عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09 Oct 2014, 05:46 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

الآن مع المحاضرة القيمة.
تمهيد:
أيها الإخوة تعلمون أنه من حقوق المسلم على أخيه المسلم التحية
–تحية الإسلام- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كما تعلمون أن هذه المنطقة، التي تقلنا غبراؤها، وتظلنا خضراؤها، قد أطلق عليها منذ القديم اسم الزاب،
وبالتالي فإن لفظ الزاب يعني الأرض الخصبة الممرعة لوفرة مائها وهذا الخصب والإمراع جعلها تعج بالعلماء الذين
لا يأتي عليهم الإحصاء بحيث لا تخلو قرية من قراها ولا مدينة من مدنها من عالم أو أكثر من أبنائها ومن الوافدين
عليها وغالبهم مدفونون في المساجد التي كانوا يعمروها أو في دورهم التي كانوا يعظون فيها فاتخذت بعد المساجد
فجعلت العامة تستشفع بهم وتستغيث، ومن المؤسف أنا لا نعرف لهؤلاء العلماء إلا أسماءهم أما تراجمهم فلم تزل مطوية عنا،
حاشا عبد الرحمن الأخضري الذي جعلته آخر مطاف هذه الكلمة.
1- إبراهيم الطولقي التونسي:
ثم أن من علماء طولقة إبراهيم الأخضري الطولقي ثم التونسي المتوفى وقد قارب الثمانين عام 879هـ.
ولست أدري هل هو من أسرة الأخضري أم من قبيلة الأخضر الرياحية صليبا، فقد جاء في الضوء اللامع:
الأخضري نسبة لقبيلة من العرب، وقال في شجرة النور: الأخضري التونسي شيخها وعالمها ومفتيها المشهور وفي نيل الابتهاج:
شيخ تونس وعلمائها مولده قبل القرن كما في أعيان الأعيان للسيوطي.
وقال أحمد زروق: كان فقيها صالحا، مفتي تونس وكبيرها وكان شيخه قاسم العقباني يصفه بالاجتهاد المطلق لكن لا يفتي إلا بمذهب مالك،
وأما في خاصة نفسه فكان لا يعمل إلا بما يراه.
2- سعادة الرحماني:
ومن علماء طولقة وصلحائها سعادة الرحماني، قال ابن خلدون: كان هذا الرجل من مسلم إحدى شعوب رياح ثم من رحمن منهم
وكانت أمه تدعى خصيبة في أعلى مقامات العبادة والورع ونشأ هو منتحلا للعبادة والزهد وارتحل إلى المغرب
ولقي شيخ الصالحين والفقهاء في ذلك العهد بنواحي تازة أبا إسحاق التسلي وأخذ عنه وتفقه عليه ورجع إلى وطن رياح بفقه صحيح
وورع وافر ونزل طولقة من بلاد الزاب وأخذ نفسه بتغيير المنكر على أقاربه وعشيرته ومن عرفه أو صاحبه فاشتهر بذلك
وكثرت غاشيته من قومه وغيرهم ولزم صحبته أعلام منهم عاهدوه على التزام طريقته، وكان من أشهرهم
أبو يحيى بن أحمد بن عمر شيخ بني محمد بن مسعود من الذواودة وعطية بن سليمان بن سباع وعيسى بن يحيى..
