عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 20 Feb 2019, 05:55 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

الآن صار النهج واضحاً بحق:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن الكبر داء عضال ومرض خطير، وهو أول ذنب عصي به الله عز وجل حيث تكبر إبليس ولم يمتثل لأمر الله بالسجود لآدم فأبى واستكبر.
وإن مما أُتي القوم – أعني المصعفقة المفرقين - من قبله وجرَّهم إلى بؤرتهم السحيقة التي غرقوا فيها فلم يسعفهم طوق نجاة = إنما أوتوا بما انطووا عليه من الكبر والعجب - عياذا بالله –
فكبيرهم ابن هادي - هداه الله- تكبر واحتقر إخوانه وتكلم فيهم بمين وظلم ووسمهم بوسم الجور والفجور الذي ليس له مثيل في تاريخ السلفية، ثم ما لبث واستعلى ولم يرفع رأساً لكلام معلمه ومربيه الإمام ربيع حفظه الله، وطعن فيه ولمزه مرات ومرات بل دعا عليه وجرَّأ أتباعه على الدعاء عليه وصرح بعضهم وتمنى تعجيل موته – أطال الله في عمر الإمام ربيع على طاعة وفي عافية -.
واستشرى داء الكبر في متبوعيه حتى احتقروا كل من خالفهم وكل من نصر المظلومين واتبع الأكابر حتى ولو كان من أكابر العلماء كالعلامة عبيد والعلامة البخاري وغيرهما من دكاترة وشيوخ في العلوم الشرعية في أرجاء المعمورة احتقروهم وازدروهم.
وكل يوم يسفر عن كبر وحقد دفين منه ومن أتباعه على أفراد هذا المنهج العظيم – المنهج السلفي- ولم يراعوا في عالم كبير ولا طالب علم صغير إلَّاً ولا ذمة....
وآخر ذلك ما سمعته الآن من أحد متبوعيه المتشدق زوراً بوسم مجموعته وقناته وموقعه على الشبكة العنكبوتية بـ: (النهج الواضح) وهو خالد بن عبد الرحمن بن زكي المصري، لقد استمعت لصوتيته والتي يطعن فيها صراحة بكل وقاحة في إمامنا الهمام العلامة ربيع - جعله الله شوكة في حلوقهم - ويتهمه بأنه (قد انحرف عن السنة في مسألة من أصول المنهج السلفي).
والله ما جرَّه إلى ذلك - أيضاً- إلا الكبر والحقد ممزوج بجهل ذريع وهوى فتاك.
وكل هذه الأمراض ظاهرة ظهور الشمس في رابعة النهار منذ مدة طويلة قبل محاضرة (حاشاك) ولكنها ظاهرة لمن سمُّوهم صعافقة.
ولعله لا يخفاكم – أحبائي في الله- أن من أهم أسباب إطلاق كبيرهم هذه اللفظة المشينة المقيتة (الصعافقة) على المشايخ الذين وقفوا على حداديتهم الجديدة الخبيثة ما هو إلا للتنفير منهم وإبعاد الشباب السلفي عنهم فأبى الله إلا نصرة الحق وإبطال الباطل وحصل عكس ما تمنوه ولله الحمد والمنة.
