خوارج زماننا من أخسّ أنواع المرجئة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و أصحابه أجمعين، أمّا بعد
فهذا مثالٌ آخر على قول القائل: رمتني بدائها و انسلّت، الذي صار ميزةً لأهل الأهواء و البدع حيث يرمون أهل السنّة بكلّ نقيصةٍ هي فيهم، و يستدلّون بأدلّة هي في الحقيقة عليهم و ليست لهم، قال شيخ الإسلام و المسلمين ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وقد كنت قديما ذكرت في بعض كلامي أنيّ تدبّرت عامّة ما يحتجّ به النّفاة من النّصوص فوجدتها على نقيض قولهم أدلّ منها على قولهم كاحتجاجهم على نفي الرؤية بقوله تعالى (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)، فبيّنت أنّ الإدراك هو الإحاطة لا الرؤية وأن هذه الآية تدل على إثبات الرؤية أعظم من دلالتها على نفيها، وكذلك احتجاجهم على أنّ القرآن أو عبارة القرآن مخلوقة بقوله تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه)، بيّنت أنّ دلالة هذه الآية على نقيض قولهم أقوى فإنها تدلّ على أنّ بعض الذّكر محدث وبعضه ليس بمحدث وهو ضد قولهم..."
"...ثم تبيّن لي بعد ذلك مع هذا أن المعقولات في هذا كالسمعيات وأن عامّة ما يحتج به النّفاة من المعقولات هي أيضا على نقيض قولهم أدلّ منها على قولهم." اهـ [1]
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى: "... هم الآن عندهم لهجة يسمّون علماءنا مرجئة، في يوم من الأيّام طلع عليّ واحد من صنعاء و قال لي: يا شيخ اللّيلة أقيمت محاضرة أقامها فلان و فلان و فلان و يرمون علماء السّعودية و الشّيخ الألباني بأنهم مرجئة و.. و.. يطعنون فيهم، فقلت: قل لهم: أنتم –والله- أخسُّ أنواع المرجئة، كيف؟ لأنّكم مرجئة أمام أهل البدع و الضلال من القبوريين و الرّوافض و الخرافيين إلى آخره، أمام سيّد قطب مرجئة، تقول لهم: هذا يقول بوحدة الوجود، هذا يطعن في الصحابة، هذا يطعن في بعض الأنبياء، هذا يفعل...، تعدّد له من الجرائم الكبيرة، يقول لك: ما يضرّه، له جوانب مشرقة. أليس هذا أسوأ من قول المرجئة، لا يضرّ مع الإيمان ذنب، و مرجئة مع الحكّام؛ حكومة السودان تدعوا إلى وحدة الأديان و تشييد القبور و تشييد الكنائس و يقول لك: دولة إسلامية وحيدة، لا نظير لها على وجه الأرض، هل يوجد إرجاء أسوأ من هذا الإرجاء ؟.
و نحن –و لله الحمد- ليس عندنا إن شاء الله ذرّة من الإرجاء، نحن نرى الكبائر و أهلها معرّضون لدخول النّار، و قد يكون في أهل الكبائر منافقون، ونقول: الصّغائر إذا اجتمعن على المرء أهلكنه، و لا نحتقر صغيرة و لا كبيرة و لله الحمد....
رأيناهم خوارج ضدّ المنهج السّلفي و أهله، مرجئة غلاة بالنّسبة لمن ينتسب إليهم و ينتسبون إليه، فإذا استظلّ الإنسان براية الإخوان المسلمين فليكن صوفيّا حلوليّا، فليكن ملحدا فليكن رافضيّا، فليكن خارجيّا مرتكبا كل الجرائم، حشّاشا، ليكن ما شاء، خلاص لا يضرّه ما دام تحت راية الإخوان المسلين ما يضرّه شيء أبدا، فأيّ إرجاء أنجس من هذا؟" اهـ [2].
------
[1][درء تعارض العقل و النّقل. 1/ 374، 375].
[2][كشف السِّتار عمّا تحمله بعض الدّعوات من أخطار. ص 111، 112].
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن بن براهم ; 02 Dec 2012 الساعة 08:45 PM
|