منهم وحسن بن سلامة.. منهم هجرس بن علي من أولاد يزيد زغبة ورجالات ورجالات من العطاف زغبة في كثير
من أتباعهم والمستضعفين من قومهم فكثر بذلك تابعه فاستظهر بهم على شأنه في إقامة السنة وتغيير المنكر
وسماهم السنية وطالب عامل الزاب -ابن مزني- بإعفاء الرعايا من المكوس والظلامات فاعتزم على الإيقاع به فأوعز إلى أهل طولقة
بالقبض عليه فخرج منها وابتنى بأنحائها زاوية ثم جمع أصحابه المرابطين فقصد بهم بسكرة فحاصرها وقطع نخيلها لكنها امتنعت عليهم وذلك عام 703 هـ
ثم عاودها عام 704 هـ فامتنعت عليه كذلك ثم في عام 705 هـ بعد انحدار أصحابه من الذواودة إلى مشاتيهم وبقائه في قليل من أصحابه
غزا بهم قرية مليلي فاستغاث أهلها بابن مزني فجاءهم بجيش جرار ووقعت بين القريتين معركة قتل سعادة
فحمل رأسه إلى ابن مزني /انتهى منه وبعضها لمعنى/ ثم قال: وبقي من عقب سعادة في زاويته بنون وحفدة
يوجب لهم ابن مزني ورعاية وتعرف لهمن أعراب الفلاة من الرياح حقا في إجارة من يجيرون من أهل السابلة.
3- شمس الدين الطولقي:
ومن طولقة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن يحيى بن عبد الله الطولقي المالكي سمع عن العلامة جمال الدين الطمطامي،
قال ابن طولون: قدم علينا دمشق واتجر بحانوت بسوق الذراع ثم ولي قضاء دمشق عوضا عن قاضي القضاة شمس الدين المريني
ثم عزل ثم ولي مرارا ثم استمر معزولا مخمولا إلى أن توفي فجأة عام 928 هـ.
4- الشاذلي الطولقي القسنطيني:
ومن متأخري علماء طولقة محمد الشاذلي البوزيدي وقيل الصولي القسنطيني هاجر أبوه من طولقة إلى قسنطينة فولد له محمد بها
وقد كان من بيت علم فقرأ الفقه والحديث واللغة والأدب والحساب والمنطق وسائر العلوم المتداولة ذلك فكان متمكنا من المعارف التي
كانت في عصره، فقيها، أديبا، لا سياسيا ولا مرابطا ولهذا دعته فرنسا لمؤانسة الأمير عبد القادر الجزائري المقيم في امبواز من مدنها
فكانت بين الرجلين مساجلات شعرية ومطايبات تضمنها كتاب تحفة الزائر.
ولما كانت الوظائف الممكنة له ولأمثاله لا تخرج عن الإمامة والتدريس أو القضاء قد أصبحت تحت تصرف المكتب العربي الذي جعله الاستعمار
يشرف على الشؤون الدينية، كان الشاذلي يسعى جهده في الحصول على عمل يليق بمنصبه، تقدم بطلب للمكتب المذكور فحصل على
وظيفة قاض مالكي في قسنطينة فظل بها حوالي عشرين سنة، وتولى بالإضافة إلى ذلك مدرسة سيدي الكتاني. كما كان مدرسا لمادة النحو
وظل محافظا على إدارة هذه المدرسة إلى وفاته عام 1294 هـ - 1877م.
ودفن بتربة أسلافه بطولقة على ما قاله الدكتور سعد الله، والذي في تعريف الخلف عن ابن الشاذلي أنه دفن في نفس المدرسة.
الزاوية العثمانية قلعة شامخة:
وإذا التفتنا إلى الزاوية العثمانية العامرة فإننا نجدها قد أنجبت الجم الغفير وكرع من معين علومها العدد الكثير من أبنائها ومن
الوافدين عليها وكم أتمنى ممن يعنيه أمرها القيام بواجب جمعهم ولم شتاتهم.
5- محمد بن عزوز البرجي:
ومن أبرز سكان برج طولقة الشيخ محمد بن أحمد بن يوسف بن عزوز البرجي الحضري المولود بها عام 1170 هـ، وقد وجد نفسه
بين أسرة شأنها العلم والتدريس فحفظ القرآن مبكرا ثم اشتغل بالعلم على علماء وطنه حتى تضلع من المنقول والمعقول ثم تعلقت
همته بالتصوف فارتحل إلى عاصمة الجزائر حيث الشيخ محمد بن عبد الرحمن البرجي الأزهري –يربي المريدين ويأخذ بأيدي السالكين-
فلازمه إلى أن مات عام 1208 هـ فانتقل إلى خليفته بقسنطينة –بوصية منه- الشيخ عبد الرحمن باش تارزي إلى أن مات عام 1222 هـ
فعاد إلى مسقط رأسه البرج وانتصب لبث طريقته التي اشتهرت فأصبحت في الصحراء والأوراس تسمى الطريقة العزوزية بعد أن كانت تدعى الطريقة الرحمانية.
