الموضوع: النميمة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22 Nov 2007, 10:00 PM
أبوعبدالله عبدالرحمن أبوعبدالله عبدالرحمن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 28
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبوعبدالله عبدالرحمن إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبوعبدالله عبدالرحمن إرسال رسالة عبر Skype إلى أبوعبدالله عبدالرحمن
افتراضي النميمة

بِسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد ..
فإن اللّه - عزوجل - أنزل هذا الدين و ألّف به بين المؤمنين ، فصاروا بنعمته إخوانا ، و أرشدهم إلى كل سبيل فيه بقاء هذه الأخوة و المودة ، وحذرهم من كل سبيل يؤدي إلى تفرقهم وضعف شوكتهم فقال تعالى :  وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  .
و من الأمور التي حذرنا اللّه منها( النميمة ) فهي تعد سبباً من أسباب الفرقة و الاختلاف قال تعالى :  وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ  ، و قال تعالى :  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ  .
و قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أنبئكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس ) رواه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، ومرّ النبي عليه الصلاة والسلام على قبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ! بلى إنه كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، و أما الآخر فكان لا يستتر من بوله ) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، و قال عليه الصلاة و السلام : ( لا يدخل الجنة نمّام ) متفق عليه من حديث حذيفة رضي الله عنه .
* و أنقل إليك أخي في اللّه ما قاله الإمام ابن قدامة – رحمه اللّه - في هذا الموضوع في كتابه " منهاج القاصدين " طبعة المكتب الإسلامي (ص 180 – 181 ):
" و اعلم أن النميمة تطلق في الغالب على نقل قول إنسان مثل أن يقال : قال فيك فلان كذا ، وليست مخصوصة بهذا ، بل حدها كشف ما يكره كشفه ، سواء كان من الأقوال و الأعمال ، حتى لو رآه يدفن مالاً لنفسه فذكره ، فهو نميمة ، و كل من نُقِلَت إليه النميمة مثل أن يقال له : قال فيك فلان كذا وكذا ، أو فعل في حقك كذا ، ونحو ذلك ، فعليه ستة أشياء :
1 – أن لا يصدق الناقل ، لأن النمام فاسق مردود الشهادة .
2 – أن ينهاه عن ذلك و ينصحه .
3 – أن يبغضه في اللّه فإنه بغيض عند اللّه .
4 – أن لا يظن بأخيه الغائب سوءاً .
5 – أن لا يحمله ما حُكيَ له على التجسس و البحث ، لقوله تعالى :  ولا تجسسوا  .
6 – أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه فلا يحكي نميمته .
ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال لرجل : بلغني أنك وقعت فيّ ، وقلت كذا و كذا . فقال الرجل : ما فعلتُ ، فقال سليمان : أن الذي أخبرني صادقٌ ، فقال الرجل : لا يكون النمام صادقاً ، فقال سليمان : صدقت إذهب بسلام .
و قال يحيى ابن أبي كثير : يفسد النمام في ساعة ما لا يفسد الساحر في شهر . " أ . هـ
* ولكن يستثنى من ذلك ما ذكره الإمام النووي – رحمه اللّه تعالى - في شرح مسلم ( 1/295) طبعة دار المعرفة :
" باب غلظ تحريم النميمة : " ثم قال رحمه اللّه : " وكل هذا المذكور في النميمة إذا لم يكن فيها مصلحة شرعية ، فإن دعت حاجة إليها فلا منع منها ، وذلك كما إذا أخبره بأن إنسان يريد الفتك بِهِ وبأهله أو بماله ، أو أخبر الأمام أومن له ولاية بأن إنسان يفعل كذا ويسعى بما فيه مفسدة ، ويجب على صاحب الولاية الكشف عن ذلك وإزالته ، وكل هذا وما أشبهه ليس بحرام وقد يكون بعضه واجبا وبعضه مستحبا على حسب المواطن ، والله أعلم ." أ. هـ
فاحذر أخي المسلم أن تكون سببا لإشعال نار الفتنة بين إخوانك فتبوء بخسران الدنيا و الآخرة نسال اللّه السلامه و العافية .

رد مع اقتباس