عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 17 Nov 2018, 12:26 PM
عباس ولد عمر عباس ولد عمر غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2018
المشاركات: 12
افتراضي


شكر الله لك أبا معاذ على ما خطت يمينك، نصرة للحق ونصحا للخلق.
وهو نقاش هادئ كما دل عليه عنوانه، ناقشت فيه بلغة العلم، وكسوته لباس الاحترام والأدب.
ويعلم الله كم كان رجاؤنا كبيرا في الشيخ فركوس -بعد الله عز وجل- أن يقضي على هذه الفتنة في مهدها، لا سيما وأنه قد حدثني بعض إخواني ممن حضر عند الشيخ في أيام الفتنة الأولى لما شرع جمعة في الترويج لمشروعه، أن سائلا سأل الشيخ فركوسا عن الخلاف بين المشايخ، فكان مما أجاب به أن قال: لا أريد أن أكون أداة لتفريق السلفيين.
ولا يشك منصف أن المسلك الذي تعامل به الشيخ مع إخوانه ليس بالأمر المعهود عنه فيما سبق، حتى مع من تُيُقِّنَ خطأه، وتَبينت مخالفته، ممن كان منتسبا للسلفية.
ولعل فيما سطرتَه في هذا الحوار عبرة لمن أراد أن يعتبر، وذكرى لمن أراد أن يتذكر.
وإني أغتنم هذه الفرصة لأذكر بقاعدة عظيمة من قواعد الشريعة، لو أننا أعملناها مع غيرنا، لاندفع عنا كثير من الشر، ولكنا متحابين متآلفين، مستمسكين بحبل الله المتين، كما يحب ربنا ويرضى لعباده المؤمنين.
هذه القاعدة هي قول نبينا ﷺ: «فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ».
قال النووي: ( هَذَا مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ ﷺ وَبَدِيعِ حِكَمِهِ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ فَيَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهَا، وَأَنَّ الْإِنْسَانَ يلزم أن لا يَفْعَلَ مَعَ النَّاسِ إِلَّا مَا يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ ).
فكما أنه ما منا أحد إلا وهو يحب أن تستر زلته، وتقال عثرته، ويكره أن يشهر به، ويود من أخوانه لو أنهم ترفقوا في مناصحته، فإنه من الواجب شرعا أن نعامل إخواننا بمثل ذلك مما نحبه لأنفسنا.
وإني سائل من شنع على إخوانه، وحرّض على هجرهم، وأوغل في التنفير منهم والتشهير بهم، وجرأ السفهاء عليهم؛ أكنت ترضى أن يعاملك الناس بما عاملت به إخوانك، مع أن ما عندك من الأخطاء أكبر، وما فيك من الزلات أخطر؟!

رد مع اقتباس