وقد تخرج على يديه كثير من شتى البلاد وفي عام 1232 هـ عزم على الحج فاصطحب معه مجموعة من أكابر تلامذته
وما أن رجعوا حتى وجدوا الوباء -الطاعون- ضاربا أطنابه في المنطقة فكان الشيخ ابن عزوز من ضحاياه أول عام 1233 هـ
وقد ترك ستة أولاد كلهم أتقياء بررة وعلماء خيرة أشهرهم الشيخ مصطفى بن عزوز شيخ زاوية نفطة كما أن للشيخ ابن عزوز تآليف منها
شرح التلخيص ومنظومة رسالة المريد وشرحها أما الرسالة فمطبوعة وأما الشرح فلم يزل مخطوطا.
6- عبد الرحمن بن القرون الليشاني:
ومن قرية ليشانة الشيخ عبد الرحمن بن القرون ذكرته ولم أقف على ترجمته يقول الدكتور سعد الله أنه من مشايخ الأخضري.
7- سيدي زرزور القيرواني البسكري:
وربما كان أقدمهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن زرزر /وفي بعض نسخ معالم الإيمان زرزور/ كان عالما بمذاهب أهل الكوفة
وبجميع الأقاويل وله مناقب جليلة وكان حافظا للغريب وبصيرا بالعربية راويا للأشعار يحسن الصنعة جيد القول فيها وشعره كثير جدا
وأكثره في توحيد الله والرد على الزنادقة والملحدين فمن قوله:
تهتك الستر عن ذوي البغي والفند * وحصحص الحق بعد الغي واللدد
وأيقن المشرك الداعي له ولدا * بأنه الله لم يولد ولم يلد
لا موت يدركه لا شيء يشبهه * يبلي الآباد ولا يبلى على الأبد
ويح ابن آدم من عاص يخالفه * ومن مصر على الآثام معتقد
وفي الخلود نعيم غير منصرم * باق بقدرته، باق بلا أمد
وقد توفي سنة 291 هـ وكان من أصحاب سحنون، قال ابن سلامة: ولم يذكر المالكي أين مات فلعله المدفون بوادي بسكرة،
وإنما غيرت العامة لقبه من زرزر إلى زرزور –ولم يطلع على إحدى نسخ المعالم التي جاء فيها زرزور-
8-9- أبو عبد الملك الملشوني وابنه إسحاق:
ومنهم أبو عبد الملك الملشوني وابنه إسحاق وملشون قرية كانت فيما بين بسكرة وتهودة قال أبو العرب: حدث عن مقاتل بن سليمان
وغيره وحديثه يدل على ضعفه، وقال غيره: كان صاحب أخبار ومغاز وله كتاب كبير في أخبار الأنبياء وفي البدء يعني العجائب وكان أمراء بني الأغلب
يرسلون إلى إسحاق فيكون عندهم في شهر رمضان فيحدثهم بتلك العجائب حتى يقطع بهم طول النهار، وكان ربما جالس سحنون بن سعيد.
10- يوسف بن جبارة البسكري النيسابوري:
ومن أشهر علماء بسكرة، بل هو الذي دون اسمها في غير ما كتاب وفي غير ما فن من الفنون، القرآن وسائر العلوم المتداولة،
يوسف بن علي بن جبارة الهذلي البسكري مقرئ متكلم نحوي نشأ في بسكرة، كان كثير الترحال في طلب القراءات المشهورة والشاذة،
زار أصبهان وبغداد وسمع أبا نعيم الأصبهاني وغيره، عينه نظام الملك مقرئا في نيسابور سنة 459 هـ فمكث ناشرا علمه بها إلى أن توفي عام 465 هـ.
