإجماع أهل العلم قاطبة.
المصدر موقع ميرث الأنبياء
شرح كتاب التوحيد عبدالقادر الجنيد
|