عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 29 Jun 2010, 10:36 AM
حسن بوقليل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي نِيابَةُ الفَتحة عن الكَسرَةِ (الاسم الذي لا ينصرف)

نِيابَةُ الفَتحة عن الكَسرَةِ


قال ـ رحمه الله ـ: "وَأَمَّا الفَتحَةُ فَتَكُونُ عَلاَمَة لِلخفضِ في الاسمِ الَّذِي لا يَنصَرِفُ".


للفتحة موضعٌ واحِدٌ تكون علامةً على خفض الاسم؛ وهو:
ـ الاسم الَّذي لا ينصرِف:
أي لا يَقبَل الصَّرفَ، وهو التَّنوين، وحقيقته "ما أشبَهَ الفِعلَ في وجود عِلَّتين فرعِيَّتَين: إحداهما ترجع إلى اللَّفظ، والأخرى ترجِع إلى المعنى، أو وُجدَ فيه علَّةٌ واحِدةٌ تقوم مَقَام العِلَّتَينِ".

العِلل الفرعية المعنوية: وهي اثنتان:
1. العَلَمِيَّةُ.
2. الوَصفِيَّةُ.
ولا بدَّ من وجود واحِدةٍ منهما في الاسم الممنوع من الصَّرف بسبب عِلَّتين.

العِلل الفرعِيَّة اللَّفظيَّة: وهي ستٌّ:
1. التَّأنيث بغير ألِفٍ.
2. العُجمَة.
3. التَّركيب.
4. زِيادَةُ الألِف والنُّون.
5. وَزنُ الفِعلِ.
6. العَدلُ.
ولا بدَّ من وجود واحِدةٍ منها مع العَلَمِيَّة، وأمَّا مع الوَصفِيَّة فواحِدةٌ من زيادَة الألِف والنُّون، أو وزن الفِعل، أو العَدل.

العلَّتان اللَّتان تكفِي إحداهُما:
1. صيغة منتَهى الجُموع: وهي "أن يكون الاِسمُ جمعَ تكسير، وقد وقَع بعد ألِفِ تكسِيره حرفان؛ نحو: مَسَاجِد، وَمَنَابِرُ، وَأَفاضِلُ، أو ثلاثةُ أحرُف وَسَطُهَا ساكنٌ؛ نحو: مَفَاتِيحُ، وَعَصَافيرُ، وقَنَادِيلُ".
2. ألِف التَّأنيث المقصورة أو الممدودة: فالأولى؛ نحو: حُبلَى، وَقُصوَى، وَدُنيَا، وَدَعوَى.
والثَّانية؛ نحو : حَمرَاء، وَدَعجَاء، وَحَسنَاء، وَبَيضَاء، وعُلَمَاء.

توضيح ذلك بالمثال:
1. العَلَمِيَّة:
ـ مع التَّأنيث بغير ألِفٍ: فاطِمةُ، وزينَبُ، وحَمزةُ.
ـ مع العُجمة: إدرِيسُ، ويعقوبُ، وإبراهيمُ.
ـ مع التَّركيب: مَعْدِيكَرِبُ، وبَعلَبَكُّ، وقَاضِيخَانُ، وبُزُرْجَمِهْرُ، ورَامَهُرْمُزُ.
ـ مع زيادَة الألِف والنُّون: مَروَانُ، وعُثمَانُ، وغَطَفَانُ، وعَفَّانُ، وسَحبَانُ، وسُفيَانُ، وعِمرَانُ، وَقَحطَانُ، وَعَدنَانُ.
ـ مع وَزن الفِعل: أحمَدُ، وَيَشكُرُ، وَيَزيدُ، وتَغلِبُ، وَتَدمُرُ.
ـ مع العَدل: عُمَرُ، وَزُفَرُ، وَقُثَمُ، وَهُبَلُ، وَزُحَلُ، وجُمَحُ، وَقُزَحُ، وَمُضَرَ.

2. الوَصفِيَّة:
ـ مع زيادَة الألِف والنُّون: رَيَّانُ، وشَبعَانُ، ويَقظَانُ.
ـ مع وَزن الفِعل: أَكرَمُ، وَأَفضَلُ، وَأَجمَلُ.
ـ مع العَدل: مَثنَى، وَثُلاَثُ، وَرُبَاعُ، وَأُخَرُ.

فكلُّ هذه الأسماء، وما أشبهها؛ لا يجوز تنوينُهُ، ويُخفَضُ بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ نحو: "صَلَّى اللهُ عَلَى إبرَاهِيمَ خلِيلِه"، ونحو: "رَضِيَ اللهُ عَن عُمَرَ أميرِ المؤمنين"؛ فـ(إبراهيم) و(عمر) مخفوضان، وعلامة خفضهما الفَتحة نيابةً عن الكسرة؛ لأنَّهما اسمان لا ينصرفان، والمانع من صرف (إبراهيم) العلَمِيَّة والعُجمَةُ، ومن صرف (عُمَرَ) العلَمِيَّة والعَدلُ.
وقِس على ذلك الباقي.

شرط خفضه بالفتحة:
1. أن يكون خاليًا من "أل".
2. ألا يُضافَ إلى اسمٍ بعده.
وإلا خُفِضَ بالكسرة؛ نحو قوله تعالى: "وَأَنتُم عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ"، وقولك: "مَرَرتُ بحسنَاءِ قُرَيشٍ".

كتبه أبو عبد الله حسن بن داود بوقليل ـ عفا الله عنه ـ.

رد مع اقتباس