وقد كف بصره في أواخر عمره، ألف الكامل في القراءات الذي جاء فيه قوله: وألفت هذا الكتاب فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة
ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي. وظاهر ما تقدم أنه دفن حيث يعلم مع أن له قبرا مشهورا بقداشة إحدى ضواحي مدينة بسكرة.
11- أحمد بن قمود البسكري:
ومنها أحمد بن المكي بن أحمد بن قمود البسكري كان حيا عام 516 هـ أبو العباس فقيه مشارك في بعض العلوم رحل في طلب العلم
فدخل مصر سنة 516 هـ لم نعثر له على ترجمة وافية.
12- الحسين بن يحي البسكري المغربي:
ومنها الحسين بن يحيى البسكري قاض من فقهاء المالكية، سكن المغرب الأقصى أيام عبد الحق المريني وولي القضاء هناك.
13- محمد بن الأزرق المقري البسكري:
وممن ولي القضاء ببسكرة أبو عبد الله محمد بن الأزرق من فقهاء مقرة بالحضنة وكان استدعاه ابن مزني أمير الزاب إضعافا للسنية
فأجابه وولاه قضاء بسكرة، وقد كان أخذ عن أبي محمد الزواوي كبير شيوخ بجاية وبانتقاله إلى بسكرة طويت صفحة السنية.
14- عبد الله البسكري المدني:
ومن علماء بسكرة عبد الله بن عمر بن موسى البسكري أبو محمد من علماء المالكية شاعر أديب، رحل إلى المشرق وحج
واستقر بالمدينة المنورة لقي الحافظ المحدث المؤرخ عبد الله بن عبد الله المطري فأخذ عنه ولازمه وكان الحافظ المطري كثيرا
ما ينشد قصائد البسكري ويحفظها لإعجابه بها وفي تحقيق النصرة، قصيدة طويلة للبسكري أنشدها المطري في المدينة المنورة.
قلت: والقصيدة التي أشار إليها عظيمة ذكرت في غير ما كتاب مطلعها:
دار الحبيب أحق أن تهواها * وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون متى همت بزورة * يا ابن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبة * وظللت ترتع في ظلال رباها
وقد مات صاحب الترجمة عام 765 هـ.
15- محمد البسكري:
ومن بسكرة محمد بن محمد بن عمر بن عنقة شمس الدين أبو جعفر البسكري من كبار المحدثين وفقهاء المالكية من أهل بسكرة
رحل في طلب العلم فدخل بلاد الشام والديار المصرية والحجاز وغيرها ولقي أعلام المحدثين والفقهاء،
قال ابن حجر في الكامنة: سمع الكثير من بقية أصحاب الفخر بدمشق وحمل عن ابن رافع وابن كثير وحصل الأجزاء وتعب كثيرا،
سمعت منه يسيرا وكان متوددا، رجع من الإسكندرية إلى مصر ومات بساحل بولاق غريبا عام 804 هـ.
16- عبد الله بن إبراهيم البسكري:
ومنها عبد الله بن إبراهيم البسكري من فضلاء فقهاء المالكية ولد في بسكرة وبها نشأ وتعلم، رحل إلى المشرق ونزل بيت المقدس
وقرأ بالمدرسة قال السخاوي: كان للناس فيه اعتقاد كبير، مات عام 829 هـ بعد أن قارب التسعين أو جاوزها حتى صار يحمل على البساط.
17- محمد بن أحمد البسكري المدني:
ومنها محمد بن أحمد بن حامد شمس الدين البسكري، ويعرف بابن ثابد نحوي ومقرئ من فقهاء المالكية سكن المدينة المنورة
أخذ عن علمائها وعلماء القاهرة ولقي السخاوي بالمدينة ولم أعثر على تاريخ وفاته قاله السخاوي.
