عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24 Oct 2014, 09:07 PM
إبراهيم بويران إبراهيم بويران غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 313
افتراضي

وفقك الله أخي مهدي لكل خير .
ومن أعظم الأسباب في تغيُّر بعض من ينتسب إلى المنهج السلفي كذلك:
* مجالسة المبتدعة والنظر في كتبهم، وقد قيل: الصاحب ساحب، وقيل: قد ضل من كانت العميان تهديه، ولا يخفى أثر مجالسة السلفي للمبتدع؛ فإن ذلك مظنة التأثر بهم، ولذا فقد حذَّر العلماء من ذلك أشد التحذير، وأمروا بهجران أهل البدع ومعاداتهم، قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله:« مواقف أهل السنة من أهل البدع واضحة كالشمس... وقد حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم من مجالسة أهل البدع، وأهل الشر عموماً، وحذَّر السلف من ذلك، والذين خالفوا هذه التحذيرات يبوئون بالانحراف.. فالذي يخالطهم ويعاشرهم ويعطيهم ولاء فإنه يتأثر بأساليبهم، ويتأثر بأفكارهم، ويبتلى بالمداهنة والمجاملة إلى أن يموت قلبه، وفي الغالب ينحرف ويذهب معهم » "مجموعة كتب ورسائل الشيخ" (14/373-375) .
وقد ضرب العلامة ربيع المدخلي حفظه الله تعالى جملة من الأمثلة الواقعية لمن حصل له تأثر بأهل البدع بسبب مجالسته لهم، والسعيد من اتعظ بغيره، فقال حفظه الله:« فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء، والاستئناس بهم، والركون إليهم، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه أنه سيهدي أهل الضلال، ويردهم عن زيغهم وضلالهم؛ وإذا به يترنَّح ويتخبَّط ثم يصرع في أحضان أهل البدع.
وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام، فأُناس من أبناء الصحابة لما ركنوا إلى ابن سبأ؛ وقعوا في الضلال.
وأناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد؛ وقعوا في الضلال.
وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع؛ فوقعوا في حبائل أهل الضلال.
وكثيرون و كثيرون جداً، ولكن نذكر منهم قصة عمران بن حطان، كان من أهل السنة وهوي امرأة من الخوارج، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة، فتزوجها؛ فأوقعته في البدعة، قبَّحه الله، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها، وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول: أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم فيقع في حبائلهم، عبد الرحمن بن ملجم، و عمران بن حطان، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال :
يا ضـربة من تقي ما أراد بها ****** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ****** أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم****** لم يخلطوا دينهم بغياً و عـدوانا
إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم.
وحصل لعبد الرزاق من أئمة الحديث أن انخدع بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضُّبعي، وأنِسَ إليه؛ فوقع في حبائل التشيع.
وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات، وهو من أعلام الحديث، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعرية؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي.. .
والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث.. .
وكثير وكثير من الناس، وفي هذا العصر أمثلة كثيرة ممن عرفناهم كانوا على المنهج السلفي؛ ولما اختلطوا بأهل البدع ضلوا »"المرجع السابق"(4/340-342) .
* ومن الأسباب كذلك: تعجل بعض الإخوان إلى النظر في ما عند المخالفين من الشبهات والأصول الفاسدة مع عدم رسوخ أقدامهم في السنة، فيجعلون من أنفسهم أجهزة لاستقبال الشبهات، فتتخطفهم الشبه، ويتصيدهم أهل البدع .
وهؤلاء المساكين منهم من يجُرُّه الفضول إلى الاطلاع على ما عند المخالفين من الشبه، فإذا به يرتمي في أحضان أهل البدع، ومنهم من يفعل ذلك لقصد الرد على شبههم بزعمه، ولعدم رسوخه في علم السنة ومنهج السلف تتخطفه شبهاتهم فيفترسه أهل البدع .
ومن العِبر في ذلك ما حدَّثنا به أحد المشايخ عن الحزبي الهالك المدعو علي بلحاج، أنه كان في أول أمره يُظهر اتباع السنة ومنهج السلف، ويدعو إلى ذلك، فمرةً حدَّث بعض الإخوان أنه سيجتلِب بعض كتب سيد قطب والقرضاوي وغيرهما من جماعة الإخوان لقصد الرد عليها ودحض ما فيها من الشبه الثورية التكفيرية، فنصح الناصحون بأن لا تفعل، فإنها كتب شبه، فاتركها وابتعد عنها، واترك هذا العمل لغيرك ممن هم أعلم، فأبى اعتدادًا منه بعلمه وإيمانه، فجاء بعددٍ منها، فجعل يقرأ فيها للغرض المذكور، فمرَّت السنين فجاءت فتنةُ عامِ 88 ميلادية، فكان ممن سُجن وقتها، وأشُبِع ضربًا، ولاقى ما لاقى من الأذى، فامتلأ قلبه غيضًا على ولاة الأمور فلم يجد في المنهج السلفي الذي كان من أهله قبل ذلك ما يشفي غيظه من ولاة الأمور، إذ لم يجد فيه إلا مثل قوله صلى الله عليه وسلم:« وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع »، فتحركت في قلبه حينذاك تلك الشبه الثورية الخارجية التي كانت كالفيروس الخامد في صدره، والتي قرأ كتب الإخوان المسلمين والقطبيين لقصد الرد عليها، فهيَّجته حتى انتفخ، وفعلت فيه ما فعلت، وصار إلى ما صار إليه، وأحدث بسببها في الدين والبلاد والعباد ما أحدث .
ومما يستفاد من هذه الواقعة المرة، عدم التعجل والتسرع في الاطلاع على سبُل المجرمين وشبهاتهم قبل المعرفة التامة بسبيل المؤمنين والرسوخ فيها، فإن الإنسان يسمع الشبهة فلا تؤثر فيه يومها لقوة إيمانه، أو لما ييسره الله له من الصحبة الصالحة التي تعينه على الخير وتحذِّره من الشر، أو لغير ذلك من الأسباب، فيكون حاملًا للفيروس ولكن لا يؤثر فيه بإذن الله لأجل تلك الموانع القوية، فإذا زالت أو زال بعضها، يُخشى أن ينتشر الفيروس في الجسد فيفسده، الله أعلم

رد مع اقتباس