عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Feb 2010, 01:16 AM
محمد جميل حمامي محمد جميل حمامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: القدس
المشاركات: 17
افتراضي لقط الدرر من مناهج أهل الأثر

الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ، وبعد ..
فهذا جمع موجز مختصر لبعض الأدلة من الكتاب و السنة ، و انتقاء لشيء من عبارات العلماء و الأئمة من المتقدمين و المتأخرين في بعض مسائل أصول الدين .
محمد جميل حمامي
القدس

لقط الدرر من مناهج أهل الأثر



الأولى : من هم أهل السنة و الجماعة ؟!

قال الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : [ هم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه اعتقاداً وقولاً ، وسموا بذلك لتمسكهم بالسنُّة ولاجتماعهم عليها ] ( مجموع فتاوى الشيخ العثيمين 4/260 )
و قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : [ و السُّنَّة هي : الطريق المسلوك ، فيشمل ذلك التسمك بما كان عليه هو و خلفاؤه الراشدون من الاعتقادات و الأعمال و الأقوال ، و هذه هي السَّنَّة الكاملة ، ولهذا كان السلف قديماً لا يطلقون اسم " السنة " إلا على ما يشمل ذلك كله، و روي معنى ذلك عن الحسن و الأوزاعي و الفضيل بن عياض ] ( جامع العلوم و الحكم 1/263)
و قال قوام السنة الأصبهاني رحمه الله : [ قولهم فلان على السنة و من أهل السنة ، أي هو موافق للتنزيل و الأثر في الفعل و القول ، لأن السنة لا تكون مع مخالفة الله ومخالفة رسوله ] ( الحجة في بيان المحجة 2/384)
قال ابن مسعود رضي الله عنه [ إنما الجماعة ما وافق الحق و إن كنت وحدك ] ( رواه البيهقي و اللالكائي )
و قيل يا رسول الله ! أيُّ الناس خير ؟! فقال ( أنا ؛ و الذين معي ؛ ثم الذين على الأثر ، ثم الذين على الأثر ) ثم كأنه رفض من بقي ( رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها ستكون فتنة ) فقالوا كيف لنا يا رسول الله ؟ قال ( ترجعون إلى أمركم الأول ) ( رواه الطبراني وهو حديث صحيح ) و قد تواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم : [ تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، - فيسأل النبي صلى الله عليه وسلم : من هي يا رسول الله ؟! فيقول : ( الجماعة ) أو ( هم الذين على ما أنا عليه اليوم أنا و أصحابي ) ]
قال ابن تيمية : [ ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة و الجماعة .. و أما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ و التفرق و البدع و الأهواء ، ..فإن أهل الحق و السنة لا يكون متبوعهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية : أهل الحديث و السنة ، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أعلم الناس بأقواله و أحواله و أعظمهم تمييزاً بين صحيحها و سقيمها و أئمتهم فقهاء فيها و أهل معرفة بمعانيها واتباعاً لها تصديقاً وعملاً وحباً و موالاة لمن والاها ومعادة لمن عاداها ] (بتصرف من الفتاوى 3/346 )
و قد اتفقت كلمة أهل العلم على أن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة وهم السلف الصالح وهم أهل السنة و الجماعة ، قال ابن المديني [ هم أصحاب الحديث و الذين يتعاهدون الرسول صلى الله عليه وسلم ويذبون عن العلم ] [رواه الترمذي] ، و قال ابن المبارك [ هم عندي أصحاب الحديث ] ، وقال الإمام أحمد [ إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم ] و تواتر هذا التفسير عند العلماء كابن حبان و الآجري و البغدادي و الحاكم و النووي وابن قتيبة و البغوي و غيرهم كثير كثير يصعب حصرهم .
" فأهل السنة هم الذين درجوا على منهاج النبوة ، ولم ينفصلوا عنه ولا لحظة زمنية واحدة لا باسم ولا برسم ، فليس لهم شخص ينتمون إليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم ومن قفى أثره ، وليس لهم رسم ومنهاج سوى ( منهاج النبوة : الكتاب و السنة ) وليس لهم جماعة من المسلمين بل ( جماعتهم المسلمون ) ... فأهل السنة و الجماعة هم الذين يمثلون الامتداد الطبعي للإسلام في مجموعه وصفائه ، وللمسلمين في اجتماعهم و ائتلافهم ...و لمّا حصلت تلك الفرق منتسبة إلى الإسلام منشقة عن العمود الفقري للمسلمين ظهرت الألقاب الشرعية المميزة لجماعة المسلمين لنفي الفِرَق و الأهواء عنهم ، سواء ما كان ثابتاً لهم بأصل الشرع : ( الجماعة ) ، ( جماعة المسلمين ) ، ( الفرقة الناجية ) ، ( الطائفة المنصورة ) أو بواسطة التزامهم بالسنن أمام أهل البدع ولهذا حصل الربط بالسلف الأول :
( السلف ) ، ( أهل الحديث ) ، ( أهل الأثر ) ، ( أهل السنة و الجماعة ) " ( بتصرف من كتاب حكم الانتماء إلى الفرق و الأحزاب و الجماعات الإسلامية للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله )

وحتى تكون منهم يجب أن تلتزم بجميع خصالهم وتعتقد عقيدتهم، قال الإمام البربهاري : [ ولا يحل لرجل مسلم أن يقول فلان صاحب سنة حتى يعلم أنه اجتمعت فيه خصال السنة ، و لا يقال له صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها] ( شرح السنة 128 )

رد مع اقتباس