18- أحمد اللياني البسكري:
ومنها أحمد بن محمد بن علي بن أحمد اللياني البسكري ويعرف بابن فاكهة فاضل له مشاركة في علوم الفقه والقرآن والعربية،
ولد في ليانة من قرى بسكرة وتحول منها إلى مدينة بسكرة وهو طفل فقرأ بها القرآن والآجرومية الألفية ثم ارتحل إلى تونس فأقام بها خمسة أعوام،
أخذ فيها عن إبراهيم الأخضري وغيره وعاد إلى بجاية فأخذ عن سليمان بن أحمد الهندسي ولم أقف على تاريخ وفاته
قاله السخاوي لكن في أعلام نويهض أنها بعد عام 890 هـ.
19- أحمد بن محمد البسكري المدني:
ومنها أحمد بن محمد بن أحمد البسكري فقيه له اشتغال بالحديث، رحل إلى المشرق واستقر بالمدينة المنورة
فأخذ عن السخاوي صاحب الضوء أثناء مجاورته بالمدينة.(2)
20- أحمد البسكري الهندي:
ومنها أحمد بن علي بن أحمد البسكري عالم صوفي رحل إلى الهند ومات بحيدر آباد عام 1009 هـ
قال صاحب السنا الباهر: كان لطيف الذات أكثر همه الاستعداد ليوم الميعاد. وقال صاحب النور السافر:
كان من أهل العلم والصلاح متبعا الكتاب والسنة سالكا على نهج السلف الصالح متصفا بالكفاف ولا يرى في أكثر الأوقات إلا مشغولا بمطالعة
أو كتابة له جملة مصنفات وكان قد كف بصره قبل وفاته بقليل وللناس فيه مدائح.
21- الحسين البسكري الفاسي:
ومنها حسين بن ست الآفاق الفقيه الصالح كان من أهل الفضل والدين والاجتهاد كثير الصدقات وكان له مال أنفقه على أهل الفضل والدين
وفي بناء القناطر وعمارة المساجد وكان صاحب ورع أصله من بسكرة واستوطن مدينة فاس حتى توفي بها. ذكره الكتاني في المستفاد ولم يذكر وفاته.
22- ناصر بن مزني البسكري المصري:
ومن علماء بسكرة ناصر بن أحمد بن يوسف بن المنصور بن الفضل بن مزني أبو زيان ويقال أبو علي مؤرخ من فقهاء العلماء ولد ببسكرة من أسرة كريمة
كانت لها رئاسة الزاب أخذ عن علي بن عبد الرحمن التوزري وابن عرفة وغيرهما وفي سنة 803 هـ قدم إلى القاهرة حادا واتصل بابن خلدون
ولازم الحافظ ابن حجر، جمع كتابا كبيرا في تاريخ الرواة ومات قبل تبييضه فتفرق شذر مذر وقال ابن حجر: لو قدر أن يبيضه لكان مائة مجلدة
وعمي عام 822 ه، قبل وفاته بالقاهرة رحمه الله.
23- محمد الأخضري البسكري:
ومنهم محمد بن عمر الأخضري أقول في نسبه ما مر عند ذكر إبراهيم الأخضري المغربي المالكي، قال السخاوي: هو ممن سمع مني في المدينة المنورة.
فلم يذكر تاريخ وفاته وهل هو من طولقة أو من بسكرة.
24- أبو الفضل البسكري:
أبو الفضل البسكري من علماء وصلحاء القرن السادس 496-568 هـ ترجمه ابن عيسى بن سلامة البسكري في كتابه فتح المغرب وهو من مشايخ السلوك
ومن أبرز تلامذته أبو علي السني النفطي ومن الغريب أن ابن قنفذ جعل هذا أبا للتوزري بينما غيره يقول إن التوزري أحد شيوخ البسكري.
25- عيسى بن سلامة البسكري:
أبو مهدي عيسى بن سلامة البسكري تلميذ عبد الرحمن الثعالبي وإنما عرفه الناس بكتابيه فتح المغرب ولم يزل مخطوطا منه نسخة في مكتبة الزاوية
العثمانية والثاني لوامع الأسرار في فضل القرآن والأذكار ألفه عام 860 هـ وهو في بسكرة،
وسمعت من بعض مسني بسكرة أن قبره في طريق محطة القطار وتدعوه العامة سيدي سعيد.
