منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01 Dec 2012, 03:07 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي فلا بد من الجمع بين هذا وهذا-النقد والتحذير وبين طلب العلم- وإلا كان الشخص ناقصا ومفرطا للعلامة مقبل

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :

سؤال :

يلاحظ على بعض من ينتسب إلى السلفية الاشتغال بالنقد والتحذير من الفرق وإهمال طلب العلم ، وآخر اهتم بالعلم وترك التحذير حتى وصل بهم الأمر أنهم قالوا : إن النقد ليس من منهج أهل السنة في شيء . فما الصواب في ذلك ؟

الجواب :

هؤلاء الذين يشتغلون بالنقد والتحذير يعتبرون مفرطين في طلب العلم ومفرطين في شأن النقد ، فعلماؤنا إذا نظرت إلى ترجمة ابن أبي حاتم وجدته حافظا كبيرا بل لقب بشيخ الإسلام ، وهكذا الإمام البخاري ، والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ويحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني وابن حبان والحاكم ، فقد أخرجوا المؤلفات النافعة في التفسير وعلم الحديث ، وألفوا الكتب النافعة وحفظوا لنا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وأخرجوا الكتب النافعة في الجرح والتعديل ، فلا بد من الجمع بين هذا وهذا وإلا كان الشخص ناقصا ومفرطا .
وأنا أسألك بأي ميزان تزن الناس إذا كنت جاهلا بالعلم النافع أتزنهم بالهوى ، أم بما قال لك الشيخ فلان ؟ فإذا تراجع الشيخ فلان تراجعت ، وإذا حمل على طائفة حملت ، فلابد من الجمع بين هذا وهذا .
والطرف الآخر الذين يهتمون بالعلم ولا يرفعون رأسا إلى التعديل فهذا الطرف في نظري أحسن من الطرف الأول ، لأن الطرف الأول يتصدى لما ليس من شأنه أن يتصدى له ، لكن هذا الطرف هدم جانبا مهما .
ورسالة أخينا بكر بن عبد الله أبي زيد " تصنيف الناس بين الظن واليقين " تعتبر أردى ما ألف ، فكثير من مؤلفاته بحمد الله تعتبر من أحسن المؤلفات فجزاه الله خيرا .
أما أن يهدم الجرح والتعديل فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم : " ولا تطع كل حلاف مهين ، هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم ، عتل بعد ذلك زنيم " القلم : 10-13 ، ويقول أيضا : " تبت يدا أبي لهب وتب ، ما أغنى عنه ماله وما كسب ، سيصلى نارا ذات لهب ، وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد " المسد:1-5 ، والله سبحانه وتعالى يجرح أبا لهب ويجرح امرأته أيضا ، وموسى عند أن أراد أن يبطش بالقبطي قال لصاحبه : " إنك لغوي مبين " القصص:18 ، فهذا دليل على جواز التجريح .
والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لرجل : ( بئس أخو العشيرة ) ، فلما دخل ألان له الكلام ، فسألته عائشة فقال : ( إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه ) أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة .
ويقول أيضا كما في الصحيح من حديث عائشة تقول له امرأة أبي سفيان : إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني ، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرها على جرح أبي سفيان ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول : ( من سيدكم يا بني سلمة ؟ ) قالوا : الجد بن قيس ؛ على أنا نبخله ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( أي داء أدوأ من البخل ؟ سيدكم عمرو بن الجموح ) ، ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لمعاذ بن جبل : ( أفتان أنت يا معاذ ؟ ) ، ويقول لأبي ذر : ( إنك رجل فيك جاهلية ) ، ويقول لبعض نسائه : ( إنكن صواحب يوسف ) ، وروى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا ) ، وتفسير الليث على أنهما منافقان لم يسلم له .
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحمل بن مالك بن النابغة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في امرأة ضربت امرأة أخرى فأسقط جنينها فقال : ( فيه غرة عبد أو أمة ) ، فقال حمل بن مالك بن النابغة : يا رسول الله ! كيف ندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل فمثل ذلك يطل ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنما هذا من إخوان الكهان ) من أجل سجعه .
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ، هلك المتنطعون ) ، ويقول في الخوارج : ( إنهم كلاب أهل النار ) ، ويقول أيضا : ( إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ) .
فالذي يزهد في الجرح والتعديل فهو يزهد في السنة ، فإذا لم يكن هناك جرح ولا تعديل فإن كلام الداعي إلى الله العالم الفاضل مثل كلام علي الطنطاوي ، أو مثل كلام محمود الصواف ، أو مثل كلام الشعراوي ، أو مثل كلام الشيعة الرافضة ، أو مثل كلام الصوفي حسن السقاف .
فأنا أقول لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل ، أو رجل في قلبه حقد ، أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح والتعديل ، لأنه يعلم أنه مجروح .
وأبى الله إلا أن ينصر دينه وأن يعلي كلمته وأن يظهر الحق ، فأصبح أهل السنة يلهجون بالجرح والتعديل وكأنهم كانوا نياما فيسر الله لهم بمن يوقظهم ، فما كانوا يتكلمون في الجرح والتعديل وكأنه خاص بزمن البخاري ومسلم ، ألا نجرح الآن من يقول : الديمقراطية لا تتنافى مع الإسلام ، أليس حقيقا بأن يجرح وأن يبين للناس بأنه دجال من الدجاجلة ، ألا تجرح الآن من يسب علماء المسلمين ، فلماذا يجرحون علماءنا الأفاضل ونحن نسكت عن هذا ؟!
فلابد من الجمع بين هذا وذاك ، أما لو قرأنا سير الصحابة وقرأنا سير التابعين وأتباع التابعين ، هؤلاء يقولون : كيف لو سمعوا كلام الذهبي : رتن وما رتن دجال من الدجاجلة ادعى الصحبة بعد ستمائة عام ، أو سمعوا قول الشافعي : الرواية عن حرام بن عثمان : حرام ، أو قول الشافعي أيضا : من روى عن البياضي بيض الله عيونه ، كيف لو سمعوا هذا الكلام ، يقولون الإمام الشافعي هذا متشدد متزمت يطعن في المسلمين والعلماء .
نحن نتحداكم أن تثبتوا أننا طعنا في العلماء ، طعنا في الديمقراطيين والذين يقولون بالرأي والرأي الآخر ، وفي الذين يعترفون بقرارات مجلس الأمن ، ويقولون : ليس هذا زمان حدثنا وأخبرنا وهذا حديث صحيح وهذا حديث ضعيف .
فنقول لهم : بل هذا زمانه لأنه قد كثرت الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، ونختم كلامنا هذا بقول الحافظ الصوري رحمه الله تعالى إذ يقول :

