عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 Jun 2017, 12:29 AM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي شيخ العمود صاحب العقبة الكؤود

[font="traditional arabic"][font="comic sans ms"]
بوعقبة يسبُّ أبا هريرة (رضى الله عنه)
"رحم الله لبيداً إذ يقول
ذهبَ الذينَ يعاشُ في أكنافهمْ, وبَقيتُ في خَلْفٍ كجِلدِ الأجرَبِ
إن من معاول الهدم التي سُلطت على الأوطان في دينها ودنياها ومعاشها ومعاشرها وأمنها وغذائها هم إعلام عبد الله بن سبأ الذين يشيعون الفاحشة ويفسدون العقائد والأخلاق ، ويرغبون عن مكارم الأخلاق إلى مساوىء الأخلاق والآثام . وقد جمعت هذه المذاييع الشر من أقطاره وبحذافيره ،غايتها تفريق الجماعة و نقض عهد السمع والطاعة ، والخوض في الأعراض والقدح في الأكابر من الصحابة وأئمة الديانة .
فقال لهم دعاة الحق والصلاح :أتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْر .[ البقرة :61] تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ؛ دعوة إلى التوحيد والسُّنة ، وإلى مكارم الأخلاق والأعمال ، فمنهم من استجاب ومنهم من كذّب وتولّى .
و هذا الإعلام السبئيِ الذي أصبح يخوض في النوازل العظام ، ويطعن في الصحابة الكرام ، ويؤلب الناس على الحكام ، قد أصبح من مداخل الفتن ومثارا للعداوة والبغضاء .
وفي هذا الحروف القليلات التي تعجل بها صاحبها وسار بها سير الحقحقة وقد قيل إِن شرَّ السير سيرُ الحقحقة قد احتوت على نفثة مصدور ، قد كَبُر عليه أن يرى من بني جلدته ، من يتكلم بلساننا ويدين ديننا ، يسخر من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام مستهزئا -والله المستعان عما يصفون ، فكتب تعقيبا على ما جاء في مقال شيخ العمود- فيِ مؤخرة صحيفة الخبر ؛ أظنكم قد عرفتوه ، وأنكرتموه و جَنت على نفسها براقش.
شيخ العمود الواقع في عِرض قامة كبيرة من قامات الرجال وعمدة من عمد السلف الصالحين ؛ الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر أبي هريرة الدوسيِ اليماني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراوية الإسلام .
هذا الرجل قد اشتمل مقاله -ولعل غالب مقالته كذلك- على خلتين قبيحتين ، إحدهما أشنع من الأخرى ، وكلاهما شرّ مستطير .
وما شر الثاثة أم عمرو
بصاحبك الذي لا تصبحينا

فالخلة الأولى والعيبة الكبرى هي الطعن في الصحابة ؛ وهذا أصل من أصول الرافضة والملاحدة .
والخلة الثانية هي الطعن في ولاة الأمر ، وهذا أصل من أصول الخوارج المارقة وأفراخهم ومخانيثهم من الذين اعتنقوا هذا المذهب الردي والسبيل الغويِّ .
ثم بعد ذلك قاس قياسا فاسدا إذ شبّه الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب الذي فيه ما فيه ، والذي لا يسلم من الخطل والخلل والزلل والدّخل ؛ قاس ذلك الإعلام بما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضى الله عنه من الأحاديث الصحاح . بل إن قياسه الثاني أدهى وأمرّ إذ ووازن يبن أبي هريرة والهدهد ثم جعل الهدهد أرشد وأحكم طريقة وعقلا من أبي هريرة رضى الله عنه ، أما علم أن خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين هم الصحابة رضوان الله عليهم ، فأنّى له أن يجعل طائرا فوق رتبة مسلم ، بل أنىّ له أن بجعله فوق رتبة صحابي صحب النبي عليه الصلاة والسلام وصدقه وآزره وعزّره ونصره ، فإنه لو ساوى بينهما لكان مجحفا وخاطئا فكيف وقد قال بالتفاضل . ما لكم كيف تحكمون .
ولتقف على حقيقة العدواة والخصومة فقد تعرض الحاكم رحمه الله في المستدرك لكل من تكلم في أبي هريرة رضي الله عنه ، وجعلهم أصنافاً ، وكأنما يرد على هؤلاء المعاصرين فقال رحمه الله :
" وإنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم ، فلا يفهمون معاني الأخبار ، إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرونها خلاف مذهبهم - الذي هو كفر - فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه ، تمويهاً على الرعاع والسفل ، أن أخباره لا تثبت بها الحجة .

وإما خارجي يرى السيف على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يرى طاعة خليفة ولا إمام ، إذا سمع أخبار أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلاف مذهبهم الذي هو ضلال ، لم يجد حيلة في دفع أخباره بحجة وبرهان ، كان مفزعه الوقيعة في أبي هريرة .

أو قدري اعتزل الإسلام وأهله ، وكفَّر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها قبل كسب العباد لها ، إذا نظر إلى أخبار أبي هريرة التي قد رواها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إثبات القدر لم يجد بحجة يريد صحة مقالته التي هي كفر وشرك ، كانت حجته عند نفسه : أن أخبار أبي هريرة لا يجوز الاحتجاج بها .

أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه ، إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه وأخباره ، تقليداً بلا حجة ولا برهان ، تكلم في أبي هريرة ، ودفع أخباره التي تخالف مذهبه ، ويحتج بأخباره على مخالفيه ، إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه .

وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخباراً لم يفهموا معناها ، أنا ذاكر بعضها بمشيئة الله تعالى " أهـ
ولكم في صاحب ( شيخ المضيرة) آية ومعتبر ، فتب إلى الله وأصلح وبيّن إن الله غفور رحيم ، قريبٌ مجيب .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 06 Jun 2017 الساعة 08:14 AM
رد مع اقتباس