الموضوع: درر من أثر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25 Aug 2016, 08:24 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي درر من أثر


بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

دررٌ من أثر

أخرج ابن المبارك في الزهد (849) عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: «من سرَّه أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده».
وفي سماع الحسن من سمرة كلام كثير واختلاف.
وأخرجه ابن أبي شيبة (36428) بإسناد منقطع عن عبد الله بن مسعود.
وأخرج أحمد في الزهد (ص242) مثلَه من قول مطرف بن الشخِّير، قال الألباني في «السلسلة الضَّعيفة» (11/712): «وإسناده صحيح مقطوع».
وأخرجه الدينوري في «المجالسة» (1551) من قول ميمون بن مهران.
وأخرج عبد بن حميد (1107) والحاكم (1/494) وأبو يعلى (1865) وغيرهم معناه مرفوعًا من حديث جابر رضي الله عنه بإسناد ضعيف كما في «السِّلسلة الضَّعيفة» (5427).
وروي مرفوعًا من أوجه أخر، حسَّنه بمجموعها الشَّيخ الألباني في «السِّلسلة الصَّحيحة» (2310).
••••
إذا ثبت هذا، فالأثر يدلُّ على مسائل:
منها: الفائدة الأصلية له، وهي أن منزلة الإنسان عند الله عزَّوجل حيث أنزل اللهَ تعالى من نفسه.
ومنها: أن ما عند الله تعالى لا يُنَال بالتَّمنِّي، كما قال تعالى: «وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».
فكرامة الله وثوابه وحسن جزائه مُرتَّب على حسن العمل، وعلى الطاعة والتقوى والمراقبة والترقي في منازل الدين ومقاماته، قال الله تعالى: «فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا»، وقال سبحانه: «إنما تجزون ما كنتم تعملون»، وفي الأثر ـ وفيه ضعفٌ ـ: «الكيِّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني».
ومنها: أن الميزان في الكرامة على الله تعالى ليس هو أعطيات الدنيا ولا رغد العيش، فإن الله قد يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولكن لا يعطي العلم والإيمان والقرآن إلا لمن يحب، والنصوص في ذلك معروفة مشهورة.
ومنها: أن الجزاء شرعًا وقدرًا من جنس العمل.
ومنها: أن فيه معنى من معاني عزَّة الله تعالى، وهو أنَّه سبحانه لا يجعل لأحدٍ من الناس من المنزلة ما ليس لله عنده.
ومنها وهو مبني على ما قبله: أن الإنسان لا ينبغي أن يجعل لأحد من الناس من المنزلة ما لا يراها له الآخر، وهذا من إعزاز المسلم لنفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا ينبغي لمؤمن أن يُذِلَّ نفسه» أخرجه الترمذي وابن ماجه وهو في «السِّلسلة الصَّحيحة» (613).
ومنها: أن الله تعالى قد يقيم في الدُّنيا شواهد على ما في الآخرة ولذلك مُثُلٌ:
1 ـ فلزوم الصِّراط في الدُّنيا دليلٌ على الثَّبات في صراط الآخرة، وأن أكثر الناس لزوما للصراط المستقيم في الدنيا أسرعهم مرورا على الصراط يوم القيامة.
2 ـ وطيب القلب ونعيمه في الدنيا ـ وهو جنة الدنيا ـ دليل على ورود جنة الآخرة، ومن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله: «إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة».
3 ـ ولزوم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا يورث ورود حوض الآخرة، فإنه يُذادُ عن الحوض أقوام يوم القيامة لأنهم غيروا وبدلوا كما تواتر في الأحاديث، فمن لزم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ورد عليه حوضه، ومن بَدَّل بُدِّلَ به.
فاللهم أحينا على السُّنة وأمتنا عليها ياربِّ العالمين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 28 Aug 2016 الساعة 01:08 PM
رد مع اقتباس