[أبو أنس يعقوب الجزائري]

#تفريغات_إذاعة_اللقاءات

*•|[ تفريغ رد فضيلة الشيخ الدكتور عرفات بن حسن المحمدي حفظه الله في طعن خالد المصري في الإمام ربيع بن هادي المدخلي ]|•*


السؤال: سمعنا صوتية للمدعو خالد عبد الرحمن المصري وهو من أتباع النهج الواضح، يقول فيها عن الشيخ الإمام ربيع إنه: «يقرر منهج الخوارج» وإنه: «انحرف عن السنة». فما قولكم في هذا؟
الجواب: نعم، سمعنا هذه الصوتية، وفي الحقيقة لم نستغرب لأننا كنا نقول لبعض إخواننا طلبة العلم: إنهم سيصرحون ويطعنون في شيخنا الإمام الشيخ: ربيع، والحمد لله الذي أظهر هذا وبين حقيقة هؤلاء، وأنهم لا يريدون طلاب الشيخ ربيع أو طلاب الشيخ عبيد، بل هم يريدون العلماء الكبار، وهذا هو الدليل!
فهذا المصري صاحب النهج الفاضح في الحقيقة هو ترسَّم خُطى الحجوري قبله والحلبي، الحجوري كان يطعن في الشيخ ربيع عدة طعونات، يقول: «الشيخ ربيع مطعون في مصداقيته»، «الشيخ ربيع عنده مكر»، «الشيخ ربيع يغتر بالكثرة»، وكان يكرر ما يقوله قبله أبو الحسن أن «الشيخ ربيع صار كبيرا وأزهاره ذبُلت وأوشكت أن تزهق هذه الأزهار»! هذا كلامه وبصوته! وجعل من يقول القصائد على رأسه.
هؤلاء جاءوا بسبّ وطعن أشد من الحجوري! فهذا المصري جعل شيخنا الإمام ربيع بن هادي يقرر تقريرات الخوارج! وأن شيخنا ربيع بن هادي قد انحرف عن السنة! وهذه هي دعوتهم؛ دعوة التفريق!
طعنوا في الطُّلاب وأسقطوا المشايخ حتى وصلوا إلى كبار أهل العلم، هذه الخلاصة التي يريدونها! يريدون أن يصلوا إلى العلماء الكبار، فبدؤوا بطلاب العلم فضربوهم ثم وصلوا إلى العلماء الكبار وهاهم! صار العلماء الآن عندهم انحراف عن السنة! وساروا على طريقة الخوارج!
لا تتعجبْ! فكل من انحرف وصار مفتونا لابد أن يوجه سهامه إلى العلماء الكبار، وقد قلنا مرارا وتكرارا: القوم لا يريدون طلاب الشيخ ربيع ولا يريدون طلاب الشيخ عبيد، يريدون عبيدا وربيعا! وقد طعنوا في الشيخ عبيد وأسقطوه.
هذا الأخ خالد عُرف بتزكية الإمام ربيع له، كانوا يأتون إلى بيت الشيخ فُيعرِّف الناس بهم ويجعلهم يلقون الكلمات في بيته، أحسن إليهم الشيخ، علَّمهم، قدمهم للناس، جعلهم يلقون الكلمات في بيته! والآن يكافئون الشيخ ربيعا حفظه الله بهذا الطعن! كافئوه كما قال القائل: «جزاء سنمار!».
أحدهم يصرخ من مكة والآخر يصرخ من مصر! وثالث يصرخ من الكويت ورابع من الرياض!
انتهوا من عبيد من زمان وأسقطوه والآن يضربون في الشيخ ربيع!
الشيخ عبيد يتلاعب به عرفات ويتلاعب به محمد بن غالب! كما بصوتهم؛ بأصواتهم خرجت الصوتيات!
وهكذا أهل الكويت وأهل الرياض يطعنون في الشيخ عبيد؛ سقط عبيد! سقط البخاري! بقي الشيخ ربيع الآن يسقطونه وصار منحرفا يقرر تقريرات الخوارج! قطع الله لسانه! وقطع الله لسان من دفعه ليُناطح إماما من أئمة السلفيين!
