عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22 Sep 2017, 11:05 AM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نضع بين أيدكم المجموعة الثانية لبعض المسائل المفرغة متنوعة أجاب عنها فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى و رعاه


08 - السؤال :

هذا يقول: هل صحيح هذه المقولة أن الزواج مذبحة للعلم ؟

الجواب :

على حسب حال الانسان، منهم من يكون الزواج معيناً له، ومنهم من يكون الزواج ذبح للعلم في حقه فعلًا، هذا حسب حال الانسان، فمن الناس من يطلب الراحة، فإذا تزوج ارتاح ورزقه الله بامرأة صالحة تعينه، فهذا لا شك أن هذا من العون لأن فيه من الهدوء والاستقرار النفسي الشيء الكثير.

ومن الناس من يشغله هذا، ولا شك أنه إذا كان يشغله، فإذا كان في أول عمره، فعليه أن يعتني بالتحصيل وبعد ذلك، والدليل وأنا ألزمت نفسي لكم ذلك لا أقول لكم شيئا إلا بدليله، ولو لم تسألوه أنتم فأنا قد التزمته لكم سؤال منكم لي.

الدليل (مالنا يا رسول الله إذا كنا عندك فوعظتنا حتى كأنا نرى الجنة والنار عياناً، فاذا خرجنا من عندك وعافسنا الضياع والزواج أنكرنا ذلك من نفوسنا، فقال صلى الله عليه وسلم لحنظلة:" يا حنظلة لو تدومون على ما تكونون عليك عندي، لصافحتكم الملائكة في الطرقات ولكن يا حنظلة ساعة وساعة") حنظلة أنكر ذلك من نفسه فكان حاملاً له على أن يجلس في بيته فيقول نافق حنظلة نافق حنظلة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فجاء وقال له ذلك فأخبره عليه الصلاة والسلام.

لا شك أن معالجة الضياع هذه وهي المزارع، ومعافسة الأزواج والأولاد وأمور الدنيا لا شك أنه يشغل الانسان، فإذا كان من ذلك فعلى العبد أن يحرص على التحصيل، قبل يأتيه الشغل الذي قد يؤخره عن كثير مما كان يشتهيه من حضور هذه المجالس.





09 - السؤال :

وهذا يقول: ذكرتم أن القراءة على المشايخ مطلب مهم، فما التوجيه مع ندرتهم في هذه الأيام ؟

الجواب :

فهم ابني كما يفهم كثير أنه لابد أن يقرأ هو بنفسه، ليس بلازم، أنت إذا حضرت كتابًا، مثلاً علي أنا -أمثل بنفسي- يُقرأ علي من قبل أخيك وأنتم تستمعون، هذه طريقة حتى في التحمل موجودة، "حدثنا" مع أنه لم يحدثه بمفردة لو حدثه بمفرده قال أيش؟ "حدثني" لكن يقول "حدثنا" أيش يعني يعني قرأ عليه مع الجماعة كلهم، وهكذا "أخبرنا" قراءة وأنتم ترون عندكم سنن النسائي "أخبرنا الحارث ابن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع" كان يكفي أن يقول "أخبرنا" وتكفيه، لكن للأمانة يقول "قراءة عليه" يعني القارئ غيري "وأنا أسمع" للوحشة التي حصلت بينهما، ولا أحد تكلم في النسائي وفي تحمله هذا تحمله صحيح.

فيا ابني الكريم أو يا أخي الكريم أيها السائل الكريم أكرمكم الله جميعًا بطاعته وإيانا إذا حضرت الدرس مع الشيخ والقارئ غيرك فكأنما أنت القارئ هذا واحد.

والثاني: أعلم رحمك الله أنك لك الغنم وعلى القارئ الغرم الخطأ دائمًا عليه وأنت سليم.

الثالث: أنت أكثر تركيزًا فإن "القارئ حالب والسامع شارب" وفرق بين الذي يحلب والذي يشرب، هذا ما معه إلا التعب هو يحلب وأنت تشرب، فهذه نعمه من الله عظيمة.

فليس المقصد معشر الأخ الكريم والابن الكريم أن القراءة لابد أن تقرأ أنت إن حصل الحمد لله، لكن إن لم يحصل فأنت تقول قرأنا هذا الكتاب على شيخنا الفلاني وحصلت، ولا أحد ينكر هذا ولا من قديم، بل مالك – رحمه الله – يرى القراءة أعظم على الشيخ؛ لأنه إذا أخطأ القارئ الشيخ يصحح له بعكس قراءة الشيخ فإنه قد يخطئ وتأخذ الطلبة الهيبة فلا يصححون له، فإذا قرأ غيرك فأنت في خير وأنت مشارك له بإذن الله تبارك وتعالى.




