عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12 Mar 2010, 03:43 PM
محمد جميل حمامي محمد جميل حمامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: القدس
المشاركات: 17
افتراضي

الخامسة : القرآن و السنة بفهم سلف الأمة


قال عز وجل : { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } (النساء:115) و قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ و إياكم ومحدثات الأمور ) [ السلسلة الصحيحة 2735 ] هذا قانون النجاة و السلامة ، ففيه الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم و تحريم مخالفته وتحريم البدع ، وكذلك اتباع سبيل الصحابة رضي الله عنهم واتباع فهمهم ، فهنا أصلان مهمان بهما ينعقد رسم الدين ، وبضدهما ينفرط عقده :
الأصل الأول : [ تجريد المتابعة للرسول وتحريم البدع ] :
فاعلم أن اتباع الرسول هو أصل الأصول فكما وحدت المرسِل وحد المرسَل ،قال عز وجل :{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (الحشر:7) وقال:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً }(المائدة: 3) وقال :{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }(النور: 63) ، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) [السلسلة الصحيحة 937] وقال : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) [متفق عليه] وقال : ( خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة ) [رواه مسلم] وقال : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) [البخاري] وقال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم به كتاب الله وسنتي ) [رواه البيهقي] قال ابن عمر : ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) وقال : ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) وقال ابن عباس ( اتبع ولا تبتدع ) قال الإمام ابن القيم : ( ولا دين إلا ما شرعه الله فالأصل في العبادات البطلان حتى يقوم الدليل على الأمر ) [ إعلام الموقعين ] ، فالبدع كلها شرّ وضلال ، لا خير فيها أبداً مثل ما يفعله الجهال كالاحتفال بمولد النبي أو الهجرة أو الإسراء و المعراج أو مثل من يخصص وقتاً معيناً بعبادة بعبادة معينة دون دليل أو من يزيد القراءة قبل الأذان أو يلزم نفسه بحزب وورد مخترع ومن ذلك بدعة الذكر الجماعي و البدع في الأمة كثيرة أصابتها بتخمة وحولتها عن السنة فكل بدعة تظهر تموت في قبالتها سنة.

الأصل الثاني : [ فهم النصوص على ما فهمه الصحابة ] :
قد شهد الله لمنهج الصحابة بالخيرية فقال:{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } (آل عمران: 110) وزكاه النبي فقال: ( خير الناس قرني ) [البخاري] ، وحث الله على اتباع سبيلهم عز وجل :{ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}[البقرة: 137] وهو منهج أثبت أنه الأوحد القادر على تخليص البشرية من آلامها ، فهو المنهج المثالي وهو أمانها قال صلى الله عليه وسلم ( أصحابي أمنة لأمتي ) [رواه مسلم]؛قال الإمام البربهاري : ( فانظر رحمك الله كلّ من سمعت من كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تَعْجَلَّنَ ، ولا تدخلنّ في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت فيه أثراً عنهم فتمسك به ، ولا تُجاوزه ..) قال العلامة الفوزان: ( فكلام الصحابة هو الميزان ،لأنهم تلاميذ الرسول صلى الله عليه وسلم ينظر قولهم في الآية بماذا فسروها ،وفي الحديث بماذا شرحوه ،تأخذ من كلامهم وتفسيرهم لأنهم أقرب إلى الحق ممن جاء بعدهم لأنهم تلاميذ الرسول،وسمعوا التأويل و التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقوه منه فهم أقرب الناس إلى الحق، ولا عبرة بقول من يقول: إنّ الصحابة لا عبرة بهم! هم رجال و لهم أفكارهم ،ونحن رجال ولنا أفكارنا ،والزمان تغير!)ا.هـ [شرح السنة مع تعليق الفوزان] ، فلا يجوز فهم القرآن و السنة إلا على ما فهم أصحاب النبي وما لقنوه لأتباعهم ، أما هذه البدعة المحدثة – الفهم العصري لنصوص الدين ! – ما هي إلا قول على الله ورسوله بلا علم ! و ما هي إلا ضلال ليفهم كل واحد القرآن والسنة على هواه ومشتهاه ؛ قال الإمام أحمد رحمه الله : ( أصول السنة عندنا التسمك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم و الاقتداء بهم وترك البدع ) وقال ( كل قول لم تسبق إليه فهو مظنة الخطأ )
قال الإمام مالك : ( من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً )



يتبع بإذن الله ...

رد مع اقتباس