قل لمن عاند الحديث وأضحى عائبـا أهلـه ومن يدعيــه
أبعلم تقــول هــذا أبن لي أم بجهل فالجهل خلق السفيه
أيعاب الذين هم حفظوا الديـ ـن من الترهات والتمويــه
وإلى قولـهم ومـا قـد رووه راجع كـل عالـم وفقيــه

وأنا لا أريد من السني أن يشغل وقته ، يجعل وقتا للجماعات ، ووقتا أكبر للتنفس والنزهة ، ووقتا للأكل والنوم ، بل أريده كما قيل :
فكن رجلا رجله في الثرى وهامة همته في الثريا
وقد كتب إلي بعض إخواني في الله وقالوا : لا تشغل نفسك بهذا ، فهم يظنون أنني أشغل نفسي بهذا الأمر ، فأنا لا أشغل نفسي بهذا الأمر بحمد الله ، فالكتابة في وقتها والتعليم في وقته ، والجرح والتعديل في وقته .
وكان ابن الجوزي يتحدى أهل زمانه أن يأتوا أو يحدثوا بأحاديث ضعيفة وموضوعة وهو موجود . وهكذا غير ابن الجوزي من العلماء المتقدمين قبله كانوا يتحدون معاصريهم أن يأتوا بأحاديث ضعيفة أو موضوعة وهم موجودون .
والحمد لله انتشرت السنة وأخذ الإخوان المفلسون يدرسون في المصطلح ، ولكن كما يقال : تسبيحة حارس ، فليست إلا من أجل أن يقبضوا شبابهم حتى لا يتفلتون عليهم .
وعبدالله صعتر ، أخذ "شرح الطحاوية" يدرس فيه ، لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا عبدالله صعتر ، فحضر أول ليلة جمع كبير ، والليلة الثانية أقل ، والليلة الثالثة أقل ، وبعدها نحو سبعة وبعدها نحو ثلاثة ، فهو لا يعرف إلا قالت صحيفة الحياة وقالت إذاعة لندن ، وقالت صحيفة كذا ، فهم أرادوا أن يتشبثوا بشبابهم يقولون : نحن ندرس العقيدة وندرس المصطلح وكذا وكذا .
ولكن كما يقال : رجعت حليمة إلى عادتها القديمة ، لما رأوا هذا لا ينفع ولا يجدي رجعوا إلى الكذب والتلبيس .



( من كتاب فضائح ونصائح / ص 111-116 )


منقول
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
النقد وطلب العلم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013