10 - السؤال :

هذا يقول هل يلزم طالب العلم إذا رجع إلى بلده تكون له تزكية من العلماء حتى يدرِّس ؟

الجواب :

صحيح هذا الأصل، أو يشتهر بين الناس أنه قد طلب العلم، ويُعرف بذلك، ويشهد له به الأقران، ويشهد له به الشيوخ إن سُئلوا عنه، يقولون: معروف قرأ علينا، ودرس علينا، يشهد له بذلك أقرانه الذين كانوا معه في الحلق، يعرف بهذا، يشتهر بالطلب، نعم.




11 - السؤال :

يقول: ما هو الشرك الاكبر والشرك الاصغر ؟

الجواب :

الشرك الكبر: هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك، تدعوه وترجوه وتخشاه وتقصده وتطلب منه الخير وترتفد منه العطايا والهبات، وتأمل فيه دفع الشرور عنك وقضاء الحاجات، ونحو ذلك، هذا هو الشرك الأكبر.

أما الشرك الأصغر، فهو ما كان دون ذلك كيسير الرياء، وكقول الرجل ما شاء الله وشئت، ونحو ذلك من الشرك العملي ليس هو بشرك اعتقادي، هذا كله من الشرك الأصغر

وَالثَّانِ شِرْكٌ أَصْغَرٌ وَهْوَ الرِّيَا ... فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الْأَنْبِيَاء

وأما الأكبر الذي ذكرناه وهو:

جعلك نداً للإله ولم يشارك الله في تخليقنا أحد

تدعوه ترجوه تخشاه وتقصده لدفع شر ومنه الخير ترتفدوا

وعلمه بك مع سمع الدعاء وقدرةٍ وسلطان غيب فيه تعتقد

إلى أن قال:

مثل الأولى بدعاء الأموات قد هتفوا يرجون نجدتهم من بعد ما لحدوا

إلى أن قال:

وكم من قبابا عليها زخرفت ولها أغلى النسيج كساء ليس يفتقد

فهم يلوذون في دفع الشرور بها كما لها في قضى الحاجات قد قصدوا

إلى أن قال:

إن لم تكن هذه الأفعال يا علماء شركاً فما الشرك؟ قولوا لي أو ابتعدوا

فأعطيناك الأصغر من هذا والاكبر من هذا من المنظومتين.




12 - السؤال :

من المعلوم أن التوحيد ضده الشرك والسنة ضدها البدعة صحيح، والعقيدة ما هو ضدها ؟

الجواب :

العقيدة ضدها لا عقيدة، وهذه لا توجد إلا عند اللادينين، "لا إله والحياة مادة" أما بقية البشر فما من إنسان إلا وله عقيدة، باطلة كانت أو صحيحة، البوذي له عقيدة -على بطلانها- ، والمجوسي له عقيدة -على بطلانها-، والوثني له عقيدة -على بطلانها-، وهكذا الموحد له عقيدة، عقيدته إيمانه بالله -تبارك وتعالى- ربَّا، وخالقًا، ورازقًا، إلهًا، سميعًا، بصيرًا، قيّومًا، حيًّا، عالمًا، قديرًا، متكلمًا -سبحانه وتعالى- إلى غير ذلك من الصفات، لا يستحق العبادة معه أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، وتؤمن بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، هذه هي العقيدة، ضدها الشرك في هذه الأبواب جميعًا، والسنة تعرفها.
فضد هذه العقيدة الذي لا عقيدة له صحيحة أو باطلة: لادين.
هؤلاء الذين يقولون: ما في إله، والحياة هي المادة {نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24]، {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام: 29]، {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [التغابن: 7].
فالذين يقولون خُلقوا هكذا في الطبيعة، والطبيعة أوجدتهم، وكما نسمع في هذه الأيام، في إعصار "إيرما"، غضب الطبيعة! قبَّحهم الله، غضبت الطبيعة يقولون عليهم، هذا غضب الطبيعة!
هذا غضب الرحمن -تبارك وتعالى- هذه آية يخوف الله بها عباده، يخوف بها العقلاء من عباده، أمَّا من هم في الضلال فنعوذ بالله من ذلك.

ولعلكم سمعتم، بالكسوف الذي حصل في أغسطس-آب، في الأيام الماضية، سمعتم ماذا عملوا له في أميركا، ليلة الكسوف الكلي أو يوم الكسوف الكلي في أميركا، والذي مر على اثنا عشر ولاية تقريبا منها، ماذا قابلوا به هذا الكسوف؟ أجيبوا؟ الاحتفال بأيش؟! هو تسعة وتسعين سنة، هذه الظاهر لم تأت على أمريكا من تسعة وتسعين عاما، لكن أعظم ما قابلوا به هذه الظاهرة العظيمة التي يخوف الله بها عباده أن أقاموا ذلك اليوم الحفل الغنائي الكبير، الذي يقولون فيه ما يقولون من فسقهم وفجورهم، والشاهد هؤلاء وأمثالهم لا دين لهم أبدا، فهؤلاء الذين لا عقيدة لهم هم الذين يزعمون هذا الزعم الذي ذكرته لكم.

نسأل الله تعالى أن ينفع به الجميع.


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 02 Oct 2017 الساعة 09:39 AM
رد مع اقتباس