وستسفر الأيام المقبلة – إن شاء الله- واليوم منها عما ينطوي عليه القوم من حدادية خبيثة مقيتة :
يقول هذا المصري خالد بن عبد الرحمن - هداه الله-: (وقد تكلمت في الدرس السابق عما ذاع بين طلاب العلم وصار الخلاف الآن على أشده في مسألة (المجالس السرية ومجالس الشورى) التي انتشر فيها صوتية لفلان من الناس وأذيعت بين الناس حتى صار الآن في المواقع بين المنتسبين للمنهج السلفي خلاف في أصل من أصول السنة لا نزاع فيه عند السلف، أن العلماء – فلان وفلان وفلان – يجتمعون يتشاورون في مسائل القتال في سوريا وليبيا واليمن وذكرت هذه البلاد بالنص، وتأتي الملفات ويجتمع العلماء ويتشاورون في مجلس الشورى في مسائل القتال في اليمن وفي سوريا وفي ليبيا ويرسلون الفتوى دون كتابة يرسلونها شفوية ، ذكرت هذا في كلام قبل النزول إلى مصر في صوتية مبثوثة في (المجالس السرية البدعية الخارجية) ولما رجعت أكدت ذلك بل وضعته في حالة هاتفي وضعت هذا العنوان في حالة هاتفي لأن هذا الأمر من الدين ، وكان الأمر لا يتعدى إلا أن يكون انتصب بعض طلبة العلم جهلاً منهم وغفلة في نصرة هذا القول الباطل وهو قول الخوارج ثم انتشر صوتية لبعض كبار علمائنا وأشياخنا الذين استفدنا من علمه وله المنة بعد الله علينا وعلى كثير من أهل السنة من أهل زماننا، وإذا بهذا العالم الفاضل يقول: أهل العلم لا يتشاورون؟!! ويؤيد ما جاء في مسألة اجتماع بعض العلماء للتشاور في مسائل القتال ولا يستنكرها وإنما ىستنكر أن تسمى مجالس سرية ويقول: هذا من الشورى ومما أمر الله به من أن يتشاور أهل العلم، وأهل العلم من ولاة الأمر.
وهذا التقرير تقرير الخوارج ؛ وهذا الذي كنا نعاني منه أيام الصبى وأيام الشباب .
الآن يقوله عالم من كبار علماء السنة ... والدٌ لنا ... غفر الله لنا وله.
وانتشرت هذه الصوتية بصوت ذلك العالم، ودين الله لا يتغير بزلات العلماء
ولو كان ديننا يتغير بزلات العلماء لما بقي لنا دين.
لذلك إن كان كلامي الذي سبق ليس متجهاً لعالم بعينه، فكلامي الليلة لذلك العالم الوالد الذي انحرف عن السنة في هذه المسألة وهي أصل من أصول ديننا) انتهى كلامه وبئس ما قال.
وأبدأُ ردي عليه بقول ربنا جل وعلا: (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ) [آل عمران: 118 ].
ثم أقول: لي وقفتان مع هذا الهراء:
الأولى: أن خالداً المصري قد أفصح عن مكنونه بوقاحة وبلا حياء وأنه مع (جماعة التهميش والتهويش والوشاية) تلك الجماعة التي افتقرت وخوت من الحجج والبراهين فأضحت بكل وقاحة وخبث بالتهميش تارة وبالتهويش والتخويف والوشاية بين العلماء وولاة الأمر تارة أخرى، متخذين المين والخداع وقلب الحقائق مطية لوشايتهم وتهويشهم، وما فعله فركوس وزمرته بعلماء الإصلاح منكم ببعيد.
فأظهر خالدٌ - بأسلوب ركيكٍ لا يمت لتحقيق المسائل الشرعية بصلة – أظهر شيخَنا ربيعاً أنه يعقد المجالس السرية للافتيات على ولاة أمره في قضايا شائكة أو ساخنة - كما يقولون- ويلف ويراوغ روغان الثعالب وينص على دولٍ تلظى فيها لهيب الفتن من التقتيل والتشريد بسبب الخوارج = ينص عليها لإشعال نار الفتنة بين شيخنا الإمام وولاة أمره.
وركض ركضاً عشوائياً وقفز قفزاً يليق بالمخابيل منتشياً فرحاً مسروراً أن انقض على مسألة زعم بفهمه السقيم أنها أصل من أصول السنة التي لا نزاع فيها عند السلف، وأخذ ينزل فعل الخوارج كلاب النار = من اجتماعاتهم وتعاهدهم وتعاقدهم على التفجير والتدمير والتقتيل أخذ ينزلها – بفهمه السقيم- على أئمة الهدى ومصابيح الدجى أمثال الشيخ الإمام العالم الكبير ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه؛ وخلع برقع الحياء ونص على أنَّ الإمام قد انحرف عن السنة!! في أصل أصيل من أصولها !!...
