أخي الحبيب بلال وفقه الله
لغة الشعر لغة راقية لا يمكن إتقانها بين عشية وضحاها ، والعلم باللغة الأدب وعلم العَروض لا يصيّر الكاتب شاعراً مالم يصقل معارفه بذوق أدبي راقٍ يختار به بليغ الكلمات وفصيح العبارات وساحر القوافي والنهايات .
والشعر مدرسة قد يعتزي إليها من تلفظه بكل قواها غير أنه يجد من يخدعه من الجماهير التي ألفت هواية التصفيق ، وقد قال رب العزّة قبل ذلك " والشعراء يتبعهم الغاوون ".
ألم ترَ كيف نُسب بعض الكتّاب إلى الأدب ، من أمثال طه حسين والعقاد وسيد قطب وغيرهم من أبناء المدرسة العقلية ، وبعيداً عن انتماءاتهم العقدية والفكرية : فإن ما كتبه هؤلاء لا يقارب ما كتبه الرافعي والمنفلوطي ومحمود شاكر والإبراهيمي والزيات ...وغيرهم .
ورغم النشاز الذي تجده في كتاباتهم في الألفاظ والعبارات ، إلاّ ان فريقا واسعا من المشتغلين بالأدب لا يزال ينظر إلى تراثهم بعين الإجلال والتعظيم والإفتخار . وقس على هذا في باب الشعر ،ولستُ بشاعر ولا نصيفُه ولأني أكبرُ فيك اهتمامك بالأدب وأهله ، أوصيك بان تقرأ كثيراً للكبار وستدرك فراقاً بين نشازٍ سمّي شعراً وفنا آخرَ ظُلم فخراً.
ماكنت لأكتب هذه الخاطرة لولا ما رأيته من موضوع مثبّت في منتدى "الكل ..." في قصيدة لاتمد للأدب والشعر بصلة لركاكة لغتها وسماجة ألفاظها .فضلا عما فيها من سوء الأدب مع الأئمة والأكابر ،وهذا دأبهم نسأل الله أن يحفظ الشيخ ربيعا المدخلي من تصابيهم وهوشات أقلامهم .
وفقكم الله إلى ما فيه الخير وأعانكم على طاعته ومزيدا من المحاولات .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 23 Dec 2010 الساعة 10:02 PM
|