عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 May 2015, 06:18 PM
عبد الله بوزنون عبد الله بوزنون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 187
افتراضي ما يترك خطا ويلفظ نطقا ....رموز خاصة بالأسانيد

أما بعد فإن على الحديثي (المبتدي في علم الحديث ) فضلا عن المحدث معرفة رموز المحدثين في تصانيفهم خاصة فيما يعرف عندهم بأدوات التحمل فقد اصطلحوا على اختصار بعض الألفاظ بل حذف بعضها و إن كانت عند القراءة يؤتى بها نطقا كما قال العراقي :" جرت عادة أهل الحديث باختصار بعض ألفاظ الأداء في الخط دون النطق"شرح التبصرة ص 162
و لما كان بعض الطلاب بل حتى بعض الفضلاء قد يعزب عن ذهنه مثل هذا كما نبئت أنه وقع في بعض المجالس الحديثية في ترك نطق قال المحذوفة قبل حدثنا فأردت تنبيه إخواني تعميما للفائدة و خدمة لعلم الحديث
فأقول و بالله التوفيق اعلم رحمك الله أن من عادة المحدثين اختصار بعض أدوات التحمل تسهيلا و تيسيرا في كتابة الاسانيد
ومن ذلك أنهم يحذفون كلمة قال بعد كلمة حدثنا و أخبرنا لكن يأتون بها نطقا قال ابن الصلاح:" جرت العادة بحذف ( قال ) ونحوه فيما بين رجال الإسناد خطا ولا بد من ذكره حالة القراءة لفظا" معرفة أنواع علوم الحديث مع التقييد و الايضاح(1/716) و فتح المغيث(2/215) و جاء في فتاوى ابن الصلاح(1/115):" مسألة في رجل يقرأ الحديث على المحدث ويقول في كل حديث وبالاسناد حدثنا فلان عن فلان ولا يقول "قال حدثنا"فهل يصح هذا السماع أم لا؟
أجاب رضي الله عنه هذا خطأ من فاعله وأما بطلان السماع به ففيه احتمال والأظهر أنه لايبطل من حيث أن حذف القول اختصارا مع كونه مقدرا في كثير من كتاب الله تعالى وغيره والله أعلم"اهــ
وقد يحذفون لفظة قال إذا تكررت فيكتفون بإحداها وعلى القارئ أن يأتي بها قال ابن الصلاح كما في المقدمة:"وإذا تكررت كلمة ( قال ) كما في قوله في كتاب البخاري ( حدثنا صالح بن حيان قال : قال عامر الشعبي ) حذفوا إحداهما في الخط وعلى القارئ أن يلفظ بهما جميعا والله أعلم "
إلا أن المحدثين استثنوا من ذلك عند قراءة " قرئ على فلان : أخبرك فلان " فهنا يقول:" قيل له" قال ابن الصلاح المقدمة 1/718:"ومما قد يغفل عنه من ذلك ما إذا كان في أثناء الإسناد ( قرئ على فلان : أخبرك فلان ) فينبغي للقارئ أن يقول فيه ( قيل له : أخبرك فلان ) . ووقع في بعض ذلك ( قرئ على فلان : حدثنا فلان ) فهذا يذكر فيه ( قال ) فيقال ( قرئ على فلان قال : حدثنا فلان ) "
و تتميما للفائدة نذكر بعض الرموز المختصرة و تنطق كاملة:
لفظة حدثنا تختصر إلى ثنا بإبقاء الحروف الثلاثة الأخيرة .
أو تختصر إلى نا فيلغى أول الثلاثة .
وتختصر إلى دثنا فيحذف منها الحاء فقط كما وجده ابن الصلاح في خط كل من الحفاظ الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي وتلميذهما البيهقي.مقدمة ابن الصلاح1/696
ومثل حدثنا حدثني فتختصر إلى ثني أو دثني قال السخاوي :" وكذا حدثني وأخبرني المضافين لضمير المتكلم لا يختصرونه غالبا لكن قال شيخنا إنهم ربما اقتصروا على الحروف الثلاثة من حدثني أيضا بل وعن خط السلفي الاقتصار منها على ما عدا الحاء " فتح المغيث_2/214)
و قد يختصرون قال حدثنا فيقولون قثنا أو ق ثنا و هذا الأخير قال عنه العراقي:" وهذا اصطلاح متروك" شرح التبصرة ص (162).
واختصروا أخبرنا إلى أنا الألف والضمير فقط بحذف الخاء و الباء و الراء.
كما اختصروا أخبرنا إلى أرنا و بعضهم إلى أبنا وهذا الأخير لم يرتضه ابن الصلاح فقال:" وليس بحسن ما يفعله طائفة من كتابة ( أخبرنا ) بألف مع علامة حدثنا المذكورة أولا وإن كان ( الحافظ البيهقي ) ممن فعله" المقدمة1 /696 وقد بين السخاوي علة كراهة ابن الصلاح لهذا الاختصار فقال:" قلت وكأنه فيما يظهر للخوف من اشتباهها بأنبأنا وإن لم يصطلحوا على اختصار أنبأنا كما ننشاهده من كثيرين وكذا يظهر أنهم إنما لم يقتصروا من أنا على الحرف الأخير من الفعل مع الضمير كما فعلوا في ثنا بحيث تصيرنا للخوف من تحريف الراء دالا فربما يلتبس بأحد الطرق الماضية في حدثنا وهذا أحسن من قول بعضهم لئلا يحرف الراء زايا " فتح المغيث(2/214)
و مما ورد في الاختصارات أخ نا قال السخاوي:" وفي خط بعض المغاربة الاقتصار على ما عدا الموحدة والراء فيكتب أخ نا ولكنه لم يشتهر" . فتح المغيث(2/214)
ومن اختصارات المحدثين قولهم أثناء الإسناد (ح) ثم اختلفوا أهي من الحائل أو التحويل أو صح أو الحديث.
ثم وقع الخلاف بينهم هل ينطق بها يعني مفردة أو لا ينطق بها لأنها بمعنى حائل وهذا قول أبي محمد عبد القادر الرهاوي واختار ابن الصلاح الأول فقال:" وأختار أنا - والله الموفق - أن يقول القارئ عند الانتهاء إليها ( حا ) ويمر فإنه أحوط الوجوه وأعدلها"المقدمة 1/698.
-تنبيه هناك بعض الأدوات لم يختصرها أهل الحديث مثل أخبرني و أنبأني و كذا أنبأنا قال الشيخ أبو يحي زكريا الأنصاري :"و يرمز أيضا حدثني فيكتب ثني أو دثني دون أخبرني و أنبأنا و أنبأني "فتح الباقي(1221/60).وقال السخاوي رحمه الله في فتح المغيث:" وإن لم يصطلحوا على اختصار أنبأنا كما ننشاهده من كثيرين"(2/214).
و الحمد لله رب العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 11 May 2015 الساعة 09:24 PM
رد مع اقتباس