عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 09 Sep 2019, 10:23 AM
أم عكرمة أم عكرمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 234
افتراضي

*بسم الله الرحمن الرحيم*

��تفريغ كلمة:
العلامة عبيد الجابري حفظه الله ورعاه التي وجهها لأبنائه
ضمن
#اللقاءات_السلفية_الجزائرية


â–ھï¸ڈالمقدم : شيخنا نبدأ بمقدمة صغيرة وتبدأ إن شاء الله.
â–ھï¸ڈالشيخ: لكن لا تبالغوا لا تقولوا العلامة ولاتقولوا الإمام قولوا شيخنا عبيد الجابري فقط.

â–ھï¸ڈالحمد لله رب العالمين وصلى اللّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعد:

فأحييكم أبنائي وإخواني في الجزائر حرسها الله وبلادنا وسائر بلاد الإسلام من كل سوء ومكروه، وهذه الكلمة كما سمعتم (فضل العلم والعلماء) ويمكن أن يقال (مكانة العلم والعلماء)، وليس ثمة مغايرة بين العنوانين، والمقصود أن نخاطبكم ومن تصله هذه الكلمة عبر ميراث النبوة أو ميراث الأنبياء التي يقوم عليها أخونا وصاحبنا علي بن الأخضر الجزائري وفقه الله وإيانا وإياكم ،وسددنا جميعا في الأقوال والأعمال، العلم إذا أطلق عند أهل الإسلام فهو العلم الشرعي، المستنبط من آي التنزيل الكريم ومن السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فلا تدخل في هذه الكلمة سائر العلوم كالرياضيات والإحياء والفيزياء والكيمياء والعلوم فإنها لا مجال لها هنا، تلك علوم أخرى يقول علماءنا هي فرض كفاية، فإذا قام بها بعض المسلمين سقط الإثم، والمقصود أنّ المسلمين يأخدون منها ما يحتاجون إليه، فهي علوم كثيرة وما ذكرت بعضها على سبيل المثال لا سبيل الحصر، ويكفي العلم الشرعي وأهله شرفا ورفعة منزلة، أنّ الله سبحانه وتعالى استشهد أولئك العلماء على أصل الأصول، وزبدة الرسالات وذلكم وحدانيته، ولنستمع إليه جلّ وعلا وهو يقول في كتابه الذي هو وحيه وتنزيله {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }[فصلت(42)].
قال تعالى :{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَظ°هَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ غڑ } يعني العدل،{ لَا إِلَظ°هَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[ آل عمران(18)]
،فما الذي تفيده هذه الآية الفائدة الأولى ألوهية الله سبحانه وتعالى وأنه لا معبود بحق سواه، بل لا معبود في السماء ولا في الأرض ولا فيما بينهما بحق سواه، فإذا قال أحد لا معبود إلّا الله قيل ما كان وهذا خطأ، المعبودات كثيرة في كل مكان من العالم الإسلامي في جميع أرض الله معبودات باطلة، المعبود بحق هو الله سبحانه وتعالى، ثانيا: {شهد} لها معنيان :
*أحدهما: الحضور وذلكم في مثل قولنا كان فلان يشهد الجمعة والجماعة، وفلان يشهد صلاة الصبح جماعة، يعني يحضر *المعنى الثاني: الإخبار {شهد الله} بمعنى أخبر وأعلم نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل مسلم ومسلمة له فيه أسوة حسنة وكان يرجو الله واليوم الآخر شهد الله، ثم بيّن ذلكم بقوله {أنه لا إله إلا هو}
