منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Oct 2010, 04:39 PM
أبو معاذ السلفي العراقي أبو معاذ السلفي العراقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: العراق - بغداد
المشاركات: 22
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو معاذ السلفي العراقي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو معاذ السلفي العراقي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو معاذ السلفي العراقي
افتراضي مِن فوائد شيخيِنا يحيى الجبوري " حفظه الله "

مِن فوائد شيخيِنا يحيى الجبوري " حفظه الله "


وجوب التفريق بين إنكار الْمعاصي العلمية الإعتقادية،وبين الْمعاصي العملية الشهوانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد
فقد إقتطعتُ هذه المقالة من كتاب شيخنا يحيى الجبوري " يسر الله أمرهُ وفرج عنه سجنه " المؤاخذات العقدية المنهجية على إبن مهاوش وربعه التميعيّة .
إِنَّ الْحَمْدَلِلَّهِ،نَحْمَدُهُ،وَنَسْتَعِينُهُ،ونستغف رُهُ،وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا،وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا،مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ،وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
أمابعد ..
ومِما ضلّت بِه أفهام،وزلّت به أقدام - ما بين غلوٍّ وتقصير - مسألة عدم التفريق بين إنكار الْمعاصي العِلمية الإعتقادية،وبين إنكار الْمعاصي العَمَلية الشهوانية؛فتجد الكثيرين لا يفرّقون بين إنكار الشرك،وبين إنكار الكبيرة،ولا بين إنكار البدعة،وبين إنكار الْمعصية،مع أن منهج النَبِي - صلى الله عليه وعلى آلِه و سلم - التفريق بين ذلك كلِّه .
روى أحْمد وغيره - وحسنّه الألبانِي فِي "السلسلة الصحيحة" (ح:881) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ:((قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِه وَسَلَّمَ]:أَيُّ الأََدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟، قَالَ:الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)) .
فقال الإمام ابن القيِّم فِي "إغاثة اللهفان"(1/158)باختصار:((جَمع [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِه وَسَلَّمَ] بين كونِها حنيفية،وكونِها سَمحة؛ فهي حنيفية فِي التوحيد،سَمحة فِي العمل)) .
فإنكار الذنوب التِي تقدَح فِي أصل الْحنيفية،ليس كإنكار الذنوب التِي تقدح فِي كمال العمل،قال الإمام ابن تيمية فِي"مَجموع الفتاوى" (3/182) بشيءٍ من التصرف والإختصار:((وأصول الدين لا تَحتمل التفرق والإختلاف،وأنا أقول ما يوجب الإجتماع بيـن الْمسلميـن، وهو متفق عليه بين السلف؛فإن وافق الْمخالفون؛فالْحمد لله،وإلاّ فمَن خالفنِي بعد ذلك:كشفت الأسرار،وهتكت الأستار،وبيِّنت الْمذاهبَ الفاسدة التِي أفسدت الْملل والدول؛فإن للسلم كلاماً،وللحرب كلاماً)) .
وقال الإمام مُحمد بن عبد الوهاب فِي "تفسيره"(ص86) مستنبطاً فوائد قَصّة إبليسَ،وآدمَ - عليه السلام -:((ومنها الشهادة لِما كان عليه السلف:أن البدعةَ أكبَرُ من الكبائر،لأن معصية اللعين [إبليس] كانت بسبب الشبهة [البدعية]،ومعصية آدم بسبب الشهوة [العمَلية])) .
وقال الإمام ابن تيمية فِي "مَجموع الفتاوى"(20/103):((إنَّ أَهْلَ الْبِدَعِ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْمَعَاصِي الشَّهْوَانِيَّةِ بِالسُّنَّةِ وَالإِجْمَاعِ؛فَإِنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِه وَسَلَّمَ] أَمَرَ بِقِتَالِ الْخَوَارِجِ...،وَقَالَ [فِي الوقت نفسِه] فِي الَّذِي يَشْرَبُ الْخَمْرَ:((لاَ تَلْعَنْهُ؛فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) [رواه البخاري (ح: 6398)،واللفظ لعبد الرزاق])) .
((فَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ الْمُذْنِبَ قَدْ يَكُونُ مُحِبًّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ،وَحَبُّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ:أَوْثَقُ عُرَى الإِيِمَانِ؛كَمَا أَنَّ الْعَابِدَ الزَّاهِدَ قَدْ يَكُونُ - لِمَا فِي قَلْبِهِ مِنْ بِدْعَةٍ وَنِفَاقٍ - مَسْخُوطًا عَلَيْهِ عِنْدَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛كَمَا اسْتَفَاضَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ ذَكَرَ الْخَوَارِجَ فَقَـالَ: يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ،وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ،يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ،يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ))(1)،وَلِهَذَا قَالَ أَئِمَّةُ الإِسْلامِ - كَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَغَيْرِهِ -: إنَّ الْبِدْعَةَ أَحَبُّ إلَى إبْلِيسَ مِنْ الْمَعْصِيَةِ؛لأَنَّ الْبِدْعَةَ لا يُتَابُ مِنْهَا،وَالْمَعْصِيَةُ يُتَابُ مِنْهَا))(2) .
وقال الشيخ الفاضل سعد الْحصيّن فِي "حقيقة الدعوة إلَى الله" (ص46-47):((إستعملَ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِه وَسَلَّمَ] أسلوبَ الْحزمِ،والإحتياط فِي إنكارِ كلِّ قولٍ،وفعلٍ يَحتَمِلُ الشركَ بالله،[حتَى] وإن صدرَ مِمّن يُظَنُّ به قوة الإيِمان؛فقال لرجلٍ فِي مُجتمع الصحابة [الْمدنِي]:((أجعلتَنِي للهِ نِدّاً؟!)) إنكاراً لقولِه:((ما شَاءَ اللهُ وشِئت))(3)،وأنكرَ على خطيبِ الوفد قولَه:((وَمَن يَعصِهِما (أي:الله ورسوله) فَقد غَوَى))؛فقال له:((بئسَ خطيبِ القومِ أنت..قل:وَمَن يعصِ اللهَ ورسولَه))(4)،وعندما طلبَ منه مَن كانوا معه أن يَجعلَ لَهم شجرةً مثل ذات أنواط التِي كان الناس يعكفون عليها،وينوطون بِها أسلحتَهم،بيّن لَهم أن طلَبَهم ذلك مساوٍ لقولِ قومِ موسى لـه:اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ.إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف:138-139] (5) .
وفِي الْمقابل إستعمل أسلوبَ اللين فِي الإنكار على من تبوّلَ فِي الْمسجد النبوي - كما فِي الْحديث الْمتفق عليه -،ومع الرجل الذي كان يؤتَى به مرات فَيُجلَد فِي الْخمر(6)،والشاب الذي إستأذنه فِي الزنَى(7)) .
قال الإمام ابن القيم فِي "مدارج السالكين"(1/372):((ولِهذا اشتدَّ نكيِرُ السلف والأئمة لَها [أي للبدعة]،وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض،وحذّروا فتنتَهم أشدّ التحذير،وبالغوا فِي ذلك ما لَم يُبالغوا مثلَه فِي إنكار الفواحش،والظلم،والعدوان،إذ مضرة البدع،وهدمها للدين، ومنافاتُها له:أشد)) .
ومثال ذلك ما جاء فِي "ذم الغيبة"(رقم:98) لابن أبِي الدنيا عن زائدة بن قدامة قال:((قلتُ لِمنصور بن الْمعتمر(8):إذا كنتُ صائماً،أنال من السلطان؟،قال:لا،قلت:فأنال من أصحاب الأهواء؟،قال:نعم)) .
وقال الفضيل بن عياض - كما فِي "طبقات الْحنابلة"(2/41) -:((إذا علِم اللهُ من الرجلِ أنّه مبغضٌ لصاحبِ بدعة:غَفَرَ له وإنْ قلَّ عملُه)) .
إنتهت المقالة التي اقتطعتها من كتاب شيخنا يحيى الجبوري " يسر الله امره وفرج عنه سجنه " المؤاخذات العقدية المنهجية على إبن مهاوش وربعه التميعيّة .
وصل اللهم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـــــــــــــ
(1) [رواه البخاري (ح:3414)،ومسلم (ح:1064) - واللفظ له - .
(2) الإمام ابن تيمية فِي "مجموع الفتاوى"(10/8-9) باختصار .
(3) رواه أحمد،وابن ماجه،وغيرهُما،وحسّنه الألبانِي فِي "السلسلة الصحيحة"(ح:139) .
(4) رواه مسلم .
(5) رواه الترمذي (ح: 2180)،وغيرهُ،وصحّحه الألبانِي فِي "صحيح السنن" .
(6) رواه البخاري .
(7) رواه أحمد،وصحّحه الألبانِي فِي "السلسلة الصحيحة" (ح:370) .
8) هو السلمى،التابعي،الكوفي،توفي132 هـ،كان ثقةً،ثبتاً،ومناقبه جمة .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ السلفي العراقي ; 14 Oct 2010 الساعة 06:51 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Oct 2010, 08:46 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

ممكن التعريف بالشيخ و ذكر تزكيات أهل العلم له بارك الله فيكم؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013