
29 Oct 2018, 05:51 PM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 360
|
|
متجدّد: (الإلزامَات والتَتبُّع) -مقالات كاشفة لكذب وتناقض المفرقين- الحلقات: 1-4
الإلزامَات والتَتبُّع
-الحلقة الأولى-
(حلقات كاشفة لكذب وتناقض المفرقين)
الحمد لله، وصلّى الله وبارك وسلّم على نبيّه ومصطفاه، نبيّنا محمد، وعلى آله الطيّبين، وصحابته المُنتجَبين، وعلى أتباعهم ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدين صلاةً وسلامًا دائمين ما طلعت شمسٌ من مشرِقها، وما تلألأتْ أنجمٌ في سمائِها أمّا بعد:
فهذه جولةٌ جديدة من جولات الكشف والبيان لما احتواه المنهج التفريقي من الفساد والتناقض والبهتان، قصدتُ بكتابتها التركيز على تناقضات القوم من خلال صوتيّاتهم ومقالاتهم والتأريخ لها، سالكا في هذه الحلقات طريقة الاختصار، والغرض من ذلك التسهيل على القارئ حتّى يستوعب تفاصيل القضيّة، وأذكر فيها أقوال المفرّقين التي لم يتفطّن لمدلولاتها ومَرامِيها الكثير من المتابعين لهذه الفتنة الجُمعية، مع أنّها مبثوثة في مقالات وصوتيات مشهورة.
وأستهلّها بحلقة أولى أتطرّق فيها إلى نادرة من نوادر المفرّقين -وعلى رأسهم جمعة- وخارقة من خوارقهم التي أتعبت العقلاء وأرهقت الحكماء، وهي حقيقة تعاملهم مع كلام العلامة ربيع السنة –حفظه الله- في هذه الفتنة.
ففي يوم: 30 /12 /2017 قرّر جمعة أن يغرف من بحر الندامة غرفة مُميتة، فسعى إلى حتفِه بظلفِه، وانقاد إلى قبره بنفسِه، حيث كتبَ الحلقة الأولى من مقاله: «الجواب عن الجواب وردع الطَّاعن العَيَّاب -جواب عن رسالة خالد حمودة-»، ويومها قلتُ لكثيرٍ من الإخوة: إذا كان بقي لجمعة شيء من العقل سيتجنّب الردّ على الشيخ خالد، ويعتذر عن الرد ويلبس سُترة النجاة التي وُضعت خِصّيصا لمثل هذه الظروف الصعبة أقصد: التهميش! إلاّ أنّ الرجل قفز إلى نهايته وكتب ردّه المشار إليه، لكن الذي يهمّني من حلقاته الأربع هي قضيّة العلاّمة ربيع –حفظه الله- وكيف تعامل معها جمعة في ذلك الوقت، وهل بقي ملتزما بما حدّث به وقرّره عن الشيخ؟! وهل صدق فيما أظهر من تعظيم للشيخ؟! هذا ما سَنتَحقّق منه في هذه الحلقة.
قال في مقاله: «أنّي أعدت نشرها –يقصد مقاله رسالة إلى خالد حمودة- للمرة الثالثة لأني عرضتها على شيخنا الإمام ربيع بن هادي المدخلي شفاه الله وكفاه، واعتبرت هذه النسخة المقروءة عليه ناسخة لما قبلها، وهذا شرف كبير حظيتُ به، لا يقدّره خالد حمودة، لهذا لم يفهم هذا الاهتمام. ويجهل أنّ النسخة المقروءة على الشيخ، والمصحّحة من قبله هي أصحّ النسخ، وأنفسها».
التعليق: هنا عملية حسابية بسيطة: جمعة قرأ مقاله على الشيخ العلامة ربيع يوم: «20/11/2017م»، والشيخ أجرى عمليّته الجراحية يوم: «06/09/2017»، بمعنى: قراءة جمعة كانت بعد شهرين ونصف من إجراء العملية! والجميع يعلم أنّ الشيخ كان يتعافى تدريجيا، وصحته في ذلك الوقت لم تكن كما هي اليوم، وهو أمر طبيعي يشهد عليه كلّ من زاره، وعليه: بأيّ حق تقبلون كلام الشيخ في ذلك الوقت وترفضونه اليوم؟! ولماذا لم تُثيروا يومها قضية المرض؟! أُجيبكم لأنّي أعلم أنّكم لن تجيبوا: لقد تخيّلتم أنّ الشيخ ربيعا سيموت! وظننتم أنّ أجله قد حان! لذلك أسرعتم لبيتِه عسى أن تظفروا بغنيمة التأييد! لكنّ الله سلّم.
