عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 Dec 2018, 10:17 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي



بسم الله الرّحمن الرّحيم

سأكمل إن شاء الله، الآن، النّقاش الّذي دار بيني وبين الأستاذة، على ما تمّ التّطرّق إليه بتدرّج التقاط النّقاط المهمّة التي تتحدّث عن حدّ المساواة بين المرأة والرجل في طاعة الله. (مع إضافة بعض كلامي الذي لم أتوسّع فيه عند مناقشة الأستاذة، وأريد الآن أن أدرجه في هذا الموضوع. زيادةً لتوضيح ما أريد إيصاله رسالة إلى مَن يقرأ ردودي)

ثمّ أعود إن شاء الله لمناقشة حرف "مع" الذي ورد في الآية القرآنيّة التي تمّ الإشارة فيها إلى الملكة بلقيس وسليمان عليه السّلام.

"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ (مَعَ) سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"


قلتُ للأستاذة:

وأمّا قولك في قولي: "وأهل مشورتها الرّجال"

اقتباس:

[وما يعنيه كلامك أعلاه : أنّ المرأة لا تستشار في القضايا المصيرية . ويتوجب علينا كمسلمين رجالاً ونساءً عدم استشارة النساء.آخذين العبرة من سلوك بلقيس ومقتدين بها ...هذا إذا ثبت لديكِ حقاً، وبالوثائق التاريخية التي تقطع الشك باليقين، أنها استشارت الرجال فقط، وامتنعت عن استشارة النساء كنوع من الاستهانة بهن ، مع أنها امرأة مثلهن ،وتجد في نفسها الثقة التي تؤهلها للحكم ، والرجوع إلى رأيها من بعد كل استشارة ، وكان من أمر ثقتها بصواب رأيها وهي امرأة، أنها لم تأخذ بما أشار به عليها الرجال، واعترضت عليهم .

وإن في معاني كلامك أعلاه استهانة بمكانة المرأة وحقها في الإسلام، ومخالفة لسنة خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم. ونقض لمنطق الأمور . إذ ليس في اتباعها أسلوب الشورى في الحكم دليلٌ على أنها تعلم أنها لا تصلح وحدها كامرأة للحكم . إلا إذا كان في اتباع أسلوب الشورى عندما يمارسه الرجل الحاكم دليل على أنه كرجل لا يصلح وحده للحكم .فهذه بتلك .

وردي على هذا باختصار: أننا كمسلمين ، نساء ورجالاً، نقتدي في المقام الأول بنبينا -محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -والدليل على عدم صحة الاقتداء بسلوك بلقيس ( ولا أراه موثَّقاً تاريخياً )ما جاء في قصة الحديبية ، فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما صالح قريشاً على الرجوع ، وعدم دخول مكة عامهم هذا ، قال لأصحابه : ( قُومُوا فَانْحَرُوا )، قال الراوي : " فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً ، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ . فلما فعل ذلك ، قاموا فنحروا " .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقا : " فيه جواز مشاورة المرأة الفاضلة " .
انتهى من " فتح الباري " لابن حجر (5 / 347) بتصرف .

وقال الخطابي في " معالم السنن " (2 / 333): " وفي قبول رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة أم سلمة عليه بأن يبدأ بنحر هديه ، وحلق رأسه : دليل على جواز مشاورة النساء ، وقبول قولهن إذا كن مصيبات فيما يشرن به " انتهى .

وقال ابن بطال في شرحه لصحيح البخارى (8 / 133) : " وفيه : جواز مشاورة النساء ذوات الفضل والرأي " انتهى.

وقال ابن الجوزي في " كشف المشكل من حديث الصحيحين " (4 / 58): " وَأما مُشَاورَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة ، وَقبُول قَوْلهَا : فَفِيهِ دَلِيل على جَوَاز الْعَمَل بمشاورة النِّسَاء" انتهى.]


