منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20 Jan 2011, 12:24 AM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 283
افتراضي التعليقات المفيدة على قصيدة مقومات الشعر السلفي

التعليقات المفيدة على قصيدة


مقومات الشعر السلفي

نظم:



أبي عبد الله بلال يونسي


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

نظرت في أهداف منتدانا الطَّيِّب مع تقليب الفكر في مقوِّمات الشِّعر السَّلفيِّ فلم أجد بينهما فواصلاً؛ وإن كنت في أبياتي هذه ملت ابتداءً لذكر أهمِّ مقوِّمات الشِّعر السَّلفي وأسِّها المتين من إظهار عقيدة التَّوحيد بأقسامه ومنابذة صور الكفر والفسق والابتداع في دين الله وسبغ كل هذا بالإخلاص لربِّ العباد مع السَّير على رسم الشَّريعة حتَّى تكون لنا قياماً وصلاحاً ونبذ كلِّ ما يخالف رسمها انطلاقاً من الحفاظ على لغتها التي نزل بها كتابها الخالد إلى دحر الملاحدة من العلمانيَّة والحداثيَّة الذين يرمون إلى تلويث محيا الشَّريعة السَّمحة ولغتها السامقة بفكرهم الممحوق المستورد من بلاد الكفر؛ والمُمَوَّلين من أعداء الإسلام بصنوف البهارج المغرية لضعفاء النُّفوس وعديمي الإيمان من أذنابهم الغرقى في وحلهم المنتن كمعاول هدم للإسلام ولغته روماً لنسف بنائه المَشِيدِ بشتَّى صنوف المكر والخبث بتجنيد كُلِّ من طاع لهم ممَّن باع دينه ودنياه في سبيل خدمة شهواته الرَّخيصة تحقيقا لمآربهم الخسيسة من عملاء منافقين يظهرون في زيِّنا أو أغبياء من بني جلدتنا يتكلَّمون بألستنا والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى،

وقد تماشيت مع شروط شيخ الشُّعراء وزدت عليها شرطين لزوماً:

أولهما: الابتداء في ثاني كلِّ شطرٍ من الأبيات بحرفٍ من حروف اسمه: (الشَّاعر أبو رواحة الموري)،

ثانياً: ختم كُلِّ أوَّل شطرٍ بالميم المضمومة،

وهذا أوان الشُّروع في المقصود:

من بعد حـمد للإلـه مقدم *** أثنـي الصلاة على الرسول وآله


نادى بـلالا من سماعـه لازم *** لا هـم عندي اليوم غير جوابه



تتهلل الأشعـار مـمـا ينظم *** شعراء نهج الحـق تحـت لوائـه



دانت له الشعـراء لمـا أعلموا *** أن ابـن عيسـى قائـم بلسانه



يردي عدى المختار لا يتصـرم *** علا الإلـه مَـقامـه بنوالـه



آمين قولوا ملء فيكـم تنعموا *** راجيـن شكـر الله فـي آلائه


تحقيـق شكـر إلـهنا يتحتم *** إسداء شكـر للعبـاد يـوازه


الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر ومشابه


لا تبـغ لا بالشعر مالا أو سمو *** وا وابغ أجـر الحـق في عليائه


شنع على أهل الخنا قوم عموا *** رغمـت أنوف فويسق ومواله


عرِّ المـلاحدة الذيـن تزعموا *** وصـف الإله بغير وصف كتابه


رضوا على آل الرسول وعظموا *** أمر الصحـاب كذاك أمر نسائه


احذر أخـي فالطعن فيهم معلم *** حزب الروافـض والسفيه الفاره



لفوا مهيض الضـاد إذ وافاكم *** تنـزوا به الأرذال ردء هلاكـه


سلكوا لنقض أصوله لم يعدموا ***إفكـا وخبثـا... يا إلهي عافه


لهفـي علـى أدب وشعر يلطم *** ليـلا نـهارا قصد طمس أساسه



فز بالأجـور ورم لها ما يلجم *** متـنـطعـا ومـميعـا ومجاره



يا صالحي الشعراء هبوا فارجموا *** وكـر الحداثـة مع عميل تافـه


رسـم الشريعـة للقريض يقوم *** يا أيـها السَّلفـي خـذ بقيامه


0°0°0°0°0°0°0°0°0°0°0


الطرة:

1- تنزوا به الأرذال: ونزا في اللِّسان العربي بمعنى وثب، ويتعدَّى بـ: (على)، أي: وثب عليه، وهنا عدَّيته بـ: (الباء) لمعنى زائد تأويله: (تتحرَّش به وثباً عليه)، وهو ما قرَّره جمعٌ من فحول المحققين أنَّ الحروف ينوب بعضها عن بعض مع إفادتها معنى زائداً ومثَّلوا لذلك بقوله تعالى: [ولأصلبنَّكم في جذوع النَّخل] ﮋ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ[طه: ٧١].

