عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08 Aug 2019, 09:01 PM
منصور بوشايب منصور بوشايب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 88
افتراضي أجاب الخير أم جاب الشر؟! أفيقوا يامسلمين

أجاب الخير أم جاب الشر

أفيقوا يا مسلمين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
فقد وقفت على تسجيل مرئي مدته دقيقة أو قريبا منها لصاحبه المدعو جاب الخير يدّعي فيها"اختلاف المسلمين في تحريم الخمر!"في شطحة جديدة- ليست غريبة عليه وعلينا!- قد سبقتها من قبل شطحات أخرى،فرأيت أنه ينبغي التعليق على كلامه والكشف عن بعض!تدليساته وتلبيساته لعل ذلك يكون سببا ليكفي الله شره !أو بعضا من شره

قال :قضية تحريم الخمر،فيها خلاف!،المسلمون يتداولونها على أنها محل إجماع،وهي ليست محل إجماع،المذهب الحنفي منذ القرن الأول،أبو حنيفة يبيح الشرب ويحرم السكر،يقولك حرام تسكر أو ماشي حرام تشرب هذه المسألة موجودة روح(يقصد انظر) بداية المقتصد تاع ابن رشد تلقى هذه المسألة.انتهى كلامه

التعليق
أولا: عنوان الكتاب بداية المجتهد وليس بداية المقتصد !والعنوان الكامل هو":بداية المجتهد ونهاية المقتصد " وهو كما قال محققه "من أبرز الكتب في الفقه المقارن،ذكر فيه أسباب الخلاف، وعلل وجهه، وأقوال فقهاء الأمة من الصحابة فمن بعدهم، مع بيان مستند كلّ، مع الترجيح، وبيان الصحيح، فخاض في بحر عجاج ملتطم الأمواج، فأفاد وأمتع" فإن كان مثل هذا الكتاب هو بداية للمقتصد، فما هو الكتاب الخاص بنهايته وبداية المجتهد؟!
ثانيا: رجعنا لهذا الكتاب فخرجنا بنتيجتين لا ثالثة لهما:
الأولى:إما إنك جاهل لا تفهم ما تقرأ، عكس ما تروّجه لنفسك من أنك متحرر فكريا،وأنك تعلم مالم يعلمه غيرك.
الثانية:أو أنك كذاب أشر تكيد للإسلام وللمسلمين لأسباب لا تخفى على من يعرفك؟
ولكي يكون نقدي لك عقلانيا-كما هو منهجك الذي تدعيه!- أنقل لك ما قاله ابن رشد عن الخمر بلفظه وبالجزء والصفحة التي قال فيها ذلك،ثم زن ذلك مع الذي قلته وقل لنا في أي خانة تضع فيها نفسك:
قال ابن رشد في كتابه"بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الصفحة822 من الجزء الثاني،طبعة دار ابن حزم:
أما *الخمر اتفقوا على تحريمه قليلها وكثيرها(أعني: التي هي من عصير العنب).* انتهى كلامه رحمه الله.
فهاهو ابن رشد في كتابه ينقل إجماع المسلمين على تحريم الخمر،فعن أي خلاف تتحدث،وما حكم من نقل عنه عكس ذلك؟وهل يعتبر هذا من المنطق الصحيح؟! أو هو من الكذب الصريح والتلبيس القبيح؟!
و ابن رشد في كتابه ذكر خلافا آخرا -فحرفه "جاب ..." لِـحَاجَةً فِي نَفْسِه-لاتخفى عن العقلاء- وهو اختلاف العلماء في النبيذ-وليس في الخمر-: وهو الذي صنع من غير عصير العنب كالتمر والذرة وغيرهما،قال مباشرة بعد كلامه السابق عن الإجماع :
*أما الأنبذة* :فإنهم اختلفوا في القليل منها الذي لا يسكر، وأجمعوا على أن المسكر منها حرام. ثم ذكر من يجيز قليلها قال: العراقيون:إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة ...اهـ.
هذا هو الخلاف الذي ذكره ابن رشد وهو خاص بالنبيذ المصنوع من غير عصير العنب-كما قلت سابقا- :فهناك من يعتبره خمرا فيحرّم قليله وكثيره وهناك من لم يره خمرا فيحلل قليله غير المسكر ويحرم كثيره المسكر.هذا ما في المسألة ثم يأتي "جاب..."فيحول اختلاف الفقهاء في النبيذ إن كان خمرا أم لا ؛إلى اختلاف في تحريم الخمر ويدّعي على ابن حنيفة أنه يبيح شرب الخمر ما لم يسكر{سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.ولوكان هذا الرجل صادقا ومنصفا لقال"العلماء اختلفوا في كون النبيذ خمرا أم لا فنتج عن ذلك أن طائفة منهم أجازت شرب القليل منه باعتباره ليس خمراوحرمت الكثير منه لأنه يسكر قياسا بالخمر " ولكن هو يدرك جيدا أن مثل هذا الإنصاف يخالف كيده للاسلام والمسلمين.
