عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07 Feb 2016, 12:06 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي مَقْطُوعَاتٌ شِعْرِيَّةٌ عَنْ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ الأَطْهَارِ عَلَيْهِمُ الرِّضْوَانُ (مُوَجَّهَةٌ لِأَبْنَائِنَا الصِّغَارِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّة)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين، وزوجاته أمّهات المؤمنين، وأصحابه الغرّ المحجّلين، وعلى التّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد..

فلقد وقع في النَّفس وجال في الخاطر منذ زمنٍ، أن أنظُم -مستعينًا بالله متوكِّلًا عليه- مقطوعاتٍ شعريَّة، أخاطب بها أبناءنا الصِّغار أضمِّنُهَا شيئًا -ولو يسيرًا- من فضائل الأصحاب ومواقفهم وبطولاتهم، رضي الله عنهم أجمعين، وقد شرعتُ فعلًا في هذا الأمر مؤخَّرًا بفضل الله تعالى، خاصَّة بعد تلك الجراحات المتواليات، والطَّعنات الغادرات، بين الفينة والأخرى، فبعد "خنفساء سكيكدة"، نطق "جُعل بسكرة"، أسأل الله تعالى أن يُخرص لسانيهما عاجلًا غير آجل، آمين..
ولقد قصدتُ في ما أنظُم إلى سلاسة المباني، ولطافة المعاني، مختارًا من بحور الشِّعر أعذبها وأيسرها، كما أنِّي لم أتقيَّد في أكثرها بقافية موحَّدة، وما هذا إلَّا تيسيرًا على أبنائنا الصِّغار، فهم أهلها والمخاطبون بها في المقام الأوَّل، ولعلَّ هذه المقطوعات -على بساطتها- أن تكون عونًا لهم على معرفة مكانة الأصحاب عليهم الرِّضوان، فتكبُر شيئًا فشيئًا شجرة حبِّ الصَّحابة في قلوبهم، فينشئ –بإذن الله تعالى- جيل مُكْبِرٌ للصَّحابة، عارفٌ لأقدارهم، مدافعٌ عنهم، باذلٌ لعرضه دون أعراضهم، فهذا أملُنَا فيهم ورجاؤنَا منهم..
وإنِّي لأحسب أنَّ أبناءنا الصِّغار يحتاجون إلى التفاتة مثل هذه، على تواضعها وقلَّة بضاعة صاحبها وكسادها، خاصَّة في بلدنا الحبيب "الجزائر" بعد هذا التَّكالب المتزايد والجراءة العجيبة، من هنا وهنالك على صحب النَّبيِّ المختار صلَّى الله عليه وسلَّم، ورضي الله عنهم أجمعين، من أذناب الرَّوافض الأنجاس وخُدَّامهم المطيعين، المأتمرين بأوامرهم، والمنفِّذين لمخطَّطاتهم، سعيًا منهم لتدمير هذا البلد الحبيب، وتخريب عقيدة أبنائه السُّنيَّة، سواء علموا ذلك أم لم يعلموا، ولكن هيهات هيهات..
﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ واللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ(الأنفال 30)﴾

ولعلِّي سأرفع هذه المقطوعات –مستعينًا بالله- متتابعاتٍ شيئًا فشيئًا، على صفحات المنتدى، باذلًا للجهد، مستفرغًا للوسع، مقرًّا بالعجز، طالبًا من إخواني النُّصح والتَّقويم والتَّوجيه، وإنِّي لأرجو أن ألقى الله تعالى حين ألقاه وقد كُتبتُ عنده من المدافعين المنافحين الذَّابِّين عن أعراض صحابة نبيِّه عليهم الرِّضوان، مُبتغيًا بذلك مرضاته جلَّ في علاه، لا مرضاة أحد سواه.
كما أسأله تعالى أن يلحقني بهم وسائر إخواني غير مبدِّلين ولا مغيِّرين، ولا عن سبيلهم وطريقهم ناكصين متخلِّفين، آمين آمين..

الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ الأَرْبَعَةُ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ
(أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ)