2- السَّفيه الفاره: وهو المتهور الأحمق؛ كناية مني عن الخوارج الناصبة؛ استصحابا لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند وصف الخوارج المارقة: (سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان)؛ والصنفان: (الرافضة والخوارج) طرفان متناقضان في صحابة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهل بيته الكرام.

3- لهفي على أدب وشعرٍ يلطم *** ليلاً نهاراً قصد طمس أساسه: وفيه تحقير وتعجيز إذ اللَّطم يُنبي عن مدى ما وصل إليه أدبنا من هوانٍ ناله من أعداء اللُّغة العربية، مع ابتغاء هدم أساسه بل طمسه بمثل هذا الصَّنيع فأنى لهم ذلك ؛ إذ كيف يطمس أساس العربية المتين الراسخ المشيد بمجرد لطمه وفي هذا تحقير لأفاعيلهم التي جمعت بين إهانتهم لغتنا الكريمة بأيدي بنيها وتحقير صنيعهم لعظيم غباوتهم في روم طمس أساسه السفلي المتجذر بلطم صفحاته الظاهرة.

وطلبا لها المعنى فقد حدت عن قولي : لهفي على أدب وشعرٍ يرطم ( أو : يصدم) *** ليلاً نهاراً قصد طمس بنائه

وذلك لموافقته لظاهر معلوم مسبقا أن الرطم والصدم يهدم ما ظهر من الأبنية ؛ ولكنني لا أريد ها المعنى فحدت عنه إلى معنى غيره عبرت عنه بما تقدم.

4- رسم الشَّريعة للقريض يقوم *** يا أيُها السَّلفي خذ بقيامه: ومعنى: (يُقوِّم) أي أنَّ رسم الشَّريعة ومنهاجها يُصلح ويُعدِّل ويُهذِّب، ومعنى: (قيامِه) أي ما فيه صلاح الدُّنيا والآخرة.

5- وفي طليعة القصيدة ما يوهم أن أبا رواحة قائد شعراء السنة جميعا ( وبينهم شعراء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) والصحيح بمدلوليه حالا وقالا غير ما يظهر لمن نبى به فهمه القاصر عن عطل جيد القصيدة وفحواها ؛ فباعتبار الحال لا يمكن في الغالب أن يكون المتأخر قائدا للمتقدم الذي لم يدركه لتباعد زمنيهما ؛ وباعتبار القال قد يتعدد اللواء بينما الراية واحدة وهي الراية التي حملها شعراء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ؛ ومقدمهم حسان بن ثابت – رضي الله عنهم جميعا – فاللواء يحمله من كل خلف عدوله تحت الراية التي يحملها رؤساؤهم العظام شعراء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .


وهناك قرائن غير ما ذكرت والإشارة تغني عن العبارة ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ...



وكما أشكر أخوي الكريمين أبا أحمد ضياء التبسي وأبا أسامة محمد الحريري الميلي على مجهوديهما في تبييض القصيدة على صيغتي الـ ( وورد ) والـ ( بي دي أف ) ؛ وكما أنبه أن القصيدة مرفقة بقراءة صوتية لها من إلقاء أخي أبي أسامة الحريري - حفظه الله ورعاه -


والحمد لله رب العالمين


وهذه قراءة صوتية للقصيدة:



.:.و.:.


ومن هنا بصيغة: [بي دي أف]


التعليقات

قال الشيخ الفاضل أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري ؛ معلقا ومفيدا :

( قال أبو عبد الله بلال وفقه الله :

