منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19 Apr 2016, 11:39 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي هل بطنُ الأرضِ اليومَ خيرٌ من ظهرِها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله ﷻ : ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ... ﴾ الآية [آل عمران 110]
وأخرج أبو داود في السّنن، والحاكم في المستدرك، وأحمد في المسند واللّفظ له من حديث هلال بن خباب أبي العلاء عن رسول الله ﷺ أنّه قال: « إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدْ مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ، وَ خَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَ كَانُوا هَكَذَا ، وَ شَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ فَالْزَمْ بَيْتَكَ وَ امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَ خُذْ مَا تَعْرِفُ وَ دَعْ مَا تُنْكِرُ، وَ عَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَ دَعْ عَنْكَ أَمْرَ العَامَّّةِ » [ السّلسلة الصّحيحة برقم: 205 (1 / 368) ]
و عن أبي هريرة قال رسول الله ﷺ : « سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ ، يُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ وَ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَ يُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ وَ يُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَ يَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ . قِيلَ : وَ مَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ العَامَّةِ » [حسنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4 / 508 ]

قال العلاّمة ابن القيّم رحمه الله : (لما أعرض الناس عن تحكيم الكتاب والسنة والمحاكمة إليهما ، واعتقدوا عدم الاكتفاء بهما ، وعدلوا إلى الآراء والقياس والاستحسان وأقوال الشيوخ ، عرض لهم من ذلك فساد في فطرهم ، وظلمة في قلوبهم ، وكدر في أفهامهم ، ومحق في عقولهم ، وعمتهم هذه الأمور وغلبت عليهم ، حتى ربي فيها الصغير ، وهرم عليها الكبير ، فلم يروها مكرا . فجاءتهم دولة أخرى قامت فيها البدع مقام السنن ، والنفس مقام العقل ، والهوى مقام الرشد ، والضلال مقام الهدى ، والمنكر مقام المعروف ، والجهل مقام العلم ، والرياء مقام الإخلاص ، والباطل مقام الحق ، والكذب مقام الصدق ، والمداهنة مقام النصيحة ، والظلم مقام العدل . فصارت الدولة والغلبة لهذه الأمور ، وأهلها هم المشار إليهم ، وكانت قبل ذلك لأضدادها ، وكان أهلها هم المشار إليهم . فإذا رأيت دولة هذه الأمور قد أقبلت ، وراياتها قد نصبت ، وجيوشها قد ركبت ، فبطنُ الأرض واللهِ خيرٌ من ظهرها ، وقُلَلُ الجبالِ خيرٌ من السهول ، ومخالطة الوحش أسلم من مخالطة الناس . ) [الفوائد ( 88-89)] منقول

عندما تُكمّم أفواه النّاصحين ، و يؤخذ على أيديهم ، و يُعامل الرُّويبِضة بالعكس التّام ، و يتسلّحون بالجهل السّام ، و يتكلّمون في الشّأن العام ، فاعلم أن بطن الأرض خيرٌ من ظهرها ، و أنّ ليلها خيرٌ من نهارها ، و أنّ خيرَ أهلِها الرّاسفون في القيود ( بل الرّافلون فيها ) المُلَجَّمِي الأفواه .
حفظ الله علماءنا و مشايخنا و جزاهم الله خيرا على جهادهم و صبرهم و بذلهم ، و إذا نظر المرء إليهم و إلى صنائعهم ، و إلى كم يُحيي الله ﷻ بهم اليوم من الأمم ، علمَ أنّه لم يحن بعدُ أوانُ كونِ بطن الأرض خيرٌ من ظهرها ـ و لله الحمد و المنة ـ

أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّلمي
تبلبالة الحادي عشر من رجب 1437 هـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 19 Apr 2016 الساعة 01:02 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013