عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29 Jun 2015, 01:30 PM
أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 380
افتراضي

بوركت أخي مهدي على ما خطته يمينك وذكرت به اخوانك فشكرا لك وأحسن الله اليك، ولكني أود أن أنبه عن أمر وأن أعبر عن اعجاب؛ أما التنبيه؛ فهو على كلامك في فقرتك التي عنونتها ب "لفتة خلقية"؛ "فإن المرء إذا كان لا يأخذ من النَّاس إلا ما تيسَّر من أخلاقهم وترك من ذلك ما يعسر عليهم، وسار في تعامله على نهج الرفق واللِّين، وتجنَّب سبيل الإجحاف والإلزام ثمَّ إن وقع منهم في حقِّه تقصير قابله بالعفو والصفح يوشك أن تجتمع القلوب على محبَّته وحسن معاشرته، فيعمُّ بذلك الخير، " فلا يفهم القارئ الكريم أن معنى ذلك أن يقبل المرء بكل خلق ولو خالف الشرع، ولا يعتاد هو نفسه ولا يعود غيره على الدون ويتقاعس عن معالي الأخلاق ويتساهل في سفاسفها بحجة أنه لو لم يقبل منهم فهو يعسر عليهم؛ فان الجنة حفت بالمكاره كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ فالمسلم مطلوب منه أن يروض نفسه على معالي الأخلاق حتى تنصبغ فيه ويتطبع بها.
أما الاعجاب فبالنكتة التي ختمت بها مقالك بقولك " ومن النكت المتعلقة بهذا الباب؛ أنه من أعظم ما يحمل النَّاس على الطعن في رجلٍ وكلامهم في عرضه؛ كونه يثقل عليهم في تعامله، ويكلِّفهم ما يشقُّ عليهم من خُلق ومتاع، فربما اضطروا إلى الكلام فيه، وحتى الافتراء عليه ليبعدوه عن أنفسهم، ويرتاحوا من عِشرته، وهذا مشاهد." فقد أحسنت بذكر هذا الواقع الذي يعيشه الناس ويعايشونه مع من يتعاملون معه في مختلف العلاقات الاجتماعية كما يقال، من جوار وصحبة وقرابة وزمالة وغيرها؛ فتحتم فقه هذه الاية والعمل بها، والله المستعان وعليه التكلان.

رد مع اقتباس