ثم أقول لجمعة: كيف تفتخر بقراءة الشيخ لرسالتك وتقول: «وهذا شرف كبير حظيتُ به» ولا تعتبر بيانَه –حفظه الله- الذي انتصرَ فيه لأبنائه من الشرف الذي لحقَهم؟! ما هذا العبث يا رجل؟! اكشِف لنا عن مَعايِيركم التي تُسَيِّرون بها هذه القضايا الخطيرة، وبَيّن لنا قواعد اللعبة التي تنْتهِجونها! فقد رأينا كيف تقبلون كلام العالم الواحد في موضع وترفضونه في موضع آخر! وتفرحون بإشارَته وتغضَبون لتَصرِيحه! تقبلون حكمَه قبل أن يطّلع على تفاصيل الفتنة، وتضربون به عرض الحائط إذا فهم الوقائع على وجهها الصحيح واتضحت عنده الوقائع وتجلّت لديه أحداث! مع أنّ القضية كما قلت متعلقة بنفس العالم وبنفس الأشخاص! ثم كيف تكون النسخة التي قرأها الشيخ من أنفس النسخ كما قلتَ في مقالك، ولا يكون البيان الذي كتبه بقلمِه وحكمَ فيه بنفسِه من أنفس البيانات؟!
عقّب جمعة على قول الشيخ خالد أنّ قراءة الشيخ لرسالته لا يلزم منها الموافقة، فقال: «أنّ قوله هذا يتضمّن تنقّصًا من الشيخ ربيع المدخلي، حيث إنّه يقرأ قراءة مجرّدة سطحية، دون أن يوافق، أو يخالف».
التعليق: ما أغرب هذا الرجل! فقد اعتبر قبل أشهر فقط قول الشيخ خالد تنقّصًا لهذا الإمام! وأكّد أن القراءة السطحية ليست من أدبيات الشيخ ربيع، وأنّ القول بخلاف هذا يعتبر طعنا في الشيخ! لكن لم يخبرنا جمعة لماذا غيّر رأيه ولم يقبل كلام الشيخ ربيع ونصائحه التي انتشرت بعد أقلّ من شهرين من كتابة مقاله؟! يا جمعة إذا لم تكن قراءة الشيخ ربيع للأحداث قراءة سطحية فلماذا لم تأخذوا بها؟! ثم أخبرونا: ما بالكم طعنتم في قراءاته لبيانات المشايخ والطلبة كـ «براءة الذمة» و«إحقاقا للحق»، وقبل ذلك «نسف التصريح»؟! فهل قراءة الشيخ لهذه الردود كانت قراءة سطحية مجرّدة؟! أبى الله إلاّ أن يفضحكم ويكشف كذبكم.
وقبل الانتقال إلى فقرة أخرى لا بأس أن أذكّر القارئ بأن جمعة اعترف في هذا المقال بإمامة العلاّمة ربيع وجعله في عداد شيوخه، فقال: «لأني عرضتها على شيخنا الإمام ربيع بن هادي المدخلي»، فانتبهوا إلى هذا الكلام يا من سلّمتم عقولكم للمفرقين، وتعصبتم لهم حتى خُيِّلَ إليكم أنّ شيوخكم أقران للشيخ ربيع وفي طبقته ومستواه، ثم انتبه يا من تريد بطرق خفيّة تجريد الشيخ من إمامته!
قال جمعة: «أنّ الشيخ ربيعًا قال في ختام قراءة الرسالة: «بارك الله فيك». وهذا إقرار وتأييد؛ فلماذا أخفاها خالد حمودة؟ وهي مثبتة في البيان المنشور في المواقع»
التعليق: إذا سلّمنا أن الشيخ خالدا أخفى تلك الكلمة عمدا، فلا لوم عليه لأنّنا علِمنا اليوم بعدما انتشرت الصوتية الأخيرة أنّ جمعة شارك خالدا في هذا الإخفاء وقد سمعنا الشيخ ربيعا يقول لجمعة وهو ينكر عليه صنيعه: «بارك الله فيك»، فإذا كانت هذه الجملة من صيغ الثناء، فلماذا لم ينقلها جمعة أو أحد أبواقه؟! يا جمعة قد أظهرت هذه الحادثة أنّ الشيخ خالدا كان أعقل منك وأفهم، فهو من أول يوم لم يهتم لهذه الجملة بعدما أدرك أنّها لا تفيد ثناء ولا مدحا.