مقومات الشعر السلفي

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم


نظرت في أهداف منتدانا الطَّيِّب مع تقليب الفكر في مقوِّمات الشِّعر السَّلفيِّ فلم أجد بينهما فواصلاً؛
وإن كنت في أبياتي هذه ملت ابتداءً لذكر أهمِّ مقوِّمات الشِّعر السَّلفي وأسِّها المتين :
1- من إظهار عقيدة التَّوحيد بأقسامه
2- ومنابذة صور الكفر والفسق والابتداع في دين الله
3- وسبغ كل هذا بالإخلاص لربِّ العباد
4- مع السَّير على رسم الشَّريعة حتَّى تكون لنا قياماً وصلاحاً
5- ونبذ كلِّ ما يخالف رسمها انطلاقاً من الحفاظ على لغتها التي نزل بها كتابها الخالد
6- إلى دحر الملاحدة من العلمانيَّة والحداثيَّة الذين يرمون إلى تلويث محيا الشَّريعة السَّمحة ولغتها السامقة بفكرهم الممحوق المستورد من بلاد الكفر؛
7- والمُمَوَّلين من أعداء الإسلام بصنوف البهارج المغرية لضعفاء النُّفوس وعديمي الإيمان من أذنابهم الغرقى في وحلهم المنتن كمعاول هدم للإسلام ولغته
8- روماً لنسف بنائه المَشِيدِ بشتَّى صنوف المكر والخبث بتجنيد كُلِّ من طاع لهم ممَّن باع دينه ودنياه في سبيل خدمة شهواته الرَّخيصة تحقيقا لمآربهم الخسيسة من عملاء منافقين يظهرون في زيِّنا أو أغبياء من بني جلدتنا يتكلَّمون بألستنا والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى،
قال أبو رواحة :
عندما طرحتُ هذا الموضوع شعرتُ بأنه ثقيل وأنه قلَّ أن أجد من سيغذيه ويدعمه , وخاصة أني اشترطتُ الإبداع فيه , وهذا يزيد من صعوبة الأمر , فإذا بالمحاولات تتواصل والمشاركات تنهمر , ولسان حال الشعراء كم ترك الأول للآخر . فكلما شارك أحدهم كان فارس ميدانه .

وها هو اخونا أبو عبد الله بلال حفظه المولى يطالعنا في مشاركته التي تحمل الجرأة والشجاعة والإبداع وسعة الإطلاع بذكر أهم مقومات الشعر السلفي
فانشرحت نفسي وانفرجت أسارير وجهي أن الإبداع قائم على عوده , وأن من إخواننا الشعراء من هو مؤهل لخوض أصعب الظروف .



قال أبو عبد الله مثرياً وقال أبو رواحة معلِّقاً

من بعد حـمد للإلـه مقدم *** أثنـي الصلاة على الرسول وآله

نادى بـلالا من سماعـه لازم *** لا هـم عندي اليوم غير جوابه

تتهلل الأشعـار مـمـا ينظم *** شعراء نهج الحـق تحـت لوائـه

دانت له الشعـراء لمـا أعلموا *** أن ابـن عيسـى قائـم بلسانه

يردي عدى المختار لا يتصـرم *** علا الإلـه مَـقامـه بنوالـه

قلتُ : إن كنتَ أردت بـ "علا " بمعنى رفع فهي بتشديد اللام , وإن كنت أردت بها أعلا فقد سقطت الهمزة

آمين قولوا ملء فيكـم تنعموا *** راجيـن شكـر الله فـي آلائه

قلت : وهل للشعراء فم على الحقيقة واحد ؟!!!! ولكن في غير الحقيقة سائغ .

تحقيـق شكـر إلـهنا يتحتم *** إسداء شكـر للعبـاد يـوازه

الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر ومشابه

قلت : هنا إقواء وهو اختلاف حركة الروي في قولك : ومشابهُ , إذ حقه الرفع تبعاً للمرفوع "كفرٌ ظاهرٌ" لأن القافيه كلها بكسر الهاء

لا تبـغ لا بالشعر مالا أو سمو *** وا وابغ أجـر الحـق في عليائه

شنع على أهل الخنا قوم عموا *** رغمـت أنوف فويسق ومواله

عرِّ المـلاحدة الذيـن تزعموا *** وصـف الإله بغير وصف كتابه

رضوا على آل الرسول وعظموا *** أمر الصحـاب كذاك أمر نسائه

احذر أخـي فالطعن فيهم معلم *** حزب الروافـض والسفيه الفاره

لفوا مهيض الضـاد إذ وافاكم *** تنـزوا به الأرذال ردء هلاكـه

سلكوا لنقض أصوله لم يعدموا ***إفكـا وخبثـا... يا إلهي عافه

لهفـي علـى أدب وشعر يلطم *** ليـلا نـهارا قصد طمس أساسه

فز بالأجـور ورم لها ما يلجم *** متـنـطعـا ومـميعـا ومجاره

يا صالحي الشعراء هبوا فارجموا *** وكـر الحداثـة مع عميل تافـه

رسـم الشريعـة للقريض يقوم *** يا أيـها السَّلفـي خـذ بقيامه
قلت : لو قلتَ مقوِّماً كان أجمل , حتى تقف على ساكن , وأرجو أن تلاحظ ذلك في سائر صدور أبياتك مع مقارنة ذلك بالقصائد العربية , فهو من الملاحظات العامة التي تعطي الأبيات قوة .