من أين تعرفون أصلا تقريرات الخوارج والرد على الخوارج وأهل البدع إلا من كتب الشيخ ربيع؟!
كنتم مع التبليغ باعترافكم! واحد كان مع الإخوان، والآخر كان مع التبليغ ثم رجع إلى الإخوان ثم خرج إلى السلفية! لا ترمِ غيرك بدائك! ولا تفتر على دعوة الشيخ ربيع! دعوة الشيخ ربيع دعوة صدق ودعوة دين نقي ولله الحمد وشهد له الكبار، وشهد له العلماء، فيأتي البغي والتجاوز منكم!
والشيخ ربيع يصبر وينصح، وكل من كان مخدوعا بكم نصحه الشيخ ربيع، وبهذه الفتنة التي أشعلتموها هاهو الله قد فضحكم وأظهر حقيقة ما تريدونه! الطعن في الشيخ ربيع وأنه صار منحرفا!
اليوم صار الشيخ ربيع يقرر تقريرات الخوارج وصار على صنيعهم وفعلهم؟! وعلى هدي أهل البدع؟!
أما كلامه الذي يظن أنه كلام علمي كلام مغمغم! لا يدري ماذا يريد!
ولهذا لو كان صادقا في انتقاده لبين ما هو الواجب على الشيخ ربيع؟! هذه الغمغمة التي يغمغم ويقول: «خالف وعلى صنيع الخوارج!»... وإلى آخره من الكلام، ماذا تريد من الشيخ ربيع؟! ما هو وجه الخطأعند الشيخ ربيع؟! بيِّنْهُ وقل: قلت كذا وكذا وهذا وجه الخطأ وقال السلف: لكن لا تنازعون السلطان... إلى آخره.
يا أخي! ما يوجد أحد دافع عن هذه البلد؛ البلد السعودية مثل الشيخ ربيع! وعلماء هذه البلد يشهدون له، وولاة الأمر في هذه البلد يشهدون له ويحترمونه ويعرفون مقداره، أين هذه المنازعة التي تنسبها للشيخ ربيع؟!
والله أكثر من تعلمنا على يديه محبة الدولة السعودية وطاعة ولاة أمرها وجهود آل سعود حفظهم الله في إقامة التوحيد، أكثر من تعلمنا منه الشيخ ربيع.
واليوم تقلبون له ظهر المِجَن وتصورون أن الشيخ صار على طريقة الخوارج! قاتلكم الله!
هل إذا أفتى الشيخ في أمر أو اجتهد في فتوى يصير من الخوارج؟!
بالأمس كنتم تطعنون في فلان وفلان لأنه طعن في الشيخ ربيع! أسقطتم فلانا وفلانا قلتم: هؤلاء يطعنون في الشيخ ربيع! وهذا نفسه خالد كان يقول: «قطع الله لساني إذا تكلمت في العلماء الكبار!»، نحن نقول: آمين!


الشيخ ربيع قبل سنتين كتب نصيحة لأهل ليبيا، أمرهم بالتآخي والتعاون، والحذر من الإخوان، وهي منشورة في موقعه، وحذر من الإخوان وسمَّى كبير الإخوان في تلك البلد، وذكر أن السلفيين عليهم أن ينصروا السنة وأن ينصروا دين الله، وأن يدفعوا عن أنفسهم إذا هجم عليهم الإخوان، أين كنت قبل سنتين لم تقل الشيخ ربيع على طريقة الخوارج؟! هذا مبثوث في موقعه ومنتشر! وأنت قبل –أيضا- مدة من الزمن قلت: «اسألوا الشيخ عبيد عن أمور ليبيا فهو أعلم الناس»، ماذا تقصد بأمور ليبيا؟ مسائل الحيض والطلاق وإلا مسائل ما يتعلق بالدفاع عن السلفيين إذا هجم عليهم الخوارج وأمثال هؤلاء؟!
