عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15 Feb 2010, 01:22 AM
محمد جميل حمامي محمد جميل حمامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: القدس
المشاركات: 17
افتراضي

الثانية : منهجهم في أسماء الله وصفاته


يُثبت أهل السنة و الجماعة لربهم كل ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء و الصفات ، ويؤمنون بها على حقيقتها وظاهرها على الوجه اللائق به عز وجل من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل .
و الأدلة على ذلك أكثر من أن تحصر ، فمن ذلك ما روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) إلى قوله تعالى : ( سميعا بصيرا ) ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها ويضع إصبعيه ) [برقم 4728 و قال الألباني صحيح الإسناد ]
وكذلك ما روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( .. فيكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ) [وهو في الصحيحين ]
و حديث أبي رزين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِه ، قال : قلت : يا رسول الله ! أويضحك الرب ؟ قال : نعم ، قلت : لن نُعدم من رب يضحك خيراً ) [رواه الإمام أحمد وغيره وصححه الألباني ]
و أيضاً سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله فأجابت في السماء ، و إقراره جوابها .[ رواه مسلم وغيره ]
ويدل بما لا يدع مجالاً للشك على ذلك أن القرآن العظيم نزل مبيناً واضحاً ظاهراً فمن المحال أن يكون أعظم ما فيه وهو صفات الرب خافياً لا يهتدى إليه إلا بتأويل متكلف أو مجاز محدث ، فلا ريب أن الأصل في الكلام هو حمله على حقيقته ، ولذلك لم تختلف كلمة الصحابة قط في صفة من صفات الله ولم يتنازعوا في تأويلها ولم يرد عنهم تأويل شيء منها بل أجمعوا على إقرارها كما جاءت و إثبات حقائقها لله عز وجل على الوجه اللائق به تبارك و تعالى .
قال العلامة محمد صديق حسن خان : ( ومن صفاته سبحانه : اليد و اليمين و الكف و الإصبع و الشمال و القدم و الرجل و الوجه و النفس و العين و النزول و الإتيان و المجيء و الكلام و القول و الساق و الحقو و الجنب و الفوق و الاستواء و القوة و القرب .. و الضحك و التعجب و الحب و الكره و المقت و الرضا و الغضب و السخط و العلم و الحياة و القدرة و الإرادة و المشيئة و الفوق و المعية و الفرح إلى غير ذلك مما نطق به الكتاب و السنة ، فأدلة ذلك مذكورة فيها ، فكل هذه الصفات تساق مساقاً واحداً ويجب الإيمان بها على أنها صفات حقيقية ، لا تشبه صفات المخلوقين ، ولا يمثل ولا يعطل ولا يرد ولا يجحد ولا يأول بتأويل يخالف ظاهره)[ قطف الثمر من عقيدة أهل الأثر 76 و أنظر أدلة ذلك كله في كتاب الواسطية وشروحها خاصة شرح العثيمين ]
و قانون هذه المسألة ما قاله الإمام مالك بن أنس لما سئل كيف استوى الرحمن على العرش : ( الكيف منه غير معقول ، و الاستواء منه غير مجهول و الإيمان به واجب و السؤال عنه بدعة ) [رواه أبو نعيم وابن عبد البر و البيهقي وغيرهم و صححه الذهبي وابن حجر ]
وما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه : ( نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن و وردت بها السنة و ننفي التشبيه عنه كما نفى عن نفسه فقال : { ليس كمثله شيء } ) [ ذكره الذهبي في السير 20/348 ]
قال الإمام ابن عبد البر حاكياً الإجماع على ذلك : ( أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن و السنة و الإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز ، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك) [ التمهيد 7/131 ]
فأهل السنة عندما يثبتون هذه الصفات لله عز وجل لا يثبتونها على صورة تشبه ما عليه المخلوق قال العلامة صالح الفوزان : ( الله سبحانه و تعالى منزه عن مشابهة الخلق { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } { ولم يكن له كفواً أحد } فهو سبحانه منزه عن مشابهة خلقه ، وإن كان له أسماء وصفات تشترك مع أسماء و صفات الخلق في اللفظ و المعنى لكن في الحقيقة و الكيفية لا تشابه بينهما)
و قال الإمام أبو اسماعيل الصابوني [ت 449هـ] واصفاً أهل السنة : ( يثبتون له جل جلاله ما أثبت لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسم .. وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ).[ كتابه عقيدة السلف صفحة 3 ]
فكن أيها الفاضل العاقل على يقين من هذا وبصيرة لتكن من أهل الحق وتجانب أهل الباطل .


يتبع ..

رد مع اقتباس