فهذه الجملة أنه لا إله إلا هو جواب على سؤال مقدر تقديره على ما شهد فجاء الجواب أنه لا إله إلا هو، يعني لا معبود بحق سواه، هذا هو الشاهد الأول جلّ وعلا وهو أعلم بنفسه وبغيره، مثل نفسك وكلامك، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ غ– وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} سورة ق(16)، وعلمه بالملائكة الحفظة جعلهم الله عزّ وجل وقدرهم جميعا شهودا بالخير، ثانيا التنبيه إلى ثبوت إسمين من أسمائه جلّ وعلا وهما العزيز والحكيم، فالعزيز هو الغالب الذي لا يغلبه غالب، فهو القاهر جلّ وعلا، وجميع خلقه مربوبون مقهورون بسلطانه جلّ وعلا، العزيز الحكيم وفي هذا فائدة أخرى، دعوة عباده إلى أن يدعوه بهاذين الإسمين، أن تقول يا عزيز أعزّني بدينك، نعم العزيز الحكيم،
*(العزيز) هو الذي لا يغلبه غالب لعزته. *(الحكيم )هو المحكم لما يريد.
وفي هذا يا بني سر لطيف وهو أن عزته مقترنة بحكمة كما أنّ حكمته مقترنة بعزّة، بخلاف المخلوق مع المخلوق فعزته إمّا تكون دون حكمة بطش وظلم وعسف، أو حكمة بأنه يخشى من حوله والله عز وجل ليس كذلك له الأسماء الحسنى،
كما قال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَظ°نَ غ– أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىظ°} [الإسراء (110)]،
والحسن في أسماء الله عزّ وجل يكون تارة بإضافته إلى غيره، وتارة مقترنا به، فمثلا الرحيم والرحمن إسمان فيهما صفة الرحمة له عزّ وجل، ثمّ إذا قارنت هاذين الإسمين بالتواب ينضاف إليك شيء آخر وهو أنّه مع عزّته رحيم بعباده، يمهل ولا يهمل جلّ وعز، كما قال تعالى:{ وَكَذَظ°لِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىظ° وَهِيَ ظَالِمَةٌ غڑ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [هود (102)].
هذا ما تيسر من آي التنزيل الكريم في هذا الباب، فماذا من سنة محمد صلى الله عليه وسلم الصحيحة، ونحن أهل السنة والجماعة لا نعوِّل على حديث ضعيف إلّا إذا كان شاهد من نص من النصوص الأُخرى فنرفعه إلى مرتبة الحسن لغيرهِ، أو الحسن، وكذلك الإجماع إجماع أهل السنة والجماعة من أئمة المسلمين المعروفين عند أهل الإسلام، ومن أولائكم ابن خزيمة المعروف في عصره بأنّه إمام الأئمة رحمه الله، والصحابة، فإذا أجمع الصحابة على أمر فإن إجماعهم حجة، وكذلك أئمة التابعين ومن بعدهم، لا تصوغ مخالفتهم، ولابد من قيد على أمر شرعي أو ديني قلت لكم آنفا، فماذا من سنة محمد صلى الله عليه وسلم - واعذروني بارك الله فيك إذا حدث خلل في التركيز لأني في الحقيقة الوقت كان لي عاجلا في التحضير اللائق بكم بارك الله فيكم فنرجو المعذرة والمسامحة- ، قال صلى الله عليه وسلم :"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة".
وقال صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر".
وأنّه من هذا قوله جلّ وعلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ غ—}[فاطر(18)].
وخشية الله المذكورة هنا هي التي يصحبها إجلالٌ وتعظيم له جلّ وعلا، وخشية أهل العلم من الله عزّ وجل تختلف على خشية عوام الناس، نعم نعلم من عوام الناس من خالط أهل السنة ونال من مخالطتهم خيرا كثيرا، تعلم منهم العقيدة، يقوم الليل ولا ينام إلا قليلا، ويصوم الأيام الفاضلة كالإثنين والخميس، وعاشوراء وتاسوعاء، ويوم عرفة، ويصوم شعبان إلا قليله تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم .
حياكم الله يابني بهذه الدورة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلها مباركة علينا وعليكم، وأن ينفع بها من يصله صوتي في أنحاء الجزائر العامرة ولله الحمد بالتوحيد والسنة، وغيرها من بلاد أهل الإسلام .
وصلى الله على وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

â–ھï¸ڈفرغه:

*حسن مزراق الجزائري* .

رد مع اقتباس