وهل هذا الذي قصدتُه أنا في كلامي؟

هل تقصدين أنّني أرمي إلى عدم استشارة المرأة في القضايا المصيريّة؟ وهل استشارتها يعني علوّها في الحكم وتنصيبها حاكمة أو مستشارة؟

من الخطأ الفادح الذي يمارسه النّاقد: أن يَرَ الموضوع بعينه الخاصّة وتوجّهه في الحياة. وهذا الذي هم فيه (بعض النقّاد) أوالأكثريّة. لأنّ النقد يستحيل أن يخلو من النظرة الشخصية الذاتية. والإنسان بطبعه غير معصوم وذاتيّ أنانيّ في غالب تفكيره إلاّ أن يخضع لتعاليم جماعة يعيش معها ويتّفق في توجّهه مع مبادئها.

اعْطِنِي دليلاً يثبت تنصيب امرأة في الحكم عند أهل الإسلام في القرون الخيرية؟ وهذا هو السؤال الذي أوجّهه إليك وليس أنا التي تعطيك الدليل على عدم استشارة المرأة في القضايا المصيرية للأمّة.


ودليلك عن أم سلمة لاأنكره وأعرفه، ولم أقصد مثل هذا في مقالي. وإنّما الأولويّة في الكلام للرجال. وأم سلمة أعطت رأيها للنبي صلى الله عليه وسلم وهي في عقر دارها ولم يخرجها تشارك الرجال في الرأي.

وعائشة رضي الله عنها كانت تفتي الرجال من وراء حجاب وتحدّثهم عن النبيّ صلى الله عليه وسلم (أقواله وأفعاله) التي عرفتها منه. وهي أفقه الناس في عصرها. وكان الرجال الصّحابة يقصدونها لأجل ذلك. فهل أنا أعارض هذا؟

ومن الفائدة القيّمة التي أضيفها في هذا المنتدى المحترم (منتديات التصفية والتربية) :


يقول الشيخ حسن بوقليل حفظه الله في مقال: "فضل أم الـمؤمنين عائشة رضي الله عنها، ومنزلتها عند أهل السنة والجماعة"

[وكَانَت رضي الله عنها فَاضِلَةً، عَالِمةً، كَامِلَةً؛ قَالَ عُروَةُ رضي الله عنه: «مَا رَأَيتُ أَحَدًا أَعلَمَ بالفِقهِ، وَلا طِبٍّ، ولا شِعرٍ مِن عَائِشَة» وقال مَسرُوقٌ رحمه الله: «رَأَيتُ مَشيَخَةَ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الأَكَابِرِ يَسأَلُونَهَا عَنِ الفَرائِضِ» وقَالَ عَطَاءٌ رضي الله عنه: «كَانَت عَائِشَةُ أَفقَهَ النَّاسِ، وَأَحسَنَ النَّاسِ رَأيًا في العَامَّة» وقَالَ الزُّهرِيُّ رحمه الله: «لَو جُمِعَ عِلمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلمِ أَزواجِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعِلمِ جَميعِ النِّساءِ لَكَانَ عِلمُ عائِشَةَ أَفضلَ».

وجُملة ما رَوَت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَلفَانِ ومِائَتَانِ وعَشَرَةُ أَحَادِيثَ (2210)؛ اتَّفَقَ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ عَلَى مِائَةٍ وَأَربَعَةٍ وَسَبعِينَ حَدِيثًا، وَانفَرَدَ البُخَارِيُّ بأَربَعَةٍ وَخَمسِينَ، وَانفَرَدَ مُسلِمٌ بتِسعَةٍ وَسِتِّينَ.]انتهـ.


ثمّ قلتُ للأستاذة:

لكنّني تكلمت عن: (مَن) شاورتهم الملكة بلقيس، وأنا أكتب مواقفها الحازمة في تسيير ملكها. ولم يكن دليل على أنّ هناك امرأة منهم. وإلاّ، كان لزامًا على المفسّرين أن ينقلوه بأمانة، ويحدّثوا به الناس. لاينقصوا من القصّة شيئًا. وإنّما قال المفسّرون "أهل شورتها: أشراف قومها.". كان بإمكانهم القول: "ومعهم امرأة أو امرأتان".

فمثلاً: في بيعة العقبة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر الرواة أنّه كان فيها 70 رجلا ومعهم امرأتان من النساء. ويعني ذلك أنّه قد تمّ الإشارة إلى النساء، لمّا بلغهم الخبر الصّحيح.

هل أنا أعارض مشاورة المرأة ؟.

وأعود وأقول: المشاورة لاتعني تولّي الحكم. أمّا قول الأستاذة:

اقتباس:

[مع أنّها امرأة مثلهن ،وتجد في نفسها الثقة التي تؤهلها للحكم ، والرجوع إلى رأيها من بعد كل استشارة، وكان من أمر ثقتها بصواب رأيها وهي امرأة، أنها لم تأخذ بما أشار به عليها الرجال، واعترضت عليهم....].
لم تأخذ بلقيس بمشورة الرّجال لأنّها كانت تحكم عن ملكٍ ورثته. وقد تمتنع عن قبول مشورتهم حتّى وإن كانت سفيهة في تدبير وتسيير ملكها. وقد ذكر الله سبحانه رأيها الّذي اختارته لمواجهة سليمان عليه السلام، وقد كان في إرسال هديّة التي رُدَّت إليها، من قِبل رجل عقيدة لايتزعزع بملذات الدنيا وزخارفها.

أمّا انتقاد الأستاذة لقولي: لاتصلح كامرأة (وحدها) لتسيير دواليب الحكم. هل عندك قول يخالف هذا. ولاأظنّك تجدين دليلاً يظهر استغناء المرأة عن الرجال في القضايا الحسّاسة للأمّة.

وأدلّتكِ من شريعة الإسلام تبيّن أنّ المرأة كانت تشارك من بيتها. ولم أسمع أنّها تولّت الحكم بدلاً من الرّجل.

ثمّ سألتها:

وهل أشرتُ في مقالي إلى إعراض بلقيس عن مشاورة النّساء. أم قلتُ أنّه ليس هناك ما يدلّ على أنّ نساءً، قد دخلن طرفًا في المشاورة. على حسب تتبّعي للقصّة.

فهل هذا يجعلكِ ترين أنّ كلامي يدلّ على احتقاري للمرأة وعدم إعطاء لها الفرصة للمشاورة؟

إذا كان هذا الأمر صحيحًا. وأنا أردتُ إيصاله للنّاس، فأنا صرتُ حينها من أغبى النّساء، إذ أنّني ذبحتُ كرامة المرأة وقيمتها (من الوريد إلى الوريد)، وأنا امرأة مثلها.

ثمّ بعدها قالت:

اقتباس:

يتساوى النساء والرجال في مسألة خضوع الاتباع . وعندما يتساوى النساء والرجال في مسألةٍ ما، فلا ينبغي للكاتب أن يخص النساء بالذكر . فإذا كان قصدك بخضوع بلقيس لسليمان خضوع الاتباع حصراً ، فما كان ينبغي لك التمهيد لهذا النوع من الخضوع بهذه العبارات " هناك من النّساء مَن يزعجها القول بأنّ الرّجل قائدها وهي المَقُودَة، وهو رئيسها وهي المَرْؤُوسَة في الحياة. " فهذه العبارات تحصر فكرة الخضوع وتحدده بخضوع النساء للرجال . وليس ثمة مجال لتحويل معنى العبارات الواضح إلى معنى آخر مختلف هو خضوع الاتباع الذي يتساوى فيه الرجال والنساء .


فقلتُ لها:

في مسألة خضوع الرجال والنساء للدّين على السّواء.

لماذا الله سبحانه ذكر في القرآن الكريم قصّة بلقيس التي أذعنت لرسوله سليمان عليه السلام وهي ملكة -إمرأة-، ولم يذكر رجلاً من الملوك أذعن لرسولٍ من رسله عليهم الصلاة والسلام.

هل تجدين في القرآن مَن الملوك الرّجال، مَن أذعن وتابع أحدًا من رسل الله في دينه وعقيدته؟. إذا كان هناك واحدٌ، فدلّيني عليه أسلّم معك على المعنى الذي ذهبتِ إليه في الخضوع.

