إشكال بخصوص عدد خزنة جهنم
قال الإمام القرطبي في تفسيره:
" وَالصَّحِيحُ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- أَنَّ هَؤُلَاءِ التِّسْعَةَ عَشَرَ، هُمُ الرُّؤَسَاءُ وَالنُّقَبَاءُ، وَأَمَّا جُمْلَتُهُمْ فَالْعِبَارَةُ تَعْجَزُ عَنْهَا، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: [وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ]..." - انتهى كلامه.
وقد سبقه وتبعه على هذا الرأي غيره -رحم الله الجميع-.
لكن أشكل عليّ هذا الكلام للأسباب التالية:
- أنّه يتعارض -حسب ما يبدو لي- مع قول الله تعالى: (عليها تسعة عشر).
- أنّ أصحاب هذا القول حملوا قول الله تعالى: (عليها تسعة عشر) على غير ظاهره ولم يذكروا نصّا شرعيا يدلّ عليه، سوى قول عطاء، والاستنباط من قوله تعالى: (وما يعلم جنود ربّك إلّا هو).
- ولأنّ هذا القول يبطل سبب ورود الآية (وما جعلنا أصحاب النار إلّا ملائكة، وما جعلنا عدّتهم إلّا فتنة للذين كفروا...).
- أنّ هذا القول يبطل -فيما يظهر لي- الحكم التي ذكرها الله تعالى من تحديد هذا العدد القليل (19).
وما هذه إلّا إشكالات أشغلت ذهني، فوددت عرضها رجاء أن يتفضّل عليّ بعض إخواني الكرماء ببيان المسألة، والله يتولّى حسن مجازاته...
|