الله أكبر !! ما أقبح الجهل والكبر.
علمها خالدٌ وجهلها الإمام ربيع الذي أنفق أكثر من نصف قرن في هداية الخلق وحمايتهم من ظلمة الجهل وغياهب البدعة...
علمها عذيقها المرجب ، وجذيلها المحكك، الذي عاش دهراً مع جماعة التبليغ – جماعة الجهل المتقع- ونجاه الله منها بفضله ثم بفضل هذا الجبل الأشم الإمام ربيع حفظه الله والآن يتنكر له ويصفه بأنه انحرف عن السنة ويحوم حول تبديعه، ألا قاتل الله الجهل والحقد ونكران الجميل.
الوقفة الثانية:
هل اجتماع العلماء!! - نعم العلماء وليس حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام- للتشاور في نازلة من النوازل ليفتوا فيها بما قال الله وقال رسوله جريمة وعيب وحرام؟
فأين أنت من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىظ° بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [الشورى: 38 ]. فمن قال بأن الشورى بين العلماء لإخراج فتوى والبت في نازلة حلت بالمسلمين لحقن دمائهم هي هي من فعل الخوارج المارقين.
وأين أنت من قول الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ غ– وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىظ° أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ غ— وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 83].
يقول العلامة السعدي رحمه الله: (هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق. وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي: والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك. وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا،فيحجم عنه؟ ) انتهي من تفسيره [ص:91 ].
تأمل أخي القارئ اللبيب قول العلامة السعدي رحمه الله: (وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ) اهـ.
إني سائلك بالله الذي لا إله إلا هو :
أليس العلامة ربيع حفظه الله ممن يصدق فيهم قول العلامة السعدي: (أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك)؟!!

بالله عليك: أليس الربيع ممن يصدق فيه قول العلامة السعدي: من أنه من (أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها) ؟!!
بالله عليك: أليس الربيع أهلاً لأن يجلس مع إخوانه من العلماء يتباحثون ويتشاورون في النوازل؟
بالله عليك ألم يجالس الإمام ربيع حفظه الله سماحة الشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والنجمي، وزيد، وعبيد، واللحيدان، والفوزان، وغيرهم ممن أطبق العقلاء فضلاً عن العلماء على أهليتهم للإفتاء في النوازل؟.
ألا تستحي...
ألا تتقي الله في الأئمة...
ألا تتقي الله في ذي الشيبة المسلم حامل القران الإمام العلم الكبير ربيع حفظه الله تعالى...
والله لقد قلتَ مقالة السوء ورميت الإمام ربيعاً بما هو منه براء...
فالإمام ربيع قاهر الخوارج وفاضحهم
اتق الله... لم تقلب الموازين، وتقحم نفسك في المهالك وتغوي من خلفك من صبية العلم المرتزقة وتجرؤهم على السادة العلماء.
أما لك عقل ؟!! والله لقد ناديت على نفسك بالجهل والحمق وقلة الدين والعقل حتى صدق قول بعض أهل العلم فيك حيث قال: ما تجرأ أحد على العلماء إلا نقص دينه ومن نقص دينه نقص عقله.
أفمن شبهة تعثر في فهمها عقلك الضئيل تسارع بإسقاط جبل السنة في زماننا وتلمزه في محاضرة ولم تشفِ غليلك فعقدت الأخرى تكيل فيها بمكاييل الظلم والجور مصرحاً بلا خجلٍ بأن الإمام قد انحرف عن السنة... الله أكبر ما أجرأك على لحوم العلماء؟!!
ويستحيل أن تكون كلمتك الفاجرة هذه قد أتت عفوية بل لها عندك أخوات
تجاه هذا الحبر وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وكتب:
أبو العباس بلال بن عبد الغني السالمي الأثري
الثغر السكندري
الأحد: 12/6/1440هـ

رد مع اقتباس