عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 24 Dec 2018, 11:25 AM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي




بسم الله الرّحمن الرّحيم


ولأنّ -البحث عن الحقّ- بُغية كلّ مَن يريد النّجاة في الدّنيا والآخرة. فإنّني أتقدّم إلى القرّاء بمزيد من الفوائد التي ترشدنا إلى التّمييز بين الرّجل والمرأة في كثير من الخصائص التي يتفوّق فيها الرّجل عن المرأة، -فضلاً من الله ونعمة- للرّجل، و -عدلاً وحكمة- للنّساء. مَن رضيت منهنّ فلها الرِّضا، ومَنْ سخطت فلها السّخط.





قال الله تعالى: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)" النّساء.

قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية: [ القول في تأويل قوله : "وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ"

قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ولا تشتهوا ما فضل الله به بعضكم على بعض. (102)
* * *
وذكر أن ذلك نـزل في نساءٍ تمنين منازلَ الرجال، وأن يكون لهم ما لهم، فنهى الله عباده عن الأماني الباطلة، وأمرهم أن يسألوه من فضله، إذ كانت الأمانيّ تورِث أهلها الحسد والبغي بغير الحق. (103)............] مختصرًا.





ويفسّر الآية: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا* وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ* إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (32)" النّساء.، باختصار واضح مفيد، الشيخ السعدي رحمه الله، قائلاً:

[ ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنّى بعضهم ما فضّل الله به غيره من الأمور الممكنة وغير الممكنة. فلا تتمنى النساء خصائص الرجال التي بها فضلهم على النساء، ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى والكمال تمنيا مجردا لأنّ هذا هو الحسد بعينه، تمني نعمة الله على غيرك أن تكون لك ويسلب إياها. ولأنّه يقتضي السّخط على قدر الله والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل ولا كسب. وإنّما المحمود أمران: أن يسعى العبد على حسب قدرته بما ينفعه من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتّكل على نفسه ولا على غير ربّه. ولهذا قال تعالى: { لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا } أي: من أعمالهم المنتجة للمطلوب. { وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ } فكل منهم لا يناله غير ما كسبه وتعب فيه. { وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } أي: من جميع مصالحكم في الدين والدنيا. فهذا كمال العبد وعنوان سعادته لا من يترك العمل، أو يتكل على نفسه غير مفتقر لربه، أو يجمع بين الأمرين فإن هذا مخذول خاسر. وقوله: { إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } فيعطي من يعلمه أهلا لذلك، ويمنع من يعلمه غير مستحق.]انتهـ كلامه.




ومن المواضيع الّتي رأيتها جيّدة في مسألة استشارة المرأة ومكانتها في المجتمع من المنظور الشّرعي، موضوع الأخ الفاضل فتحي إدريس وفّقه الله للحقّ والصّواب (عضو من أعضاء التصفية والتربية).

بعنوان: الإنباء بأن لا غضاضة على الرَّجل الكامل في استشارة النِّساء

ورابطه: http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=14643


ولمن أراد المزيد في: معرفة الحقّ في حكم تولية المرأة للحكم:


الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (صوتيات مهمّة بارك الله فيكم) :


شرح حديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة


https://archive.org/download/Tawliya...%20%285%29.mp3


الردّ على شبهة أنّ هناك ولّوا أمرهم امرأة وقد أفلحوا


https://archive.org/download/Tawliya...%20%281%29.mp3







-اللّجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

هل يجوز لجماعة من المسلمات، اللائي هن أكثر ثقافة من الرجال، أن يصبحن قادة للرجال؟ بالإضافة إلى عدم قيام المرأة بإمامة الناس في الصلاة، ما هي الموانع الأخرى من تولي المرأة للمناصب أو الزعامة، ولماذا؟