والصحيح في هذه المسألة؛ قول الجمهور وهو التحريم لما ثبث عن النبي-عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم"كل مسكر خمر،وكل خمر حرام" وثبث عنه-عليه الصلاة والسلام أنه قال"ما أسكر كثيره فقليله حرام"[صحيح الجامع(5530)].
والمسلمون-ولا سيما العلماء- إن وجد النص لا يعتبرون بالخلاف فضلا أن يكون حجة للقول المرجوح، فكل قول يعرض على الكتاب والسنة فما وافقهما أخذ بذلك القول وما خالفهما ضرب به عرض الحائط كائن من كان قائله مع حفظ كرامته،وهذا مذهب علماء المسلمين قاطبة-إلا من شذ- ومنهم ابن حنيفة القائل:"إن صح الحديث فهو مذهبي" وانطلاقا من قوله السابق أجزم أن مذهب ابن حنيفة:النبيذ يعتبر خمرا حرام قليله وكثيره.
وأيضا فإن العلماء إذا سئلوا يفتون بالقول الراجح المدلل بآيات الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم- وليس لازما عليهم في فتاويهم-وخاصة الموجهة لعوام الناس- أن يذكروا الخلاف خاصة إذا كان الراجح بدليله، أما في كتبهم الفقهية-والموجهة لطلبة العلم- فهم يذكرون الخلاف ويبينون الراجح منه والمرجوح بالأدلة حتى ينتفع طلبة العلم وكما قيل"لكل مقال مقام" هذه هي طريقة العلماء وليس كما قال "جاب ال...:":"هذه المعلومة مخبية في الكتب. ولكن يخفونها، شيوخ الدين يخفونها عمدا عن المسلمين،لا يقولون لهم هذا الكلام،يخفون عنهم دينهم"
وفي قوله هذا قد "دس السم في العسل" كما يقال فظاهر كلامه تنوير للرأي العام-كما هي لغتهم- وحقيقته إبعاد المسلمين عن علماءهم وإسقاط ثقتهم بهم من قلوبهم ليسهل لمثل هذا وأمثاله القذف بالشبهات والخرافات على من يريدون كيفما يريدون،فإن العلماء هم أعدائهم لأنهم -كما قال الإمام أحمد-هم من " يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فالعلماء هم ورثة الأنبياء وهم الذين قال الله عنهم" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ولا شك أن من يكيد للمسلمين والإسلام لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا بالطعن في العلماء حماة الدين،يفعلون ذلك حتى يحتقرهم المسلمون فلا يأخدون عنهم فينجح له تدبيرهم،ثم تأمل أيها القارئ إلى قوله"شيوخ الدين يخفونها عمدا" وإلى أي شر يلمح إليه هذا الرجل وكأنه يخاطب المسلمين ويقول له"إن علماءكم أخفو عنكم عمدا أن هناك من يبيح قليل من الخمر لكي لا تشربوا" ونتيجة هذا الكلام الذي يريده لا تخفى حتى على من أكثر الشرب وسكر.
هذا نموذج ممن يقدم نفسه ويقدمه الإعلام على أنه يدعو إلى تحرير العقول فاخذره أيها المسلم فمثل هؤلاء أقوالهم وأعمالهم دليل على أهدافهم،فمهما قالو من أنهم دعاة إلى المنطق وإلى تحرير العقول وتخليص الناس من التبعية الفكرية،إلا أنهم في الحقيقة هم حرب على الإسلام داعون إلى اللادينية وانحلال الأخلاق-كشرب الخمر مثلا- ،وهم يسعون دائما إلى تشكيك المسلمين بثوابث دينهم،وما كلام هذا الرجل على الصوم علينا ببعيد،ومثل هؤلاء لا تستقيم لهم دعوة إلا عن طريق تشويه العلماء ونبزهم بالتخلف وأصحاب العقول الجامدة والقرون الوسطى ،وللأسف الشديد قد كثر هذا النوع عندنا في الجزائر،تارة يخرج لنا من يطعن في الصحابة كأبي هريرة وتارة من يطعن في البخاري ومسلم وهاهو هذا يطعن في كل شيوخ الدين وكل هذا لمن تأملها هي حرب على الإسلام لاغير.
فاللهم اكفنا واكفي هذه البلاد من شرهم وعاملهم بما يستحقون إنك سميع مجيب. وآخر دعوانا أن الحمد لله

رد مع اقتباس