كما ان قولك بقيامه : كان حقه الصرفي أن تقول بتقويمه , ولكن ألجأتك القافية !!!

وثمة ملاحظة أخرى وهي من الملاحظات العامة :

وهي أنك تعاملتَ في القافية مع الهاء فقط , لهذا فقد تغير الحرف الذي قبلها من بيت إلى آخر ,

فقلتَ مثلاً : الفاره , هلاكه , أساسه , عافه ...فجعلتَ مع الهاء مرة الراء وأخرى الكاف وثالثة السين ورابعة الفاء وهكذا

وهو وإن كان جائزاً ومستعملاً في القصائد العربية لكنه بقلة وخلاف الأولى من حيث الإبداع , فغيره أكثر وأجمل وهو أن توحد القافية مع الحرف الذي قبلها كأن تقول :

الفاره , داره , أقماره , أسراره ....

أو أن تقول : هلاكه , أشراكه , أفلاكه , أملاكه ...


أو أن تقول : أساسه , مقياسه , أجراسه , قرطاسه ..

طبعاً كل ذلك مع اشتراط الوزن , لأان هذه الكلمات لا بد أن تتلاءم مع التي قبلها في الوزن


قال ابو عبد الله
الطرة

قال أبو رواحة :

ثم ذكر حاشية قصيدته التوضيحية الماتعة ,وفيها ما يدل على عظيم عناية ومزيد تأمل .

فشكر الله لك أخي أبا عبد الله على هذا الجهد المبارك ورفع قدرك

والشكر موصول لكل من ساهم في انجاز هذا العمل الرائع

ولك مني أبيات تحمل اسمك - ولا بد منها -, ولكن في وقت لاحق بإذن الله )

وقال الشاعر الفاضل أبو عبد الرحمن محمد العكرمي مذيلا :

( جزاكم الله خيرا شيخي الحبيب

و صدقت في بيان الإقواء

و لا أدري لما يتنبه لها لا الأخ بلال

و لا غيره من الإخوة

إذ أنني و أنا أقرأ تعليقكم

بدا الأمر واضحا جليّا في وقوع الشاعر المبدع بلال

في الإقواء

و ما أظن إلا هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء

و لعلي أقوم خطأ أخي و حبيبي بلال فيصير البيت هكذا :


الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر بإزائه

أو :

الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر بضلاله

و الله أعلم)

قال أبو عبد الله بلال السلفي السكيكدي محشيا على ما قاله شيخ الشعراء أبو رواحة معلقا :

يردي عدى المختار لا يتصـرم *** علا الإلـه مَـقامـه بنوالـه

قلتُ ( أي أبو رواحة ):

إن كنتَ أردت بـ "علا " بمعنى رفع فهي بتشديد اللام , وإن كنت أردت بها أعلا فقد سقطت الهمزة


قال أبو عبد الله :



بل مرادي (
علا) بمعنى رفع ؛ وسياق القصيدة يدل عليه ؛ إذ القصد افتتاح كل شطر ثان بحروف اسمك وهنا دور العين من اسمك ( ا ل ش ا "[ع]" ر أ ب و ...) ...



آمين قولوا ملء فيكـم تنعموا *** راجيـن شكـر الله فـي آلائه

قلت ( أي أبو رواحة ) :

وهل للشعراء فم على الحقيقة واحد ؟!!!! ولكن في غير الحقيقة سائغ .

قال أبو عبد الله بلال :

الحقيقة هي ما تبادر ابتداءا إلى الذهن وغلب على السمع وذلك الظاهر المراد ؛ وقد ورد من كلام الله جل وعلا ما يصلح شاهدا على ما سقته ؛ وكذلك من كلام العرب الفصيحة ؛ ومن ذلك ما ساقه صاحب الدر المصون في محفل تفسيره لقوله تعالى :"خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" ؛ حين وجه ورود السمع مفردا بكونه مصدرا أو تكنية عن الأذن ؛ وجاء لذلك بشواهد منها قول الشاعر :
كُلُوا في بعض بَطْنِكُم تَعِفُّوا ... فإنَّ زمانَكمْ زَمَنٌ خَمِيصُ
أي : بطونكم ، وَمثلُه :
لها جِيَفُ الحَسْرى فأمَّا عِظامُها ... فبِيضٌ وأمَّا جِلْدُها فصليبُ
أي : جلودها ، ومثله :
لا تُنْكِروا القَتْلَ وقد سُبينا ... في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شُجِينا

