عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02 Oct 2017, 09:36 AM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي هذه بعض المسائل مفرغة متنوعة أجاب عنها فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى و رعاه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

نضع بين أيدكم المجموعة الثانية لبعض المسائل المفرغة متنوعة أجاب عنها فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى و رعاه


13 - السؤال :

هذا يقول متى يعرف الطالب أنه أهل للدعوة لما يتخرج في الجامعة خاصة إذا يشعر الطلاب أنه بضاعته قليلة ؟

الجواب :

هو يعرف، إذا شعر الطلاب أن بضاعته قليلة فهذا دليل على التقييم، رأوا ما عنده وقيموه، فعليه أن يتلمس مواطن الضعف فيتقوى فيها، وعليه أن يتلمس مواطن النقص فيكمِّلها، فإن كان في الحفظ كمَّلة، وإن كان في الفهم جمَّلة، وذلك بالقراءة لكتب الأصول التي تصحح له الفهم، والمراجعة لأصول المتون التي تثبت له الحفظ؛ فإن العلم حفظ وفهمٌ، هذا هو العلم.

تكتب العلم وتلقي في صفط ثم لا تحفظ لا تفلح قط

إنما علمك ما تحفظه مع فهم وتوقٍ من غلط

إذًا فالعلم حفظًا وفهم، «اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْه التَّأويلَ» [صحيح ابن حبان رقم (7055)] هذا هو الفهم « مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ » [صحيح البخاري رقم (71)] هذا دليل الفهم، «يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك» [سنن الترمذي رقم (2516)]، فالتعلم المراد به هنا التلقين الحفظ.

فإذا حفظ العبد أولًا، واتقن الحفظ، ثم اتقن الفهم بعد ذلك، فإنه قد وفق وقد أوتي العلم على الوجه الصحيح، فلا بد من حفظ ولا بد من فهم.

والحفظ يكون للمتون المعتبرة في الفنون، جميع أبواب العلم لا بد أن يحفظ في كل فن متنًا.

والثاني: أن يفهم هذا المتن حق الفهم فهما صحيحًا فإذًا

إنما علمك ما تحفظه مع فهم وتوق من غلط

لا بد من الحفظ هذا النصف الأول ثم بعد ذلك الفهم «نضَّر اللهُ امرءًا سمع منا حديثًا» [السلسلة الصحيحة رقم (404)] هذا أول مبادئ العلم السماع، (فحفظه) هذا ثاني المراتب.

فلا بد من الحفظ، تسمع ترعي سمعك حتى تفهم ماذا قال العالم، ماذا قال الشيخ، ماذا قال المدرس، فإذا حفظت كلامه بعد ذلك تتفهم فيه.

والحفظ للعلوم على قسمين: حفظ الكتاب والسطر، وحفظ القلب في الصدر.

فمن أتاه الله حفظًا عليه أن لا يهمل جانب الكتاب؛ لأنه اليوم حفظ وغدًا يطرق النسيان، ومن أتاه الله قوة وضبط في السماع فكتب عليه أن لا يعتمد فقط على الكتاب، عليه أن يحافظ على هذا ويضمه أيضًا إلى صدره {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت : 49]، فلا بد من الحفظ ولا بد من الفهم، فالعلم يقوم على هاتين الركيزتين، ودليلهم كما سمعتم (اكتبوا لأبي شاة) إذا ما كان يكتب يُكتب له، فيُقرأ عليه ويتفهم ذلك.

أصحاب رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- كانوا يحفظون ويفهمون، وإن لم يكن الكل يكتب.

قد يقول قائل كيف عالم وما يكتب! لا، في عهد النبي ﷺ كانت الذاكرة وقَّادة، والأذهان سيّالة، وكان الحفظ عندهم هو العمدة، فعندهم الحفظ وعندهم الفهم، قال (ما أعلم أحدًا أكثر حديثًا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهم جميعًا- فإنه يكتب ولا أكتب) ومع ذلك هو أكثر منه لكن قال هذا بغلبة ظنه (يكتب ولا أكتب) أبو هريرة ما كان يكتب صح ولا لا؟!

فإذا حفظ وفهم حتى ولو لم يكتب عنده الضبط الأول وهو ضبط الصدر.

فلابد معشر الأحبة من تدارك وتعاهد هذين الركنين، الركن الأول: الحفظ، والركن الثاني: حسن الفهم، أو إن شئتم دقة الحفظ وإتقان الحفظ، وحسن الفهم ودقة الفهم، هذان هما الأصلان في هذا الباب.