وبعد فهؤلاء العلماء المذكورون ليسوا كل علماء الزاب، بل إن من ورائهم ممن لم يذكروا أكثر وأكثر ثم أكثر عدا بل ربما فيهم من هو أغزر علما
وأفسح شهرة من بعض من ذكروا وإنما طوى ذكرهم الجهل بتراجمهم.
26- عبد الرحمن الأخضري البنطيوسي البسكري:
أيها الإخوة قبل ختام كلمتي اسمحوا لي بلحظات نعيش فيها مع الشيخ عبد الرحمن الأخضري لا لأذكر من ترجمته ما ذكره مؤرخوه
إنما أزمع أن أرفع أوهاما وقعت لبعضهم أما شذرات ابن العماد والكواكب السائرة في بيان المائة العاشرة لنجم الدين الغزي، فلم يكن له فيهما مكان،
ولعل أول من ترجمه هو الحفناوي في كتابه تعريف الخلف وصدر ترجمته بقوله: لم أطلع على ترجمته وكل من ترجمه بعده فإنما هو عالة عليه
وحتى بروكلمان فقد اعترف بجهله ترجمته، بل زاد فجعل اسمه ولفظه من دائرة المعارف الإسلامية ج2، ط2 الأخضري الصدر بن عبد الرحمن بن
أمير بن الولي الصالح سيدي الصغير محمد البنطيوسي المالكي مؤلف عربي لا نعرف عن حياته شيئا.
واتفقوا على أن نسبه العائلي الأخضري فجزم بعضهم أنه من صميم قبيلة الأخضر الرياحية وأنه من ذواودة أما نسبه إلى الأخضر لحما فقد كفانا هو مؤنتها
فقال في شرح سلمه: أن لقب الأخضري تعريف لنسبنا على ما اشتهر على ألسنة الناس وليس كذلك بل المتواتر عن أعلى أسلافنا وأسلافهم
أن نسبنا للعباس بن مرداس السلمي يعني أنه من قبيلة السلمية.
ويعضده ما جاء عنه آخر الجزء الأول من شرحه للدرة البيضاء وهو يتحدث عن كتبه التي سطا عليها بعض لصوص الأعراب:
ولقد رد لنا بعض إخواننا في أرض ريغ يعني وادي ريغ وبذلك كان يسمى.
وهبه من صميم قبيلة الأخضر فكيف يكون من الذواودة؟ إنما يجمع بينهما رياح وليس كل رياح ذواوديا، بل إنما ذكر ابن خلدون في مقدمته
أن بعض الذواودة من شيوخ رياح زعم أنهم من أعقاب البرامكة.
وقد ذكر مترجموه غالبا مؤلفاته وفاتهم جميعا نظمه مغني ابن هشام ففي صفحة 327 من فهرس المكتبة الأحمدية من خزائن جامع الزيتونة ما لفظه:
منظومة لمغني ابن هشام لعبد الرحمن الأخضري 983 هـ - 1085م مطلعها:
هذا بحمد الله نظم سهل * مورده للطالبين نهل
وفي الفهرس المذكور صفحة 321 بلفظ: نظم في قواعد الإعراب وذكر البيت المذكور:
معتمدا على كتاب المغني * لابن هشام شيخ هذا الفن
أما الدكتور سعد الله فيقول عن الأخضري: إن نضجه العلمي لا يمكن أن يكتمل إلا إذا تقدم في السن ثم يميل إلى أنه توفي ابن الثالثة والثلاثين،
ويدعي تحريف وتصحيف بين نظم الآجرومية: في إحدى وثمانين سنة، فيرى أن الثمانين هنا محرفة عن ثلاثين- دعوى لا ترتكز على بينة-
واعجبوا ما وسعكم العجب من عد مخلوف في شجرته صفحة 445: الأخضري ممن لم يقف على شيخه.