أَيُّهَا الطِّفْلُ الأَبِـيّْ ... فَاحْتَرِمْ صَحْبَ النَّبِيّْ
إِنَّهُـمْ قَوْمٌ كِـرَامْ ... قَدْرُهُمْ فَاقَ الغَـمَامْ
آزَرُوا دِيـنَ النَّبِيّْ ... كُلُّ مَنْ فِيهِمْ زَكِيّْ
نَصَرُوا الإِسْلَامَ نَصْرَا ... فَافْتَكِرْ يَا طِفْلُ بَدْرَا
وَأَذَاقُـوا الشِّرْكَ ذُلَّا ... فَتَـوَلَّى وَاضْمَـحَلَّا
وَسَمَا التَّوْحِيدُ عَالِ ... فِي السَّمَا مِثْلَ الهِلَالِ
فَتَحُوا البُلْـدَانَ فَتْحَا ... نَشَرُوا الإِسْلَامَ سَمْحَا
بَلَّغُـوا الدِّينَ إِلَيْـنَا ... فَضْلُهُمْ بَاقٍ عَلَيْـنَا
عَنْ أَبِي بَكْرِ الخَلِيـفَهْ ... فَاسْأَلَنْ يَوْمَ السَّقِيـفَهْ
إِنَّـهُ الثَّانِـي بِغَـارِ ... سَبْقُهُ فِي النَّاسِ جَـارِ
ذَلِكَ الصِّدِّيقُ حَـقَّا ... نَصَرَ الإِسْلَامَ صِدْقَا
لِلْمَعَالِي لَيْسَ يُسْبَقْ ... سَبْقُـهُ دَوْمًا مُحَقَّقْ
بَعْدَ أَنْ مَاتَ الرَّسُولْ ... قَـامَ كَاللَّيْثِ يَصُولْ
مُمْضِيًا جَيْشَ أُسَامَهْ ... نَحْوَ رُومٍ كَالغَمَامَهْ
فِي ارْتِدَادِ النَّاسِ قَامَا ... شَاهِرا ذَاكَ الحُسَامَا
سَيْفُهُ كَانَ الجَوَابْ ... رَدَّهُمْ نَحْوَ الصَّوَابْ
بَعْـدَهُ فَاذْكُرْ عُمَـرْ ... وَبِـهِ فَلْـتَـفْتَـخِـرْ
كَانَ إِسْلَامُهُ نَصْـرَا ... هَاجَرَ الفَارُوقُ جَهْرَا
كَانَ فِي الحَقِّ قَـوِيَّا ... مَاضِيَ العَـزْمِ أَبِيَّا
يَلْبَسُ البَالِـي المُرَقَّعْ ... بَدَلَ التَّـاجِ المُرَصَّعْ
زَادُهُ تَمْـرٌ وَمَـاءْ ... عَاشَ عَيْشَ الفُقَـرَاءْ
فَرْشُهُ كَانَ التُّـرَابْ ... سَقْفُـهُ ذَاكَ السَّحَابْ
هَكَذَا كَانَ الأَمِيـرْ ... أَيُّهَا الطِّفْلُ الصَّغِيـرْ
رُغْمْ هَذَا كَانَ قَيْصَرْ ... مِنْهُ يَخْشَى وَيُحَاذِرْ
وَكَذَا كِسْـرَى يَفِّـرْ ... هَائِـمًا يَخْشَى عُمَرْ
عَاشَ فِي الدُّنْيَا كَفَافَا ... مِنْ عَذَابِ اللهِ خَافَا
يُطْعَنُ الفَارُوقُ غَدْرَا ... حِينَ أَمَّ النَّاسَ فَجْرَا
مِنْ مَجُوسِـيٍّ جَبَانْ ... لَيْسَ أَهْـلًا لِلطِّعَانْ
ثُـمَّ عُثْمَانُ الحَيِـيّْ ... إِنَّـهُ صِهْرُ النَّبِـيّْ
أَخْبِـرِي يَا بِئْرَ رُومَهْ ... عَنْ أَيَادِيـهِ الكَرِيمَهْ
جَهَـزَّ الجَيْشَ بِعُسْرِ ... جُودُهُ كَالنَّهْرِ يَجْرِي
لَمْ يَكُنْ بِالمَالِ يَبْخَلْ ... فَضْلُهُ لَا لَيْسَ يُجْهَلْ
يَخْتِـمُ القُرْآنَ لَيْـلَا ... بَاكِيًا يَسْأَلُ فَضْـلَا
مَاتَ مَظْلُومًا شَهِيدَا ... صَائِمًا فَـرْدًا وَحِيدَا
لِشَهِيدِ الدَّارِ فَاذْكُـرْ ... دَائِمًا يَا طِفْلُ وَافْخَـرْ
بَعْـدَ عُثْمَانٍ عَلِـيّْ ... ذَلِكَ الشَّهْمُ الأَبِـيّْ
إِنَّـهُ زَوْجُ البَتُـولْ(1) ... وَابْنُ عَمٍّ لِلرَّسُـولْ
شَاعِرٌ فَحْلٌ أَرِيـبْ ... أَفْصَحُ النَّاسِ خَطِيـبْ
بَحْرُ عِلْمٍ لَيْسَ يَنْفَـدْ ... قَوْلُـهُ قَوْلٌ مُسَـدَّدْ
كَانَ لَا يَخْشَى الخُطُوبْ ... فَارِسًا يَغْشَى الحُرُوبْ
فَاسْأَلَنْ عَنْ يَوْمِ خَيْبَرْ ... حِينَ قَامَ اللَّيْثُ يَزْأَرْ
وَمَشَى نَحْوَ اليَهُـودْ ... سَاقَهُمْ سَوْقَ العَبِيـدْ
مَاتَ مَطْعُونًا بِغَـدْرِ ... مِنْ خَبِيثٍ وَقْتَ فَجْرِ
أَيُّهَا الطِّفْلُ الأَبِـيّْ ... فَاحْتَرِمْ صَحْبَ النَّبِيّْ
إِنَّهُمْ قَـوْمٌ كِـرَامْ ... قَدْرُهُمْ فَـاقَ الغَمَامْ
وَبِهِـمْ دَوْمًا فَـفَاخِرْ ... أَنْتَ يَا طِفْلَ الجَزَائِرْ

أبو ميمونة منوّر عشيش
أمّ البواقي -الجزائر-
الهامش:

(1) فاطمة الزّهراء رضي الله عنها، والمعنى المراد هنا من لفظة "البتول" هو انقطاعها رضي الله عنها عن الدّنيا وبهجتها إلى الله عزّ وجلّ.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 08 Feb 2016 الساعة 11:05 AM
رد مع اقتباس