تذكير الكرام ، بالتزام منهج السلف في نصح الحكام
إن من إفرازات الانفتاح على الغرب ، وأخذ الغث والسمين منهم ، ولأجل التأثر بثقافاتهم ، والنهل منها دون تمحيص أو ترو وتثبت ، أننا صرنا في كثير من الأحايين ، نتلقف طرائقهم و أطروحاتهم ، لحل بعض المشكلات المتعلقة بنا ، حتى لو خالفت نصوصا شرعية واضحة ، نقلدهم ونريد إسقاط واقعهم على واقعنا حتى لو خالف ذلك العقول الرزينة والألباب الفطينة ، ومن ذلكم تقليدهم في الديمقراطية المزعومة ، تلكم النبتة المأفونة ، ثمارها مرة ذات عفونة ، تسقى بالدماء ، و تحاط بالجماجم و الأشلاء ، ما دخلت بنيانا إلا دمرته ، ولا عمارا إلا خربته ، ولا وطنا إلا مزقته ، والواقع خير دليل ، وقبله ما دل عليه الدليل ، من قول الخالق الجليل ، أو سنة المصطفى الخليل ، ومنهج السلف الأصيل ، ونصح علماء السنة الجميل ....
معشر الكرام : لا ننكر أن على حكامنا و ولاة أمورنا ، من أعلى هرم السلطة كما يعبرون إلى أصغر مسؤول ، وكذا كل من وكل إليه إدارة شأن من شؤون المسلمين ، لا ننكر أبدا أن على هؤلاء أمانة عظمى حملتها عواتقهم ، سيسألون عنها بين يدي الله ، أمانة تنوء بحملها الجبال الرواسي ، بين رسول الله أن الإمارة : يعني إدارة شؤون الحكم وتسيير أمور المسلمين ـ خزي وندامة يوم القيامة ، من طلبها ابتلي بها ومن طلب لها أعين عليها ، هؤلاء المسؤولون والحكام ، قد تصدر منهم أخطاء ، منها ما هو متعمد ولاشك ، ومنها ما هو هفوات و زلات غير متعمدة ، والواجب علينا ـــ مع تفاوت في قدر هذا الواجب من شخص لآخر ، الواجب إسداء النصيحة وتقديمها بالوسائل الشرعية والطرق المرعية ، والتزام الأدب وحسن الخلق ، والتثبت قبل التهور ، والإحجام قبل المذموم من الإقدام ، و حسن القصد و سلامة النية ، و إن ما نراه من اندفاع محموم ، وتقحم مشؤوم ، على صفحات التواصل الاجتماعي ، الفيس بوك وبعض مواقع الانترنت ، من نشر معلومات قبل التأكد من صحتها ، والتهويل من شأن أمور لا ينبغي تهويلها ، وكذا المبالغة في التشخيص ، مع تحريض وتشويش واضح ، كل ذلك ينافي العقل وقبله يصادم النقل ، وما صح عن رسول الله ، وخلاف منهج السلف الصالح .
معشر الكرام : نشهد الله وكفى به شهيدا ، أننا لا نقول هذا الكلام تقربا أو تزلفا للحكام أو المسؤولين أو إرضاء لهم كما يتهمنا البعض ، فالله يعلم ما تكنه الصدور وتخفيه النفوس ، وهو يحكم بيننا يوم القيامة ، لكن والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ، إن بداية الفتن ، و اضطراب الأمور ، واختلاف الكلمة وانتشار الفوضى وانعدام الأمن ، يبدأ بهذه الخطوات التي قد يتخذها البعض وسيلة للتسلية والترفيه وتمضية الوقت أو حب الظهور الذي يقصم الظهور . كما أن هذه الطرق خلاف المنهج النبوي والصراط السلفي الذي انتهجه الصحابة ومن سار على طريقتهم وسنتهم ، بعيدا عن أهل الشر والبدع والزيغ والانحراف ممن أشعل الفتن في بلاد المسلمين شرقها وغربها ، واقرؤوا التاريخ ينبيكم بتفصيل ما أقول ....فلنبتعد عن هذه المهاترات ، ولنترفع عن هذه الأساليب ، و إذا أردت تقديم النصح فاجعله بما يناسب من كلام في الوقت الذي يناسب على التمام ولا يهمك رضا الجمهور بل : أرض الرب الغفور وكفى ...
|