الموضوع: دمّاج - قصيدة -
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05 Feb 2015, 08:14 PM
مراد قرازة مراد قرازة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
الدولة: الجزائر ولاية أم البواقي
المشاركات: 438
افتراضي دمّاج - قصيدة -

بسم الله الرحمن الرحيم

دمّاج

كَفْكِفُ دُمُوعَكَ وَاجْمَعْ فُرْقَةَ الحَزَنِ *** وَأَعِدَّ جُرْحَكَ يَا مُوجِوعُ للإِحَنِ
رِيحُ الشِّتَاءِ أَقَلَّتْ فِي مَرَاكِبِهَا *** لَوْنَ الظَّلاَمِ وَصَوْتَ البُؤْسِ وَالفِتَنِ
يَا أَرْضَ دَمَّاجَ هَلاَّ كَانَ طَائِرُكِ *** غَيْرُ النَّحِيبِ بَرِيدًا مِنِكِ لِلأذُنِ
سَفِينَةَ العِلْمِ مَا أَرْسَاكِ مُكْرَهَةً *** بِشَاطِئِ الجَهْلِ يَا دَلاَّلَةَ السَّفِنِ
دَارَ الزَّمَانُ عَلَى دَارِ العُلُومِ وَمَا *** آوَى بِصُورِهِ بَيْتُ الفَضْلِ وَالمِنَنِ
وَبَلْدَةٍ حَفَّتِ الأَمْلاكُ مَنْكِبِهَا *** بِخَافِقِ العِزِّ ذَاقَتْ صَوْلَةَ الوَهَنِ
لَمَّا تَسَلَّقَ أَهْلُ الغَيِّ مَعْهْدَها *** وَانْحَلَّ مَا كَانَ مَعْقُودًا إِلَى قَرَنِ
أَسْقَى الغَمَامُ بِلادَ القَوْمِ مِنْ حِمَمٍ *** وَبَدَّلَ المَاءَ لَوْنَ الآجِنِ الأَسِنِ
ذَا شَأْنُ كَاشِحِهَا قَدْ بَاتَ مُغْتَبِطًا *** بَعْدَ اِعْتِيَادِهِ سَيْرَ الذَّلِ وَالجُبنِ
لَيْتَ اليَقِين الّذِي قَدْ بَانَ لَمْ يَكُنِ *** بَلْ لَيْتَ مَا كَانَ دُونَ العَيْنِ وَالأُذُنِ
بِاللهِ قُولِي لَنَا يَا مُقْلَ أَعْيُنِنَا *** أَنَّا ذَهِلْنَا وَهَاتِ الصِّدْقَ لِلْعَلَنِ
دَرْبُ الكِرَامِ خَلاءٌ لا أَنِيسَ بِهَا *** وَرِبْعُهَا اليَوْمَ بِالأَشْوَاقِ ذُو شَجَنِ
دَرْبٌ مُفَرَّغَةُ الأَرْجَاءِ أَخلقها *** نَأْيُ الكِرَامِ كَلَهْفِ الرُّوحِ لِلْبَدَنِ
أَلِفُوا القِفَارَ وَبَاتُوا يُؤْلَفُونَ بهِ *** وَالآنَ زَالُوا كَأَنَّ الإِلْفَ لَمْ يَكُنِ
حَقُّ القُلُوبِ بِأَنْ تَدْمَى مَدَامِعُها *** فِي الرَّاحِلِينَ عَنِ الأَوْطَانِ بِاليَمَنِ
إِنْ تَخْلُدِ النَّاسِ لِلأوْطَانِ فِي دَعَةٍ *** فَمَا لأهْلِكِ يَا دَمَّاجُ مِنْ سَكنِ
مَا كَانَ فِيكِ مِنَ المَأْوَى لِذِي حَذَقٍ *** إِلاَّ وَلِبْسُهُ بِيضُ الأُزْرِ وَ الكَفَنِ
فَمَنْ رَجَا فَرَحًا أَوْ بَاتَ منتشيا *** تَصبّحَ الحِينَ يَشْكُوا سَطْوَةَ الزَّمَنِ
اليَوْمَ لِلْفُرْسِ عِيدٌ يَفْرَحُونَ بِهِ *** وَلَيْسَ لِلْعُرْبِ غَيْرُ الشُّؤْمِ وَالمِحنِ
لَوْلاَ التَّصَبُّرُ لَمْ أَرْفَعْ بِهَا قَلَمِي *** وَسَابِقُ العِلْمِ بِالتَأْرِيخِ وَالسُّنَنِ
أَنَّ البَلِيَةَ تُعْلِي مِنْ بَنِي البَشَرِ *** مَا لَيْسَ يُدْرِكُهُ مَنْ عَاشَ فِي الدَّدَنِ
لاَ تَعْجَلَنَّ بِشُؤْمٍ قَبْلَ مَنْفَذِهِ *** وَغَلِّبِ الفَأْلَ فِي الإِسْرَارِ وَالعَلَنِ
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنَّ اللهَ يُسْلِمُهَا *** تُجْبَى وَتُقْسَمُ بَيْنَ النَّارِ وَ الوَثَنِ
وَاعْجَبْ لِيَوْمِكَ بَعْدَ الأَمْسِ وَاعْتَبِر *** كَمْ سَادَ فِي الخَلْقِ رَبُّ البَاطِنِ العَفِنِ
أَكَارِمُ الخَلْقِ أَوْزَارٌ بِذَا الزَّمَنِ *** يَجْلَى عَنِ الدَّارِ أَجْلاهُمْ عَنِ الدَّرَنِ
مِمَّا أَضَرَّ بِأَهْلِ الحَقِّ أَنَّهُمُ *** خَاضُوا الحَيَاةَ بِحُسْنِ الظَّنِّ مُؤْتَمَنِ
لَمْ يَرْكَبُوا خَيْلَ سُوءٍ يَومَ مَسْغَبَةٍ *** وَكَمْ أَشَارُوا بِقَوْلِ نَاصِحٍ حَسَنِ
بَعْضُ المَلامَةِ فِيهِم أَنَّ حِلْمَهُمُ *** غَمْرٌ وَمِنْهُمْ طِوالُ الكَفِّ بِالِمنَنِ
وَلَيْسَ يُرْجَى وَيُبْغَى فِي دِيَارِهِمُ *** مَا يُغْضِبُ اللهَ فِي الأَرْيَافِ وَالمُدُنِ
إِنِّي لأَعْذُرُهُمْ مِمَّا أُعَايِرُهُم *** حَتَّى أَعِيبَ ذَوِي الأَحْلاَمِ بِالفِطَنِ

.

رد مع اقتباس