بين التّجريح بالباطل والتّزكية بغير حقّ! كلام نفيس للشّيخ بكر أبو زيد رحمه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاَّ على الظالمين...
وبعد؛
فمن دُرَرِ كلام الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - التي توافق الحق والواقع، ما ذكره في كتابه "تصنيف الناس"، وذكر فيه طرفين متقابلين كلاهما ضار مهلك، وهما: التجريح الباطل، والتزكيات الباطلة، وقد وقع في كلَيْهِما طائفةٌ من العامَّة، بل حتى الخاصَّة!
فإليكم هذا الكلام الجدير بالتأمُّل:
1- التجريح الباطل : قال الشيخ بكر في "التصنيف" (ص 15):
«ومن ألأم المسالك: ما تسرَّب إلى بعض ديار الإسلام من بلاد الكفر من نصب مشانق التجريح للشخص الذي يراد تحطيمه، والإحباط بما يُلَوِّثُ وجْهَ كرامَتِهِ.
ويجري ذلك بواسطة سفيهٍ يُسَافِهُ عن غيره، مُتَلاعبٍ بدينه، قاعِدٍ مَزْجَرَ الكلب النَّابِحِ، سافِلٍ في خُلُقِه، مَمْسُوخِ الخَاطِرِ، صفيقِ الوجْه، مغْبُونٍ في أدَبِه، وخُلُقِه، ودِينِه».
2- التزكية بالباطل:قال الشيخ بكر في "التصنيف" (ص 17):
«وإذا كانت هذه شناعاتٌ في مقام التَّجريح؛ فيقابلها على ألْسِنَةٍ شقيَّةٍ: مقامُ الإطْرَاءِ الكاذب، بِرَفْعِِ أُنَاسٍ فوق منزلتهم، وتعديل المجروحين، والصَّدِّ عن فَعْلاتِهِم، وإن فعل الواحد منهم ما فعل...
وإذا كانت ((ظاهرة التجريح)): وقيعَةٌ بغيْرِ حَقٍّ، فإنَّ ((منح الامتياز)) بغيْرِ حقٍّ: يُفْسِدُ الأخلاق، ويَجْلِْبُ الغُرور والاستعلاء، ويغُرُّ الجاهلين بمن يضرُّهُم في دينهم، ودنياهم.
ولهذا ترى العقلاء يأنفون من هذه الامتيازات السخيفة، وتأبى نفوسهم من هذه اللوثة الأعجمية الوافدة».
كلام جدير بالتامُّل من الجميع، فهذان الأمران لا يسلم منهما إلاَّ من سلَّمه الله
فإنْ تَنْجُ منها تَنْجُ مِنْ ذي عظيمَةٍ ***وإلاَّ فإنِّي لا إِخَالُكَ نَاجِيا