فعليك أيها الابن السائل الكريم أن تنظر في أمرك في هذا الجانب، فإذا أتقنت في هذين الجانبين وأحكمت بناء هاتين الركيزتين وفِّقت -بإذن الله تبارك وتعالى.




14 - السؤال :

وهذا يسأل يقول كيف الجمع بين الحرص على العلم وبين خدمة الإخوان، لأن بعض الأخوة يكثر عليه إخوانه فيخدمهم بسيارته، فينقص تحصيله للعلم ؟

الجواب :

إذا كان يخدمهم بسيارته في وقت محدود كأن جاءوا جدد، طلاب جدد أو جاءوا ضيوف لا بأس يخدمهم في وقت الحاجة وبقدر الحاجة، أما أنه يحط نفسه "سابكتو" نقل دائم أربعة وعشرين ساعة نقل ترددي هذا غير صحيح؛ لأنه إذا صار "سابِكتو" فالعلوم "سابَتكو" بالفتح ستتركه، "سابِكتو"

النتيجة "سابَتكو" العلوم ستسيبك وتتركك، فالخدمة للضيف بقدر.

ويجب التنبيه هنا معشر الأحبة يكون الضيف خفيف الظل ما يكون ثقيل طينه، وينزل على قلبك كالصخر، إذا كان خفيف الظل أحببته استرحت إليه تحب مجالسته، أما الثقيل:

إذا حل الثقيل بأرض قوم * فما للساكنين سوى الرحيل

فلابد. فأنت أيها الأخ الكريم السائل يجب عليك أن تقوم بحق إخوتك لكن لا على حساب نفسك، ما تنفع غيرك وتضر نفسك.

قم بالمهمة التي يحتاجون إليك فيها لا يجدون سواك، أو تتوقف عليك حاجتهم إليك اخدمهم ابذل لهم والله يعينك.

وأعلم أن في هذا الأجر وفيه التوفيق لك والتيسير عليك -إن شاء الله- أما أن تضيع وقتك كله نقل ترددي كما قلت لك لا، هذا غير صحيح؛ يبحثون لهم عن الذي يذهب بهم ويأتي بهم، إذا جاءوا يرافقونك للجامعة وأنت معك سيارة مثلًا أو إلى حلق العلم وأنت معك سيارة واعدهم في المكان المحدد، تمر وتأخذهم على طريقك وتمشي؛ أما أن تسيب العلم لأجلهم هذا غير صحيح.




15 - السؤال :

وهذا يسأل عن الصعافقة بالنسبة لأسماعنا يقول جديدة ؟


الجواب :

الصعافقة هم الذين ليس لديهم رأس مال في جميع الأمور، ففي العلم لا شيء عندهم، وفي الدنيا والدراهم والدنانير لا شيء عندهم.

فأما الذي يهمنا فهو باب العلم قد روي في هذا عن قتادة رحمه الله تعالى على أنه قال: "خذوا ما جائكم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوا عنكم ما جاء مع هؤلاء الصعافقة" يعني الذي لا علم عندهم يريد به أهل الابتداع، والذين لا علم عندهم فعليكم بالسنة وعليكم بالأخبار النبوية في هذا، عليكم بأهل العلم خذوا عنهم، أما الذي ليس لديهم رأس مال فهؤلاء صعاليك صعافقة، فكما الذي لا ماله عنده فهو صعفوق.

فالصعافقة في العلم هم الذين لا علم عندهم ما عندهم رأس مال في العلم، ذكرنا لكم قصة الفروج مع الديكة، فهؤلاء هم الفراريج ظنوا أنفسهم ديكة غزيري العلم، مثل الديك بعيد الصوت يُسمع على بعد مسافة بعيدة يسمع أهل القرية جميعاً، ربما يكون ديكاً واحداً يسمعه أهل القرية جميعاً، فهكذا من عنده علم يأخذ عنه الناس يتواردون عليه يبلغهم خبره، يشتهر بين الناس يشتهر بين الناس ذكره، هذا صاحب العلم أما الفروج لا أحد يعلم به، فهؤلاء الصعافقة، هم هؤلاء الفراريج الذين لا شيء عندهم.




16 - السؤال :

هذا يسأل: ويقول هذا مهم عن صيام عاشوراء الذي سيوافق السبت ؟

الجواب :

لا بأس بذلك، أرأيتم لو وافق يوم السبت يوم عرفة نصومه وإلا لا؟ نصومه، ولو وافق يوم الجمعة يوم عرفة يوم الجمعة وقفة النبي -صلى الله عليه وسلم- نصومه وإلا لا؟ لأننا في هذه الحال لا ينطبق عليه النهي، النهي إذا كان تطوعًا مطلقًا، أما هنا فلسبب، السبب هو أنه عاشوراء أو أنه عرفة هذا من ناحية.