قال جمعة: «قوله –يقصد الشيخ خالد-: «لأنّ الشيخ ربيعًا يعرف الشيخ جمعة، ولا يعرف المردود عليهم، فسمع من الشيخ جمعة ما عنده». أقول –أي جمعة-: إنّ حمودة يهرف بما لا يعرف؛ إذ إنّ هذا الكلام يتضمّن طعنا في الشيخ ربيع سلمه الله، وأنّه يحكم بالمحاباة، والمداراة؛ ولا يحكم بالعلم، والعدل»
التعليق: ما شاء الله تبارك الله يا جمعة! لقد كنتَ تتكلّم في وقت قريب بالحكمة والعقل؟! وكان الشيخ ربيع في نفسِك عظيمًا لا يتكلّم بالمحاباة والمداراة، بل كان يحكم بالعلم والعدل؟! لكن للأسف يا جمعة فاجأتَنا بعد شهرين فقط بتغيير مذهبك ولم تُعلِمنا؟! فما الذي حدَثَ؟! وما هي أسباب التحوّل؟! إِيهًا يا جمعة كنتَ تحكمُ على الطاعنين في الشيخ ربيع بمفهوم كلامهم وما تَضمَّنه من المعاني، أمّا من طعن اليوم في الإمام ربيع بمنطوق لفظه وصريح عبارته فصرتَ تُحسن الظنّ به وتدافع عنه إنّ هذا لشيء عجاب! والأعجب منه أنّك أنكرتَ على الشيخ خالد قوله بأنّ الشيخ ربيعا يعرفُك وقلتَ بأنّه يهرف بما لا يعرف! فقل بالله عليك كيف نحكم عليكم وبماذا؟! وقد زعمتم أنّ الشيخ ربيعا يزكِّي من لا يعرف؟!
ذكر الشيخ خالد في مقاله أن حذف إدارة سحاب لمقال جمعة هو قرينة تبعث على الشك بأن الشيخ ربيعا لم يوافق على نشر المقال، فأجاب جمعة كما في مقاله: «أنّ كلامه هذا يتضمّن الطعن في الشيخ الربيع؛ إذ كيف يتقوّل عليه، وينشر عليه الكذب في «سحاب»، وهو لا ينكر»
التعليق: يعني الشيخ ربيع كان يتمتّع بصحة كبيرة إلى درجة أنّه كان يتابع سحاب ومُطّلعا على ما يُنشر فيها؟! أمّا اليوم وبعد أن استعاد عافيته فهو عندكم سيقة لا تبلغه الأدلّة و«مغلوق عليه»؟! ألِهذا الحدّ من الهوان وصلتم يا جمعة؟!
وأختم بنقل تعليق لزهر على مقالة جمعة، لأنّه تأكيد منه لما قرّره جمعة، وموافقة صريحة على مضمون المقال، فالحاصل أنّ لزهر يُقرّ كما أقرَّ صاحبه: بأنّ الشيخ ربيعا كان بصحّة وعافية، وكان يقدر على القراءة والتصحيح، وأنّ تزكيته يُتشرّف بها وهي نافعة لصاحبها! وأنّه –حفظه الله- كان مطّلعا و«جايِبْ خبر»، إلى درجة أنّه كان يُشرف على سحاب ويُتابع منشوراتها، وأنّ الشيخ ربيعا لا يحابي ولا يداري في دين الله، فكلّ هذه الحقائق كان لزهر يقرّها ويقول بها قبل أن تتغيّر الظروف بشهرين فقط! قال لزهر في تعليقه: «جزى الله خيرا أخي الحبيب الشيخ عبد المجيد على هذا الرد العلمي الرصين المرصع بتلك الدرر السلفية والفوائد العلمية والتنبيهات المنهجية، الدالة على الرسوخ ودقة الفهم والاستنباط التي جادت به جعبته وفاضت بها قريحته، فشكرا لك يا حمودة أن كنت سببا في هذا الخير!!»، آخر هذه الحلقة والحمد لله ربّ العالمين.
كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
ليلة الإثنين :18 صفر 1440 هـ
الموافق لـ 28 /10 /2018 م
|