والزركلي في الأعلام زعم أن مولد الأخضري عام 918 هـ فكأنه لم يقف على في آخر السلم ومن إحدى وعشرين سنة مع قوله بعد
من سنة إحدى وأربعين من بعد تسعين من المئين
وقد نسب متن السراج لسحنون بن عثمان وشرحه للأخضري واتبعه في ذلك نويهض في أعلامه والواقع العكس.
صوفية الإمام الأخضري:
ثم إن كل من تحدث عن الأخضري العالم المؤلف ولم يعنى بالأخضري الصوفي مع أن صوفيته لا غبار عليها فهي واضحة للعيان لا يختلف فيها اثنان
لكنها صوفية شرعية نابعة من شريعة الكتاب والسنة لا تعدوها بحيث لم تشبها خرافة ولم تشنها شطحة وقد تجلت في قصيدته القدسية واللامية.
وإذا كان كل إناء يرشح بما فيه فقد طرز جميع مسائل جواهره البلاغية بألفاظ صوفية أعفيكم من جلبها لكثرتها إنما أقتصر على شاهد واحد
من إنشائه ذكره في الشرح لا في المتن وهو شاهد تكرير المسند إليه للتلذذ:
محمد أجل من أهواه * محمد شغفت من ذكراه
محمد يا فوز من رآه * محمد أفلح من أتاه
محمد يا ليتني ألقاه * محمد محبه بشراه
فرحم الله شيخنا الأخضري ورحم أئمتنا وعلماءنا وجزاهم خيرا جزيلا لنشرهم الإسلام لهداية المسلمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3)
***
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) أخذت تاريخ ميلاده ووفاته من دراسة الأستاذ عبد الحليم صيد وذلك لوقوع التداخل عند نقله في الصحيفة المذكورة.
(2) لقد قام الأستاذ عبد القادر بومعزة مشكورا بإعادة طبع هذه المحاضرة من نسخة خطية كانت بحوزته وكتب في هامش كل ترجمة المصادر
التي وصل إليها تسهيلا للباحث والقارئ؛ مع أن هناك مصادر ومراجع أخرى غيرها؛ والملاحظ في هذه الطبعة أنه تنقصها ترجمة واحدة هي رقم 19
حسب طبعة الأستاذ عبد الحليم صيد.. وننتظر دراسات أخرى أكثر توسعا وأكثر عمقا..
(3) نشرت هذه المحاضرة على ثلاث حلقات بصحيفة الشعب في الأعداد: 10798، 10799، 10803 بتاريخ: 19، 20، و24 سبتمبر 1995 على التوالي.
وجاء عند نشر الحلقة الثانية على لسان الصحيفة: نواصل اليوم نشر الحلقة الثانية من المحاضرة القيمة التي ألقاها العلامة عبد المجيد حبة
قبل رحيله إلى الدار الباقية والتي خصصها لعلماء منطقة الزيبان، وقد أرسلها مشكورا الأستاذ عبد الحليم صيد بعد أن كتب لها مقدمة لها أهميتها
في السياق العام للمحاضرة، وهذه المبادرة من الأستاذ عبد الحليم لفتة طيبة وخدمة للعلم والتراث واعتراف بآفضال العلماء الذين رحلوا
وتركوا بصمات واضحة على تاريخنا وتراثنا.
وعند نشر الحلقة الأخير جاء على لسان الصحيفة أيضا: نواصل اليوم نشر بقية المحاضرة التي أرسلها إلينا الأستاذ عبد الحليم صيد مشكورا،
والتي كان قد ألقاها العلامة عبد المجيد حبة قبل رحيله في إحدى المناسبات الثقافية والعلمية، حيث تركها مخطوطا إلى أن بادر الأستاذ عبد الحليم
بنفض الغبار عنها، وبذلك قدم خدمة عامة للقارئ وللمرحوم وللثقافة.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 09 Oct 2014 الساعة 08:53 PM
رد مع اقتباس