[أبو أنس يعقوب الجزائري]

[تعليق مختصر للشيخ عبد الله بن عبد الرحيم البخاري على صوتية خالد بن عبدالرحمن المصري]

السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا -حفظكم الله-
هل بلغكم كلام المدعو خالد عبد الرحمن المصري وما قاله في حق الشيخ ربيع.
ورد المشايخ عليه كالشيخ خالد الردادي والشيخ خالد الظفيري؟

جواب الشيخ حفظه الله:

وَعَلَيْكُم السَلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه

نَعَمْ، بَلَغَنِي وَهَالَنِي مَا فِيهِ مِنْ الإفْكِ وَالبُهْتَانِ وَالجَهْلِ الفَاضِحِ بِأُصُولِ العِلْمِ وَقَوَانِينِ أَهْلِهِ مَعَ الوَقِيعَةِ فِي دِيَانَةِ أَحَدِ كِبَارِ أَعْلَامِ السُّنَةِ فِي هَذَا الزَّمَانِ وَهُوَ شَيْخُنَا النَّاقِدُ المُجَاهِدُ رَبِيعُ بِنُ هَادِي مَتَّعَ اللهُ بِهِ...

وَالحَقِيقَةُ أَنَّ مَا تَفَوَّهَ بِه هُو ضَرْبٌ مِنْ السَّفْسَطَةِ، وَفِي أَمْثَالِهِ يَقُولُ شَيْخُ الإِسْلَامِ فِي رَدِّهِ عَلَى البَكرِيِّ: *«وَلَا رَيْبَ أَنَّ فِي النَّاسِ مِنْ يُسفسط فِي بَعْضِ الأُمُورِ فَيَجْحَدُ الحَقَّ بَعْدَمَا تَبين أَوْ يَجْحَدُ عِلْمَهُ بِهِ أَوْ يُقِرُّ بِبَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ أَوْ يَجْعَلُ الحَقَائِقَ تَبَعَا لِلعَقَائِدِ أَيّ مَا يَعْتَقِدُهُ هُوَ».*

وَصَنِيعُهُ هَذَا وَمَنْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ نَتَعَامَلُ مَعَهُ بِمَا قَرَّرَهُ الأَئِمَّةُ فِي حَقّ مَنْ نَالَ مِنْ إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ السُّنَةِ كَمَا قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيم المخزومي: *«إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَقَعُ فِي أَحْمَدَ بِن حَنبل فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُبْتَدِعٌ».* كَمَا فِي تَهْذِيبِ الكَمَالِ لِلمزّي...

وَلَيْتَهُ أَخَذَ بِنَصِيحَةِ اِبْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي الزُّهْدِ والدارمي وَاِبْنِ أَبِي شَيْبَة: *«قُولُوا خَيْرًا تُعْرفُونَ بِهِ وَاعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهلِهِ، وَلا تَكُونُوا عُجُلاً مَذاييع بُذُرًا»* -وَبُذُرا بِضَمّتَيْن- قَالَ الإِمَامُ الدارِمي: *«البذرُ: كَثِيرُ الكَلَامِ...».*

فَلَهُ وَلأَمْثَالِهِ يُقَالُ كَمَا فِي المُصَنَّفِ لابنِ أَبِي شَيبَة: *«لَا نَامَتْ عُيُونُ الجُبَنَاءِ»...*

وَإِنَّ مَا جَاءَ فِي هَذَيانهِ يَظْهَرُ مِنْهُ: إِفْلَاسَهِ وَتَخْلِيطَهِ فِي مَسَائِلِ العِلْمِ وَتَقْرِيرَاتِ أَئِمَّتِهِ، وَذَكَّرَنِي فِعْلُهِ بِمَثَلٍ تَضْرِبُهُ العَرَبُ لِمَنْ يُخَلِّطُ: *«قِيلَ لِلبَغْلِ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: الفَرَسُ خَالِي!».*

ثُمَّ أَقُولُ جَوَابًا عَنْ رَدِّ الشَّيْخَيْنِ:
نَعَمْ، قَدْ استَمعتُ إِلَى صَوَتِيَّةِ أَخِي الشَّيْخ خَالِد الرَّدادي فَأَحْسَنَ فِيهَا وَأَجَادَ جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا...
وَاطَّلعَتُ عَلَى كِتَابَةِ الأَخِ الشَّيْخِ خَالِد الظَّفيري فَأَلْفَيْتُهَا حَسَنَةً مُسددةً جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا...
وَاطَّلَعتُ أَيْضًا عَلَى جَوَابٍ لِلشَّيْخِ عَلَيّ الحُذيفي -أَبِي عَمَّار- فَأَحْسَنَ وَأَجَادَ جَزَاهُ اللهُ خَيْرًا...
وَخِتَامًا تَذْكِرَتُ وَأَنَا أَتَأَمَّلُ فِيمَا قَالَهُ ذياك مِنْ إفكٍ وَظُلْمٍ وَطُغْيَان مَقُولَةً قَالَهَا عَمَّارُ بنُ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لَمَّا سَمِعَ رَجُلًا نَالَ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَ لَهُ: *«اغْرُبْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا...»* عِنْدَ التّرْمِذِي وَصَحّحهُ، وَفِي لَفْظٍ عِنْدَ اِبْنِ سَعدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: *«اسْكُت مَقبُوحاً مَنبُوحا».*
ولذا أقول له: اسْكُت مَقبُوحاً مَنبُوحا!

فَاللهمَّ وَفقنَا لِهُدَاك وَاجْعَل عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ وَادْفَعْ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ كَيْدَ الكائدين وَمَكْرَ الماكرينَ وَالمُتَرَبِّصِينَ وَانَصُرهمْ عَلَى عَدوِّكَ وَعَدُوهمْ يَا مُجِيبَ الدُّعَاء...

*مفرغ من رسالة كتبها الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحيم البخاري*

↙https://b.top4top.net/p_1145jrx400.jpg
↙https://d.top4top.net/p_1145e4fjv2.jpg
↙https://c.top4top.net/p_1145fvzt31.jpg