منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02 May 2010, 08:59 AM
أحمد سالم أحمد سالم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الجزائري مقيم في فرنسا
المشاركات: 608
افتراضي سورة الإسراء (بني إسرائيل): مُقارنةٌ بين ضمير الخِطاب والغائِبِ في آيَتَينالشيخ /عبد المالك رمضاني

سورة الإسراء (بني إسرائيل): مُقارنةٌ بين ضمير الخِطاب والغائِبِ في آيَتَين



قال الله تعالى: ( وَلَا تَقْتُلۆا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) (الإسراء 31)، وقال في سورة الأنعام: ( وَلَا تَقْتُلُۆا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (الأنعام 151).


بَحثُ هاتين الآيَتَين يَنبَني على مُقدِّمةٍ، ثمَّ بَيان ما بينهما من فرقٍ، ثمَّ تَعليل مع ذِكر الدَّليل.


أمَّا المُقدِّمة، فهي التي أنقلُها من كتاب (دُرَّة التَّنزيل وغُرَّةُ التَّأويل) للخطيب الإسكافي، فقد قال (ص99): " للسَّائل أن يسأل، فيقول: قولُه عز وجل: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) هو ما عليه الاختيارُ في كلام العرب من تقديم ضمير المُخاطب على ضمير الغائب، بِناءً على قولك: أعطَيتُكه، والآية في سورة بني إسرائيل قُدِّم فيها ضمير الغائب على ضمير المُخاطب، فكأنَّها بُنِيَت على قولِك: أعطيتُهوكَ، وهذا ليس بمُختارٍ، فما الذي أَوجَبَ اختصاص الأوَّل بتَقديم ضمير المُخاطب وأوجَبَ اختصاص الثاني بتَقديم ضمير الغائب؟


الجواب أن يُقال: أولاً: ليس الضَّميران إذا اتَّصلا بالفعل كالضَّميرين إذا انفصل أحدُهما وعُطِف على الآخر؛ لأنَّ قولَهم: أكرَمتُه وإيَّاكَ مِثلُ قولِهم: أكرَمتُكَ وإيَّاه، في أنَّ كلَّ واحدٍ مِنهما مُختارٌ في مكانِه الذي يُوجِب تَقديم ما قُدِّم وتأخير ما أُخِّر، بِخلاف ما يختارُ إذا اتَّصلا بالفعل في مِثل: ما أعطيتُكه".


وأمَّا بيانُ ما بين آيتي الباب ن فرقٍ مع تعليله، فقد ذكر ابنُ كثير في (تفسيره) أنَّ الله قدَّم ضمير الغائب العائد على الأولاد في آية الإسراء عند قوله: (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ)، على ضمير المُخاطب العائد على الآباء في قوله: (وَإِيَّاكُمْ)؛ لأنَّ الفقر المَخوفَ مُتوقَّعٌ في المآل، وليس حاصلاً في الحال، فقدِّمَ الاهتمام برزق الأولاد على رزق الآباء؛ لأنَّ الآباء أغنياء، بخلاف مافي سورة الأنعام، فقد قُدِّم ضمير المُخاطب العائد على الآباء في قوله: (نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ) على ضمير الغائب العائد على الأبناء في قوله: (وَإِيَّاهُمْ)؛ وذلك لأنَّ الفقر حاضرٌ، فقدِّمَ الاهتمام برزق الآباء على الأبناء الذين لم يوجَدوا بعدُ، وقال أبو السعود في (تفسيره): " وقيل: هذا في الفقر النَّاجِز، وذا في المُتوقَّع".


فإن قيل: ما الدليل على أنَّ الآباء المُخاطبين في سورة الإسراء كانوا أغنياءً، وأنَّ المُخاطبين في سورة الأنعام كانوا فقراءً؟
الجواب: من قَرينةٍ لَفظيَّةٍ في الآيَتَين، قال الزركشيُّ في (البرهان)(3/285): " ومنها قوله: ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) (الأنعام 151)، وقال في سورة الإسراء: ( وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)، قدَّم المُخاطبين في الأولى دون الثانية؛ لأنَّ الخِطابَ في الأولى في الفقراء؛ بدليل قوله: (مِنْ إِمْلَاقٍ)، فكان رِزقُهم عندهم أهَمَّ من رِزقِ أولادِهم، فقُدِّم الوَعد برزقِهم على الوعد برزقِ أولادِهم، والخطاب في الثانية للأغنياء؛ بدليل: (خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ)؛ فإنَّ الخشية إنَّما تكونُ ممَّا لم يقع فكان رزقُ أولادِهم هو المطلوبَ دونَ رِزقهم؛ لأنَّه حاصلٌ، فكان أهَمَّ، فقُدِّم الوَعدُ برزقِ أولادِهم على الوعد برزقِهِم"، وهذا هو الدَّليل الذي وعدتُ به، والله أعلم.




منقول من كتاب "من كل سورة فائدة" إعداد: الشيخ /عبد المالك بن أحمد رمضاني

--------------------------------------------------------------------------------
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013