عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 10 Aug 2017, 03:10 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

احذروا التَّأصيل الفيسبوكي!
(الحلقة الأولى)

دائما مع #وقفة_اعتبار_لتصحيح_مسار وهذه المرة مع جانب آخر من جوانب التصحيح نسأل الله أن يلهمنا جميعا رشدنا وأن يرزقنا الصبر و الاحتساب والتواضع.
إخواني الكرام:
لا يشك متابع عاقل للأحداث الافتراضية الواقعة على وسائل التواصل في المدة الأخيرة! أن تعايش الناس في هذا المضمار الوهمي زرع في نفوسهم الكثير من المفاهيم الخاطئة للدعوة والانحرافات الخطيرة في تعاملهم فيما بينهم!
ومنها على سبيل المثال:
1-أنك تجد البعض يدافع عن رجل ويستميت في ذلك. وينكر على المحذر منه بكل قوة ويطالبه بحسن الظن به وبالصبر عليه وإذا سألته: هل تعرفه وتعرف سلفيته؟ يقول: لم أره من قبل ولم يجمعني به مجلس!! ويقال لهذا الصنف: لك كامل الحق أن تدافع عن السلفي المعروف عندك أما أن تدافع عن صاحب حساب مجهول فهذا ضرب من الجنون! فقد يكون شيطانا ماردا أو رافضيا متسترا. أو عاميا جاهلا في أحسن أحواله! فإياك أن تغتر بمنشوراته أو محادثاته فكل هذا لا يكفي في إثبات شخصيته الحقيقية.
2- ومن تلك المفاهيم الخاطئة: اعتقاد البعض أن إعمالك لخاصية الحظر هو جرم وإثم مبين! فعندما تحظر الرجل تشعر وكأنك أقمت عليه الحدّ أو أدخلته السجن المؤبد! رويدك يا أخي: فقد تحظر فلانا وهو من أعز الناس إليك لا لأنه رجل سوء وإنما لأن منشوراته أو محادثاته معك قد تذهب المودّة أو تلهيك عن أعمالك! ففي الكثير من الأحيان لا بد من سد طريق إبليس وغلق باب التشويش بحظر بعض الحسابات. لتكون مرتاح البال.
فاعلموا رحمكم الله أن الصداقة الفيسبوكية هي صداقة وهمية والمعتبر في ذلك هي علاقتك الحقيقية بفلان! أما وسائل التواصل فهي أشياء زائدة لا تتأثر بها العلاقات الحقيقية، فقد يكون الرجل صاحبك لسنوات ولا يكون صديقك في الفيس بوك! ونقيضه كذلك فقد يكون صديقك في الفيس بوك وهو من أشر خصومك!
فيا أخي لم يكلفك ربّك بالدخول للحساب الفلاني، ولن يفوتك خير ولن يلحقك شر إذا حظرك صاحب الحساب، وهو كذلك لا شيء عليه إذا حظرك ولا إثم عليه. بل لعل الله يثيبه على فعلته لأنه أراد أن يخفف عنك بعض الإثم، ويذهب عنك الهموم التي كنت تجدها في منشوراته.
3- ومنها كذلك: المراسلات على الخاص وما أدراك ما هي!! حيث تفنن الخلق في تأصيل علومها وآدابها ظنا منهم أن المراسلات في وسائل التواصل لا تندرج تحت الفصول التي كتبها العلماء حول أدب الكتابة والمراسلة!
فتجد منهم: من يحادثك في وقت غير مناسب بل ربما يراسلك على الثانية صباحا ويخرج لك من تحت الأرض: السلام عليكم كيف حالك؟ يظن أنه بمجرد مشاهدته للنقطة الخضراء فهو دليل على أن الباب مفتوح فيدخل من غير إذن ويلج في الحديث وكأنه ضمن تجاوبك معه!!!!
ومنهم: من يلقي السلام عشرات المرات وإذا لم تجبه يقول: على الأقل أجب ورد السلام!! وهو انحراف خطير في فهم آداب السلام! فقد أرد بلساني ولا أرد بكتابتي! ثم يقال له: هب أنني أجبتك: وعليكم السلام! هل كنت لتتوقف عن الكتابة ؟! طبعا لا! ستدخل في الموضوع وتطرح قضيتك ثم يكون انزعاجك أعظم وأشد وستقول: طرحت القضية ولم يجبني.
يا أخي هل تعلم أن بعض إخوانك لو أجابوا كل واحد لضاعت كل أوقاتهم كيف وهم يتلقون عشرات الرسائل في كل ساعة!!!
فالأدب الإسلامي يحتم عليك أن تلقي السلام ولا تكثر ولا تلح فإذا أجابك المتحدث فالحمد لله وإذا لم يجبك فقد أجابتك الملائكة.
... يتبع

رد مع اقتباس