في مسألة خضوع بلقيس، قد سألتِ فأجبتكِ بتوضيح الذي ذهبتُ إليه.

أمّا خضوع النّساء والرّجال للشّرع، أنا لم أكن بصدد الكتابة عنه في هذه القصّة. وقد كانت القصة تركّز على امرأة خضعت لرجل خضع لله. وعن طواعيةٍ من أمرها. ولاأحد أجبرها. وقد رأيتُ منه خضوع امرأة عاقلة فطنة أريبة لرجل رشيد.

والله لايصطفي من رسله وأنبيائه إلاّ أهل الرشاد والأخلاق العالية والقوّة والحزم. وهذه من أجمل الصّفات التي ينبهر بها النّاس أجمعين وخاصّة المرأة بطبيعتها تميل إلى هذا النوع من الرّجال.

وقد أرادت أن ترسل إليه بهدية، لِتَرَى نسبة تعلّقه بالمصالح الدنيويّة وملذّاتها. فكان أن ردّ إليها هديّتها وأكّد لها أنّ له ما أفضل منها وقال:"بل أنتم بهديّتكم تفرحون". وهو يشير إلى إعجابها بما أرسلت به إليه. على عادة الملوك الذين يفرحون بالعطاء.

قال الله تعالى:"فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) "

ماالذي جعل بلقيس ترغب في الخضوع لسليمان ودينه وقد كانت من قومٍ كافرين؟

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية: وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35) من بين ما قال: "....وقال ابن عباس وغير واحد : قالت لقومها : إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه ، وإن لم يقبلها فهو نبيّ فاتّبعوه" .

لماذا على حسب الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه، دعت بلقيس قومها إلى قتال الملوك مع علمها أنّهم يمارسون التخريب والدمار للمكان الذي يدخلونه . ودعتهم إلى اتّباع سليمان مع قدرتها على قتال الملوك؟. ربّما رفضت طمع الملوك وجشعهم. واستأنست بـقناعة سليمان عليه السلام بما أعطاه الله. وقد رأت منه تمسّكًا شديدًا بالأصل الذي دعاها إليه. والنبوّة والرّسالة أعلى مقام يناله العبد من ربّه.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله آخر ما قال في تفسير الآية: "قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ* فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا* قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ* قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" (44)

"والغرض أنّ سليمان عليه السلام ، اتّخذ قصرا عظيما منيفا من زجاج لهذه الملكة ; ليريها عظمة سلطانه وتمكّنه ، فلمّا رأت ما آتاه الله تعالى ، وجلالة ما هو فيه ، وتبصرت في أمره، انقادت لأمر الله وعرفت أنّه نبي كريم ، وملك عظيم ، فأسلمت لله عز وجل ، وقالت : ( ربّ إني ظلمت نفسي ) أي : بما سلف من كفرها وشركها وعبادتها وقومها الشمس من دون الله ، ( وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) أي : متابعة لدين سليمان في عبادته لله وحده ، لا شريك له ، الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ."انتهـ.كلامه.

ألم يكن سليمان عليه السلام (نبيّ ورسول) قائدها وهي المقودة (بِعِظَمِ مكانتها في قومها). بإذعانها إليه. ومتابعة لدينه؟


فأين هذا في فئة من نساء المسلمين. رغم أنّهنّ يدّعين الإسلام ويشهدن بأن لاإله إلاّ الله محمد رسول الله. ولكنّهنّ يحاربن كلّ مَن يدعو إلى دين الإسلام من أحكام ترى فيها الظلم والتّعسّف في حقّها.

وهاهنّ يطالبن بتعديل الفقرات الموجودة في قانون الأسرة: حقّ الطلاق. والتعدّد. وتقسيم الميراث بالتساوي مع الرجال. مع أنّ الرجل في ماله لها حقّ النفقة. وفي مالها لايجوز له التصرف فيه حتّى تأذن له.