هل تستكثرون على هؤلاء العلماء الفحول أن يأتي السلفيون إليهم ويسألونهم عن هذه الأمور التي تتعلق بما يضرهم فيُفتون بكتاب الله وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعدون حدود الله؟! وهم يعرفون ما يتعلق بهذه البلد العظيمة؛ بلد السعودية وما يتعلق بولاة الأمور أكثر منكم! لكن للأسف الآن فضحكم الله وأظهر حقيقة ما تريدون!
ولهذا وهو يتكلم يقول: «يجتمع فلان وفلان!» انظروا كيف يحقِّر العلماء: فلان وفلان! لأن هذا المصري صار جهبذا الآن ومن أعلام مصر! جاءته التزكية من مكة أنه من أعلام مصر وصار جهبذا! أما الشيخ ربيع فصار منحرفا عن السنة!
ثم أمَا تخجل حين تذكر مع هذه الدول اليمن؟! تنتقد الشيخ ربيع في فتواه في اليمن؟! وهو جهاد دفع للروافض الكفرة وقد أفتى علماء السنة! ماذا تريد من هذا الكلام! هل أنت تبِعت العلماء في فتاويهم في هذا الأمر بالجهاد، قتال الروافض؟! وأول من أفتى هو شيخنا الإمام ربيع في «حصار دماج» وفي قتال الحوثيين! الأخير قبل انطلاق عاصفة الحزم بقيادة الملك البطل: سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، وصرح في كلامه أن هذا أصل، والشيخ ربيع خالف أصلا من أصول أهل السنة! فصار الشيخ ربيع مخالف لأصول أهل السنة!
ثم تنتقد الشيخ ربيع في فتاويه! ومن فتاويه جهاد الروافض في اليمن، وقد نصصت على اليمن! الشيخ ربيع قد أفتى في عدة فتاوى ولسنوات ومن أكثر من عشرين سنة بل أكثر من ذلك: في أزمة الخليج، وكذلك فيما يتعلق بالجزائر، وسُئل عن طالبان، وسُئل عن الأفغان وقتالهم، هل ترى الشيخ منحرفا منذ سنوات؟! منذ عشرين سنة أو أكثر؟! فضحكم الله وأظهر حقدكم على هذا الإمام وأظهر جهلكم! كلامكم هذا لا شك أنه يجب عليكم التوبة، ونحن والله ندعوك إلى التوبة، وأن ترجع وتعتذر وتستغفر ربك من هذا الطعن في العلماء، وتتحلل من هذا الإمام.
فهل تُنكر ما أفتى به الشيخ ربيع في هذه النوازل وهو يُفتي بما قال الله وقال رسوله؟! وأنتم أعلم الناس بالشيخ! والله والله إنكم تعلمون أن الشيخ ما عنده مجالس سرية وكلنا نعلم! ولا مجالس شورى إلا ما كان من الشورى بين أهل العلم! وهذا مشروع في كتاب الله، التشاور يكون فيما يخفى من المسائل وهذا معروف عند أهل العلم، وقد أفتى الشيخ ابن باز بذلك: أن أهل العلم والبصيرة يتشاورون، ليس كل من هبَّ ودبَّ، فأنت تحيل الناس على الشيخ عبيد في فتاوى ليبيا وهو يُفتي وحده فإذا تشاور المشايخ تنكرها وتجعلها مجالس سرية؟! سبحان الله!
جاء حزب فوزي الأثري والحربي وحمدان ورموا الشيخ بالإرجاء! وأنتم اليوم ترمونه بمذهب الخوارج فما الفرق؟!
فعلى كل حال أنا أحيل الإخوة إلى ردود المشايخ، الحمد لله كتب الإخوة وتكلم المشايخ، ردود كثيرة ولله الحمد وقد انتشرت ووصلني منها الشيء الكثير.
ومادام أنكم سألتم في هذا الدرس، ونحن في درس: «آداب المشي إلى الصلاة» للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، فلا بأس من الرد على هذا السؤال.
وبهذا القدر نكتفي. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه.