عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 27 Sep 2017, 05:48 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

[فضيلة اليوم العاشر من شهر الله المحرم]

قال الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله :
" إن الله سبحانه يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهم الخيرة ، يختار من خلقه من شاء لتبليغ الرسالة، و لذلك قال : " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " - الحج 75 - و قال تعالى : " اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ " - الأنعام 124 ، و يختار كذلك من الأزمنة و الأمكنة ما يفضّله على ما سواه ، و قد اختار من الأزمنة مواسم الخير ففضَّلها و شرَّفها تشريفًا بليغًا يظهر فيما ينزل فيها من الرحمات و البركات و فيما يبارك فيها من الأعمال الصالحة، ففضَّل لياليًا على ليال ، و أيامًا على أيام ، و أشهرًا على أشهر و منها هذا الشهر الكريم شهر الله المحرم ، في هذا الشهر يوم فضيل ، يوم قد شهد حدثًا عظيمًا ، و نصرًا مبينًا ، أظهر الله فيه الحق على الباطل ، فقد أنجى الله فيه موسى عليه السلام و قومه و أغرق فرعون و قومه ، فهو يوم له فضيلة عظيمة و حرمة قديمة ، و هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم إنه عاشوراء .
روى الشيخان من حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال : ( قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المدينةَ فوجدَ اليَهودَ صيَّامًا يوم عاشوراء، فقال :َ " ما هذا اليوم الذي تصومونه" ؟ قالوا : هذا يومٌ عظيم أنجى اللَّهُ فيهِ موسى و قومه وأغرقَ فرعون و قومهَ ، فصامَهُ موسى شُكرًا لله فنحن نصومه ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ : (نحنُ أحقُّ وَ أَولَى بموسى منْكم فصامَهُ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمرَ بصيامِه ) .

قوله : ( هذا يوم عظيم ) : أي وقع فيه أمور عظيمة توجب تعظيم مثل ذلك اليوم فنحن ( أحق و أولى بموسى ) أي بمتابعته ( منكم ) فإنا موافقون له في أصول الدين و مصدقون لكتابه ، و أنتم مخالفون له بالتغيير و التحريف .

قال السندي رحمه الله : قوله (أحق بموسى منكم ) يدل على أنه قصد موافقة موسى عليه السلام لقوله تعالى : " فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ " الأنعام 90 - لا موافقة اليهود حتى يقال اللائق مخالفتهم و كأنه لهذا عزم في آخر الأمر على ضم اليوم التاسع إلى يوم عاشوراء تحقيقًا للمخالفة .

مقال بعنوان [ عاشوراء بين الإتباع و الإبتداع]

رد مع اقتباس