24 Jul 2017, 04:00 PM
|
|
اعْلَمْ أَخِي بَسَّام -وَفَّقَكَ اللهُ لِمَا فِيهِ خَيْر- أَنَّ مَدَارَ الأَمْرِ عَلَى تَعَارُضِ المَصْلَحَةِ وَالمَفْسَدَةِ، وَمِنْ أَبْجَدِيَّاتِ المَسَائِلِ العِلْمِيَّةِ أَنَّ [ دَرْءَ المَفَاسِدِ أَوْلَى مِنْ جَلْبِ المَصَالِحِ ] إِذَا تَسَاوَتِ المَصْلَحَةُ وَالمَفْسَدَةُ، أَمَّا إِذَا رَجَحَتْ كِفَّةُ المَفْسَدَةِ فَإِنَّ دَرْءَهَا وَاجِبٌ وَلَوْ بِتَفْوِيتِ المَصْلَحَةِ.
وَمَا نَقَلَهُ الإِخْوَةُ مِنْ فَتْوَى عَبْد الله الظفيري لَا يُمْكِنُ تَنْزِيلُهَا عَلَى مَوْضُوعِ أَخِينَا مُحَمَّد مرَابط، وَذَلِكَ أَنَّ مَوْضُوعَ ( وَقْفَة اعْتِبَار ) القَصْدُ مِنْهُ التَّضْيِيقُ عَلَى المُفْسِدِينَ وَالسَّعْيُ فِي تَجْفِيفِ مَنَابِعِ الشَّرِّ التِي تَعُودُ بِالضَّرَرِ عَلَى الدَّعْوَةِ، وَزَادَهُ تَعْضِيدًا مَا عَلَّقَ بِهِ شَيْخُنَا لزهر -حَفِظَهُ الله- بِالمُوَافَقَةِ وَالزِّيَادَةِ فِي البَيَانِ، فَلَيْسَ لِقَائِلٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِرَأْيٍ فِي سُؤَالٍ عَامٍّ عَلَى مَوْضُوعٍ خَاصٍّ -كَمَا فِي قَضِيَّةِ الحَالِ- وَقَدْ تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ المَفْسَدَةَ مُتَحَقِّقَةٌ وَلَيْسَتْ مِنْ بَابِ الاِحتِمَالِ وَالاِفْتِرَاض!!
وَلَا أَظُنُّ عَاقِلًا -رَأَى مَا كَتَبَتْهُ صَحِيفَةُ الشُّرُوقِ الجَزَائِرِيَّةُ وَغَيْرُهَا اِسْتِنَادًا إِلَى تِلْكَ الصَّفَحَاتِ المَشْبُوهَةِ وَالمُتَمَسِّحَةِ بِاسْمِ الشَّيْخِ رَبِيعٍ- يُخَالِفُ مَا كَتَبَهُ أَخُونَا أَبُو مُعَاذ!!
وَلَكِنَّ العَجِيبَ مِنْ أَمْرِ المُشَوِّشِينَ هُوَ الإِصْرَارُ عَلى الخُرُوجِ بِالمَوْضُوعِ عَنْ أَصْلِهِ، مَا يُنْمِي لَدَى المُتَابِعِ لَهُ أَنَّهُ أَصَابَ أَقْوَامًا مُنْدَسِّينَ فَخَرَجُوا مِنْ جُحُورِهُمْ!!
وَكَمْ أَعْجَبَنِي مَا رَوَاهُ الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ » وَفِي الحَدِيثِ: « فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ فَجَاءَتْ -يَعْنِي النَّارَ- لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا فَقَالَ إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ فِيكُمْ الْغُلُولُ، فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا فَجَاءَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا ».
وَلَوْ أَنِّي وَجَدتُ قَوْلًا لَأَحَدِ أَهْلِ العِلْمِ لَقُلْتُ بِهِ فِي هَذَا الأُسْلُوبِ النَّبَوِيِّ الحَكِيمِ فِي تَمْحِيصِ المُخَالِفِ وَمَيْزِهِ مِنَ البَرِيءِ وَالتَّضْيِيقِ عَلَيْهِ حَتَّى يَظْهَرَ عَنْ غَيْرِهِ، وَالله المُسْتَعَان..
|