عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16 Aug 2017, 10:23 AM
أبو الفوزان محمد أمين الجزائري أبو الفوزان محمد أمين الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 17
افتراضي عظم شأن الصلاة و خطورة التهاون بها

✍🏻 قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالىٰ :

إن كثيرًا من الناس قد يتهاونون بأداء الصلاة في الجماعة، ويحتجّون بتسهيل بعض العلماء في ذلك، فوجب عليّ أن أبيّن عظم الأمر وخطورته، ولا شك أن ذلك منكر عظيم وخطره جسيم، فالواجب على أهل العلم التنبيه على ذلك والتحذير منه لكونه منكرًا ظاهرًا لا يجوز السكوت عليه .

ومن المعلوم أنه لا ينبغي للمسلم أن يتهاون بأمر عظم الله شأنه في كتابه العظيم، وعظم شأنه رسوله الكريم، عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم .

ولقد أكثر الله سبحانه من ذكر الصلاة في كتابه الكريم، وعظم شأنها، وأمر بالمحافظة عليها وأدائها في الجماعة، وأخبر أن التهاون بها والتكاسل عنها، من صفات المنافقين، فقال تعالىٰ في كتابه المبين : { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين }، وكيف يعرف الناس محافظة العبد عليها، وتعظيمه لها، وقد تخلف عن أدائها مع إخوانه وتهاون بشأنها،

وقال تعالىٰ : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين }، وهذه الآية الكريمة نص في وجوب الصلاة في الجماعة، والمشاركة للمصلين في صلاتهم، ولو كان المقصود إقامتها فقط لم تظهر مناسبة واضحة في ختم الآية بقوله سبحانه : { واركعوا مع الراكعين } ؛ لكونه قد أمر بإقامتها في أول الآية ، وقال تعالىٰ : { وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم } الآية .

فأوجب سبحانه أداء الصلاة في الجماعة في حال الحرب وشدة الخوف، فكيف بحال السلم ؟ ولو كان أحد يسامح في ترك الصلاة في جماعة، لكان المصافون للعدو، المهددون بهجومه عليهم أولىٰ بأن يسمح لهم في ترك الجماعة ، فلما لم يقع ذلك، علم أن أداء الصلاة في جماعة من أهم الواجبات، وأنه لا يجوز لأحد التخلف عن ذلك .

◉ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

▣ [ مجموع فتاوىٰ ومقالات (١٤/١٢) ]

و قال أيضا رحمه الله :

الـتّهاون بالصلاة من المنكرات العظيمة ، ومن صفات المنافقين ، قال الله عز وجل : { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلاّ قليلا }،

وقال الله في صفتهم : { ومـا منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلاّ أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلاّ وهم كارهون } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الـعشاء وصلاة الفجر ولـو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولـو حبوا » متفق على صحته .

فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها ، وأداؤها بطمأنينة ، والإقبال عليها بخشوع فيها وإحضار قلب ؛ لقول الله سبحانه : { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون } .

◉ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

▣ [ مجموع فتاوىٰ ومقالات (٢٨٥/١٠) ]

🔘 و قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :

من الناس من يتهـاون بالصلاة على وجه أقبح وأطم وأعظم ، لا يقوم لصلاة الـفجر إلاّ إذا جاء وقت العمل ، بل ويقول لأهله : لا توقظوني إلاّ إذا جاء وقت الـعمل .

فماذا ترون في هذا الرجل الذي لا يقوم إلاّ إذا جاء وقت العمل ثم يقوم ويصلي ؟ أترون صلاته صحيحه ؟ هذا الرجل صلاته غير صحيحة ولا مقبولة ولا مكفّرة لسيئاته ولا رافعة لدرجاته بل هي مردودة عليه ، يضرب بها وجهه - والعياذ بالله .

◉ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

▣ [ اللـقاء الـشهري (٥٤) ]

رد مع اقتباس