ج 7، 8: دلت السنة ومقاصد الشريعة والإجماع والواقع، على أن المرأة لا تتولى منصب الإمارة ولا منصب القضاء؛ لعموم حديث أبي بكرة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أنّ فارسًا ولَّوا أمرهم امرأة قال: "لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة" ، فإن كلاًّ من كلمة (قوم) وكلمة (امرأة) نكرة، وقعت في سياق النفي فتعمّ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو معروف في الأصول، وذلك أن الشأن في النساء نقص عقولهن، وضعف فكرهن، وقوة عاطفتهن، فتطغى على تفكيرهن. ولأن الشأن في الإمارة أن يتفقد متوليها أحوال الرعية، ويتولى شؤونها العامة اللازمة لإصلاحها، فيضطر إلى الأسفار في الولايات، والاختلاط بأفراد الأمة وجماعاتها، وإلى قيادة الجيش أحيانًا في الجهاد، وإلى مواجهة الأعداء في إبرام عقود ومعاهدات، وإلى عقد بيعات مع أفراد الأمة وجماعاتها، رجالاً ونساء، في السلم والحرب، ونحو ذلك مما لا يتناسب مع أحوال المرأة، وما يتعلق بها من أحكام شرعت لحماية عرضها، والحفاظ عليها من التبذل الممقوت.

ويشهد لذلك أيضًا إجماع الأمة في عصر الخلفاء الراشدين، وأئمة القرون الثلاثة المشهود لها بالخير، إجماعًا عمليًّا على عدم إسناد الإمارة والقضاء إلى امرأة،، وقد كان منهن المثقفات في علوم الدين اللائي يرجع إليهن في علوم القرآن والحديث والأحكام، بل لم تتطلع النساء في تلك القرون إلى تولّي الإمارة وما يتّصل بها من المناصب والزعامات العامة.

ويشهد كذلك أيضًا ما دلت عليه التجربة، فيما وقع قديمًا قبل هذه الأمّة، مع قلّته ووجود المُلجئ الداعي إليه، من تولّي بلقيس الملك باليمن ، فإنّها ضعفت نفسها، وانهارت أعصابها حينما وصلها كتاب نبي الله سليمان عليه الصلاة والسلام، رغم أن قومهـا قد بينوا لها أنهم أولو قوة وأولو بأس شديد، وأنهم على
استعداد لحرب من تحدثه نفسه بمناوأتهم، والاعتداء على دولتهم؛ دفاعًا عنها، وحفظًا على ملكها، وأن يردوا كيده في نحره، فلم يذهب ذلك ما بنفسها من اضطراب وخور؛ خوفًا على ملكها أن يسلب، وعلى عزها ومجدها أن يذهب، وجبنت عن الجهاد، وحماية ملكها، ورد العدوان على بلادها بقوة السلاح، ورأت أن ترسل إلى سليمان بهدية؛ عسى أن يرضى ويكف عن الهجوم على بلادها، ويحقق السلم والسلام لملكها ولبلادها. ولكن نبي الله سليمان عليه السلام رجل الإصلاح والهداية، وشدة البأس وقوة السلطان، لم ينخدع بهدية المال، بل قال ما قصه الله عنه في القرآن: " بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ "، ثم أمر سليمان عليه السلام بإحضار عرشها فأحضر، فلما جاءت قيل لها: "أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ" ، وقيل لها: ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".

فأنت ترى من هذه القصة ما أصاب بلقيس من ذعر وخوف حينما جاءها كتاب سليمان عليه السلام، وفيه تهديد وإنذار، وأمر بالاستسلام، فجبنت عن مواجهته في ميدان، مع أن قومها أعلنوا إليها أنهم أولو قوة وبأس شديد، ومع أن شأن الملوك الأنفة والتعالي والغيرة على الملك والحرص عليه، ولجأت إلى طريق المخادعة بالمال شأن الضعفاء، عسى أن تسلم ويسلم لها ملكها. أضف إلى ذلك ما أصابها من دهشة جعلتها تشك في عرشها، ومن إعجاب بالغ بملك سليمان عليه السلام ملكت عليها مجامع قلبها، شأنها في ذلك شأن أخواتها من النساء اللاتي يتأثرن بالمظاهر لقوة عاطفتهن، فخضعت لسليمان عليه السلام وانقادت لدعوته، وأسلمت وجهها معه لله رب العالمين.


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.


المصدر:


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو/ نائب الرئيس/ الرئيس
عبد الله بن غديان/ عبد الرزاق عفيفي/ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء




رد مع اقتباس