والطبيعة البشرية التي خلقنا الله بها، تحتّم علينا أن نجزم أنّ هناك فوارق كبيرة بين الرجل والمرأة في كثير من المميّزات، الّتي تجعل المرأة تخضع للرجل فيها عن طواعية. مثل القدرة والقوّة والحزم والإقدام على الصعاب.

وللتّنبيه أستاذة أنا لم أتكلّم عن كلّ النساء. وإنّما قلتُ:"هناك من النّساء مَن يزعجها" ويعني ذلك أنّ هناك فئة معيّنة ونسبة من النّساء، ولم أعاين الكلّ. وهذا الذي لم تفهميه من أوّل كلام في مقالي.

وأنا لم أخرج عن الموضوع بإعطاء آية القوامة وأنا أتكلّم عن خضوع المرأة للرجل خضوع شرعي لايمنعها حقّها ولايظلمها ولايحقرها. وأنا أضرب مثل الرجل الخاضع لله في كلّ تصرّفاته. ما يجعله يمتنع عن كلّ فعلٍ مشين يؤذي به الذي خُلِق من ضلعه وهي المرأة. ومعنى ذلك أنّها أقلّ من الرجل وقد خرجت من ضلعه الذي هو عظمة من عظام القفص الصدري كما يعرفه القاموس.

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:

في الحديث: (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه..) إلى آخر الحديث، الرجاء توضيح معنى الحديث مع توضيح أعوج ما في الضلع أعلاه؟

الجواب:

هذا الحديث صحيح ورواه الشيخان في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (استوصوا بالنساء خيراً) هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيراً ,وأن يحسنوا إليهن وأن لا يضربوهن, وأن يعطوهن حقوقهن هذا واجب على الرجال من الآباء, والإخوة والأزواج أن يتقوا الله في النساء, وأن يعطوهن حقوقهن هذا هو الواجب ولهذا قال: (استوصوا بالنساء خيراً) وينبغي أن لا يمنع من ذلك كونها قد تسيء إلى زوجها أو إلى أقاربها بلسانها, أو بغير ذلك لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه", فمعلوم أنّ "أعلاه": ما يلي منبت الضلع. فإنّ الضلع يكون في اعوجاج هذا المعروف فيه, فالمعنى أنه لا بد يكون في خلقها شيء من العوج, والنقص, ولهذا في الحديث الآخر في الصحيحين (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن) فبين - صلى الله عليه وسلم - أنهن ناقصات عقل ودين, وإن كن لا يرضين بذلك في الغالب يكرهن أن يسمعن هذا الكلام إلا من هداها الله ووفقها.

فالمقصود أنّ هذا حكم النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ثابت في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - ومعنى ناقصات العقل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شهادة إحداهن بنصف الرجل, والمرأتان برجل هذا من نقصان العقل, وبـنقص الدّين كما قال - صلى الله عليه وسلم - تمرّ الأيام والليالي لا تصلي من أجل الحيض, وهكذا في النفاس, وهذا نقصٌ كتبه الله عليها، فينبغي لها أن تعترف بذلك ولا يمنع من هذا كون بعضهن عندها حذق عندها معرفة وعندها بصيرة لكن لا يمنع ذلك من كون النقص موجود.
فهي مهما بلغت من العلم, ومهما بلغت من الذكاء والبصيرة فهذا النقص لازم لها, وهذا النقص لا بد منه فشاهدة المرأتين برجل وهكذا ما يصيبها من حيض ونفاس هذا واقع, فينبغي للمرأة أن تعرف قدرها وأن تقف عند حدها, وأن تسأل الله التوفيق, وأن تجتهد في الخير.

أما أن تحاول مخالفة الشريعة: ما بيّن الله ورسوله. فهذا غلط منها ونقص عليها وهو من نقصها أيضاً والله المستعان. جزاكم الله خيراً .انتهـ كلامه. (المصدر: موقعه الرسمي)

أسأل الله أن يرينا الحقّ حقًّا ويرزقنا اتّباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.


(...يُتبع..إن شاء الله..)


رد مع اقتباس