وقد يكون صوابا ما ذهب إليه شيخ الشعراء وصاحب الدر لولم ترد قراءة آحاد للآية بلفظ الجمع : "على أسماعِهم" ؛ وكذلك مجيء قوله تعالى في سياق شبيه بجمع الجلد مع أن صاحب الدر ذكر شواهدا فيها الجلد مفردا مع أن حقه - على رأيه - الجمع ؛ وذلك كقوله تعالى :"حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" ؛ ومن كل هذا يعلم أن التعبير في مثل هذه المواضع بالحقيقة وعدمها غير موافق للحقيقة ؛ ونحن لنا أن نعبر بما عبر به الله ورسوله وفصحاء العرب ممن يستشهد بكلامهم ؛
وأن الظاهر المتبادر هو المراد مع ما يحوم به من قرائن ؛ وذلك أننا لو قلنا مثلا أن السمع هو الحقيقة لأنه مصدر فهل نقول أن الأسماع في الرواية الآحاد غير حقيقة ؛ أو أن الجلد إذا أفرد في سياق الجمع غير حقيقة فماذ نفعل مع الشاهد والآية ؛ ولذلك فالحق هو ترك التعبير بالحقيقة إلى قولنا : الغالب والظاهر ...


وزد على ذلك أن قصدي اجتماع كلمة السلفيين وأنهم يصدرون عن قلب رجل واحد وفهم واحد وشعور واحد لا فرقة بينهم ولا خلاف إذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ...

الشعـر منـه ملامـة فتنـدم *** بـل منـه كفـر ظاهر ومشابه

قلت ( أي أبو رواحة ) :

هنا إقواء وهو اختلاف حركة الروي في قولك : ومشابهُ , إذ حقه الرفع تبعاً للمرفوع "كفرٌ ظاهرٌ" لأن القافيه كلها بكسر الهاء

قال أبو عبد الله بلال :

وأظنه ( ... مع ابتسامة باردة ... ) مما قال فيه الخليل ونقله عنه قدامة وغيره :

"لعلك إما أم عمرو تبدلت ... سواك خليلاً شاتمي تستخيرها

وهذا مزاحف في كاف سواك ومن أنشده خليلاً سواك كان أشنع.


قال: وكان الخليل بن أحمد رحمه الله يستحسنه في الشعر، إذا قل البيت أو البيتان، فإذا توالى وكثر في القصيدة سمج.

قال إسحاق: فإن قيل: كيف يستحسن منه شيئاً وقد قيل هو عيب؟ قيل: هذا مثل الحول والقبل واللثغ في الجارية، قد يشتهي القليل نمه الخفيف، وهو إن كثر هجن وسمج، والوضح في الخيل يشتهي ويستظرف خفيفه، مثل الغرة والتحجيل، فإذا فشا وكثر، كان هجنة ووهناً.
قال: وخفيف البلق يحتمل في الخيل، ولم أر أبلق قط، ولم أسمع به سابقاً.".

وقد ذكر قدامة في السياق أن الإقواء لا يجوز لغير الفحول من المولدين ؛ وقد رد ادعاءه هذا غير واحد على أن ما جاز للفحول جاز لغيرهم وما كان ضرورة عند أمثال : عبيد الله بن الحر ؛ و : سحيم بن وثيل الرياحي ؛ و لحقهم جرير من الإسلاميين ؛ كان كذلك ضرورة عند من تأسى بهم واستشهد بشعرهم ممن جاء بعدهم .



رسـم الشريعـة للقريض يقوم *** يا أيـها السَّلفـي خـذ بقيامه

قلت ( أي أبو رواحة ) :

لو قلتَ مقوِّماً كان أجمل , حتى تقف على ساكن , وأرجو أن تلاحظ ذلك في سائر صدور أبياتك مع مقارنة ذلك بالقصائد العربية , فهو من الملاحظات العامة التي تعطي الأبيات قوة .

كما ان قولك بقيامه : كان حقه الصرفي أن تقول بتقويمه , ولكن ألجأتك القافية !!!

قال أبو عبد الله :

بلى لم تلجئني القافية بل مرادي في الأولى ( أي يقوم أو مقوم ) قوله تعالى :" وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " ؛ و في الثانية ( أي قيامه ) قوله تعالى :" جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ " وقد أوردت شرحهما في الطرة ...

و ختاما أقول لشيخنا الفحل أبي رواحة الموري ولأخينا المفضال أبي عبد الرحمن العكرمي :

جزاكما الله خيرا على ما جدتما به من فوائد ودرر ولا عدمناكما يا إخوان الصدق والديانة فيما نحسبكم والله حسيبكم ...




التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بلال يونسي ; 20 Jan 2011 الساعة 03:33 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, الشعرالسلفي, فوائد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013