[أبو الضحى سالم ناسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا أثر يدل على فطنة السلف رحمهم الله في كشف أهل البدع والأهواء ومن يناضل عنهم ، حاولت نظمه على ضعف البضاعة وعدم الاختصاص أسأل الله أن ينفع به .


روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن عقبة بن علقمة قال: (( كنتُ عند أرطأة بن المنذر فقال بعض أهل المجلس: ما تقولون في الرجل يجالس أهل السنة ويخالطهم؛ فإذا ذُكر أهلُ البدع قال: دعونا من ذكرهم لا تذكروهم؟ فقال أرطأة: "هو منهم لا يلبس عليكم أمره"، قال: فأنكرتُ ذلك من قول أرطأة، فقدمتُ على الأوزاعي وكان كشَّافاً لهذه الأشياء إذا بلغته!، فقال: "صدق أرطأة، والقول ما قال، هذا ينهى عن ذكرهم، ومتى يُحذروا إذا لم يشاد بذكرهم؟!")). وقال الأوزاعي رحمه الله: ((إذا رأيته يمشي مع صاحب بدعة، وحلف أنه على غير رأيه فلا تصدقه )).

هو منهم لا يلتبس عليكم أمره

قرأتُ في بعضِ السِيرْ --- مُعَنْعَنًا هَذا الأثرْ
عنْ عُقبةَ بنَ عَلْقَمَهْ --- فسَرَّني أنْ أنظمَهْ
يقولُ كنتُ حاضرًا --- مستمعًا وناظرًا
في مجلسِ المُوَقَّرِ --- أَرطأةَ بنَ المُنذرِ
فقال بعضُ من حَضَرْ --- ما قولكمْ وما الخبرْ
في رجلٍ مجالس --- لأهلِ الحقِّ الخالص
تضمُّهُ روابطٌ --- لِجَمْعِهِمْ مخالطٌ
حتَّى إذا ما قد جرَى --- ذكر الذي قد افترَى
أعْنِي بهم أهل البدعْ --- قام يُرِي بَرْدَ الورَعْ
يقول دعنا منهمُو --- ودَعْكَ منْ ذِكْرِهِمُو
فقال فيه أرطأَهْ --- مقالةً لمْ تُخْطِئهْ :
هُو منهمُ بلا امترَا --- لا يلتبسْ على الورَى
يقولُ (عقبَه) عندها --- قولتَهُ أنكرتُها
فلمَّا أنْ قَدِمْتُ --- بلادَ الشَّامِ قلتُ
أَكْشِفُ للأوزاعي --- ما حاكَ في أضلاعي
فهو لها كَشَّافا --- على الأدوا وَقَّافا
فصدَّق المقاله --- والقول ما قد قاله
إن لم يُشَدْ بذكرهمْ --- لدى الورى بفكرهمْ
ليأخذوا بحِذرهمْ --- فيَأمنوا من مكرهمْ
سرى في الناس أمرُهمْ --- وذاع فيهم شرُّهمْ .

أبو الضحى سالم بن محمد ناسي عفا الله عنه
السبت 20-06-2015نصراني