يجب على المسلم أن يعرف الشر كما يعرف الخير-العلامة الفوزان-
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير،وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
قال العلامة الفوزان :ومعرفة المسلم الشر لتوقيه يعد دليلا على فقه الرجل،لا من أجل أن يتبع الشر،ولكن من أجل أن يحذره،لأن الإنسان إذا لم يعرف الشر،فإنه يقع فيه من حيث لا يدري،فلذلك يجب على المسلم أن يتعلم.
وهذا فيه رد على الذين يكرهون ذكر العقائد الفاسدة في مقررات التوحيد،وذكر النحل الباطلة،وذكر الشبه التى اعتمد عليها أهل الضلال،فهي لم تذكر عبثا وإشغالا للوقت،وإنما ذكرت لأجل أن يحذر منها بأن تعرف فتجتنب،فأنت إذ سرت في طريق وأنت لا تعرف مافيه من الخطر والحفر والمهالك،فإنك تقع فيه وأنت لا تعرف ماأمامك وما في طريقك حتى تجتنبه،فيجب على المسلم أن يعرف الشر كما يعرف الخير،من أجل أن يعمل بالخير،ويجتنب الشر لأنه قد يفعل الشر وهو يظن أنه خير لأنه لم يعرفه.
من كتاب التعليق القو يم على كتاب إقتضاء الصرط المستقيم
|