ومن ناحية ثانية -الحمد لله- قد جعل الله لنا ولكم جميعًا مخرجًا في اليومين جميعًا، أما الجمعة فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل على زوجه وهي صائمة يوم الجمعة تطوعًا -نفلًا مطلقًا- قال أصمت أمس؟ ما هو أمس الخميس، قالت لا، قال تصومين غدًا؟ ما هو غدًا؟ السبت، تضمه إلى الجمعة، قالت لا، قال فأفطري إذن.

إذن فالنهي عن إفراد يوم الجمعة في التطوع المطلق -النفل المطلق- الذي لا سبب له نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وصيام يوم السبت قد وجهه جمع من أهل العلم، وقد ذكرنا ذلك في الصيام والكلام عن الصيام قد وجهه وحمله طائفة من أهل العلم على أن النهي إنما يكون إذا كان مفردًا، أما إذا أضيف إلى غيره فلا، وهنا -الحمد لله- الجمعة قد أضيف إلى السبت، والسبت قد أضيف إلى الجمعة فمن صام الجمعة مع السبت تاسوعاء وعاشوراء حصل له الأجر بإذن الله -جل وعز- وخرج من الإشكال، والحمد لله وصلى الله على نبينا محمد.




17 - السؤال :

هذا سؤال وهو في الحقيقة بلاء يضاف إلى البلايا التي ذكرناها في سكنى بلاد الكفر عياذاً بالله من ذلك.

يقول امرأة كانت في بلاد الكفر فلما تزوجت هاجرت مع وزجها إلى المغرب وتركت أمها في بلاد الكفر وهي حزينة ومريضة بالوسواس -يعني المرأة الأم- ولا تريد أن تذهب مع بنتها إلى بلاد الإسلام فهل يجوز أن تزورها ؟

الجواب :

نعم، تزورها ولكن لا تبقى ببلاد الكفر، عليها أن تواسيها وأن تحسن إليها، وأن ترغبها في ترك بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، حتى تموت في بلاد المسلمين بين ظهراني المسلمين، لا يجوز البقاء بين ظهراني المشركين، وإن شاء الله تعالى نفصل في هذه المسألة لأن الكلام فيه قد كثر، وسنتكلم على مسألة الإقامة في بلاد المشركين بكلام إن شاء الله تعالى يكون مرجعاً لكل من يسأل في مثل هذا الباب.

أقول لا يجوز لها أن تبقى في بلاد المشركين، ما الذي يُطمعها في بلاد المشركين، {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء: 98] هي ما هي مستضعفة ابنتها تقول لها هيا معي، والطريق ميسر، وزوج بنتها قد هاجر بزوجته إلى بلاد الإسلام.

فالواجب على هذه الام أن تخاف الله جل وعلا في نفسها، وتتقيه في نفسها، وتنتقل إلى بلاد الإسلام، والغالب يغلب على ظني أن هؤلاء أصولهم من بلاد الإسلام، ولكنهم ممن عكسوا الآية، فأصبحوا يسمون أنفسهم مهاجرين إلى بلاد الكفار، هذه هي الهجرة اليوم.

انتكست المفاهيم الشرعية، وبعد أن كانت الهجرة هي الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام أصبحنا اليوم نسمي المهاجرين من ينتقل من بلاد الإسلام إلى بلاد الكفر، هذه مصيبة، مصيبة عظيمة جداً.

فأقول لهذه الأخت التي هاجرت مع زوجها زوري أمك، وصِليها، وأحسني إليها، وتعهديها ورغبيها، ولا تيأسي، فعسى الله جل وعلا أن يفتح عليها وتنتقل إلى بلاد الاسلام وبالله التوفيق.


نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.

الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 13- متى يعرف الطالب أنه أهل للدعوةلما يتخرج في الج.mp3‏ (9.01 ميجابايت, المشاهدات 967)
نوع الملف: mp3 14- كيف الجمع بين الحرص على العلم وبين خدمةالإخوان.mp3‏ (2.99 ميجابايت, المشاهدات 959)
نوع الملف: mp3 15 - ما معنى الصعافقة ؟.mp3‏ (2.86 ميجابايت, المشاهدات 920)
نوع الملف: mp3 16 - حكم صيام عاشوراء الذي سيوافق السبت؟.mp3‏ (701.3 كيلوبايت, المشاهدات 858)
نوع الملف: mp3 17- والدتي ترفض ترك بلادالكفروالهجرةإلى بلادالمسلم.mp3‏ (3.97 ميجابايت, المشاهدات 893)
رد مع اقتباس