عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 05 Nov 2018, 10:12 AM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الله
"أريد زينك" بل و زين كل من نسي أو تناسى أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون لذلك كان السلف الصالح يحبون و يدعون بالخير لمن أهدى إليهم عيوبهم فقال قائلهم :( أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَنْ رَفَعَ إِلَيَّ عُيُوبِي)
وهذا هدي السلف الصالح فعجبا لأقوام يجتهدوت في التنقيب عن أخطاء مشايخ سلفيين بالمناقيش وينكرون انتقاد غيرهم واخطائهم منشورة مبثوثة! ؟ ومنهج أهل السنة منهج عدل لا يفرق بين المتماثلات!
قال تعالى:{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَï} الزمر33
قال الإمام السعدي -رحمه الله-{ وَصَدَّقَ بِهِ } أي: بالصدق لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق، ولكن قد لا يصدق به، بسبب استكباره، أو احتقاره لمن قاله وأتى به، فلا بد في المدح من الصدق والتصديق، فصدقه يدل على علمه وعدله، وتصديقه يدل على تواضعه وعدم استكباره.
{ أُولَئِكَ } أي: الذين وفقوا للجمع بين الأمرين { هُمُ الْمُتَّقُونَ } فإن جميع خصال التقوى ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به. انتهى
فالعبرة بإصابة المنتقد للحق وصدقه في الإنتقاد فيقبل منه وقد امتدح الله تبارك وتعالى القائل بالصدق والمصدق به
"فعلى الإنسان أن يصدّق بالحق الذي يقوله غيرُه، كما يصدق بالحق الذي يقوله هو، ليس له أن يؤمن بمعنى آيةٍ استدل بها، ويردّ معنى آيةٍ استدل بها مُناظِرُه، ولا أن يقبل الحق من طائفةٍ، ويردُّه من طائفةٍ أخرى"درء تعارض العقل و النقل 8/404
"وأهل السنة المحضة أَوْلى الطوائف بهذا؛ فإنهم يَصْدُقُون ويُصَدِّّقُون بالحق في كل ما جاء به، ليس لهم هوى إلا مع الحق". منهاج السنة النبوية 7/190
ولقد ضرب سلفنا الصالح اروع الأمثلة في قبول الحق والرجوع عن الخطأ وفي خطاب عمر الفاروق إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنهما ـ يوصيه بالتراجع عن الخطأ ، فيقول له في رسالته المشهورة :ولا يمنعك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحقّ، فإن الحقّ قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل"
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق الشيخ محمد لقبول الحق والصدع بالتراجع خصوصا ونحن نرى من بعض من ينتسب إليه تقديسه وذم كل من ينتقده ويخالفه وكأنه المعصوم ومن خالفه فهو المذموم فإن هذا من اسباب تفريق الكلمة وشتات السلفيين
قال الشيخ العلامة عبيد الجابري -شافاه الله وعافاه وألبسه لباس الصحة والعافية- :
من أسباب تفريق الكلمة وشتات السلفيين هو نصب مشايخ يعقد عليهم الولاء والبراء، وإيضاح ذلك أن كثيراً من طلاب العلم لا يتقبلون رد ما قرره مشايخهم الذين امتلأت قلوبهم من محبتهم فمن رد على هؤلاء المشايخ عادوه ومقتوه غير مكترثين بإقامة الدليل الصريح الصحيح الذي لا يقبل التأويل وهذه هي الحزبية بعينها التي يزعمون أنهم يبغضونها ويبدعون أهلها ويضللونهم لكنهم وقعوا فيها بهذا المسلك التعصبي للأشخاص وهذا السبيل المشين أشار إليه شيخ الإسلام رحمه الله بقوله :" وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصا أو كلاما يفرقون به بين الأمة يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"اهــ مجموع الفتاوى (20 / 164)


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 05 Nov 2018 الساعة 10:15 AM
رد مع اقتباس