عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12 Aug 2015, 05:08 PM
أبو أيوب أنيس أبو أيوب أنيس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 255
افتراضي




بارك الله فيك أخي الكريم نبهتي أن أضع ما جمعت من فوائد في حكم التجويد و التفصيل الذي ذكره خاصة ابن الجزري رحمه الذي أشكل على كثير من الناس وخاصة من الرواية التي في المقدمة ورد فيها

من لم يجود القرآن آثم

فابن الجزري رحمه الله فصل في مواضع أخرى و بين من هو الشخص الذي يقع في الإثم و يكون خطأه كذلك جسيما ، لكون الخطئ و اللحن يختلف إذا ما كان مضرا بالمعى مغيرا له أم لا

و قد مضى وقت كثير على هذا البحث وقت و لكن هذه فرصة لأنقله لإخواني و للفائدة أيضا هناك مقال كتبه الشيخ سمير زبوجي حفظه الله في مقال في مجلة الإصلاح نفعنا الله و اياكم بها ، و سأعسى جاهدا لأنقله و نستفيد جميها

حكم التجويد

ينقسم التجويد الى قسمين: علمي و عملي

فأما القسم العلمي : (1)
فحكمه بالنسبة لعامّة المسلمين: أنه مندوب إليه، وليس بواجب، لأن صحة القراءة لا تتوقف على معرفة هذه الأحكام.
أمّا بالنسبة لأهل العلم :فمعرفته فرض كفاية ، أي : إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين، وإذا لم تقم طائفة منهم بما ذكر أثموا جميعا. (2)

أما القسم العملي (3): فحكمه أنه واجب عَينـًا على كل من يريد قراءة شيء من القرآن الكريم (4)
ليس الاستحباب كما يظن البعض، أو كما يخلط البعض بينه و بين استحباب تحسين تلاوة القرآن.
و الدليل قوله تعالى: (( و رتل القرآن ترتيلا )) (5)
فقد وردت أحاديث في فضل تحسين القرآن و تزيينه ، وحسن الصوت و حلاوته مطلوب و يزيد في القراءة لكن إذا كان على أهوائنا كل واحد منا يقرأ على سليقته و لهجته و عادته لأصبح الخلط في القرآن ما لا يمكن أن يضبط و لا أن ترك سدى و هملا .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير الآية: العبرة بترتيل القرآن ترتيلاً، وأكد بالمصدر تأكيداً لإرادة هذا المعنى كما قال ابن مسعود : « لا تنثروه نثر الرمل ، ولا تَـهذّوه هذّ الشِّعر؟ قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة »
وقد بينت أم سلمة رضي الله عنها تلاوة رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : كان يقطع قراءته آية آية رواه أحمد.
و في الصحيح عن أنس رضي الله عنه : سئل قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كانت مدّاً ، ثم قرأ : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يَمُدّ بِـ (بسم الله) ، ويَمُدّ بـ(الرحمن) ، ويَمُدّ بـ (الرحيم) .
ونبّه: أن للمدّ حدوداً معلومة في التجويد حسب تلقي القراء رحمهم الله، فما زاد عنها فهو تلاعب، وما قلّ عنها فهو تقصير في حقّ التلاوة. انتهى.(6)

و قوله تعالى : ((و رتل )) أمْرٌ، و هو هنا للوجوب، لأن الأصل في الأمر أن يكون للوجوب، إلا إذا وجدت قرينة تصرفه عن الوجوب إلى غيره من الندب أو الإباحة، أو الإرشاد أو التهديد ، إلى غير ذلك، فيحمل على ذلك لتدلّ عليه القرينة، و لم توجد قرينة هنا تصرفه عن الوجوب إلى غيره فيبقى على الأصل وهو الوجوب. (7)


قال ابن الجزري:

وَالْأَخْذُ بِالتَّجْويدِ حَتْـــــمٌ لازِمُ مَنْ لَمْ يُصَحِّـحِ الْقُرَانَ آثـــِمُ
لأَنَّهُ بِهِ الإلــــهُ أَنْــــــزَلَا وَهَــكَذَا مِنـــْهُ إلَيْنا وَصَـلَا
(8)


فالأخذ بالتجويد محتّم و لازم وواجب ومن لم يصحح قراءته آثم؛ و لابدّ من تقسم الناس في التجويد العمليّ ليتبيّن و يتـّـضح الحكم كما ينبغي: و لا يشتبه الأمر و يلتبس و يظن أن الحكم فيه عام و فيه تأثيم للناس

ينقسم الناس في التجويد الى قسمين محسن و مسيئ

فالمحسن: مأجور

و المسيء : إما آثم أو معذور


كما بينه ابن الجزري رحمه الله في النشر: ولا شك أن الأمّة كما هم متعبّدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده متعبّدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحيّة العربيّة التي لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها. والناس في ذلك بين محسن مأجور، و مسيئ آثم، أو معذور،
فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللـّـفظ الصحيح، العربيّ الفصيح، وعدل إلى اللـّـفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح، استغناء بنفسه، واستبداداً برأيه وحدسه واتكالاً على ما ألف من حفظه. واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه. فإنه مقصر بلا شكّ، وآثم بلا ريب، وغاشّ بلا مرية.

وقال أيضا: واجب على كل من قرأ شيئاً من القرآن كيفما كان، لأنه لا رخصة في تغيير اللفظ بالقرآن وتعويجه واتخاذ اللـّحن سبيلاً إليه إلا عند الضرورة،قال (( قرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )) (9)

قال ابن الجزري: في منظومته المقدمة معللا وجوب حكم التجويد أن القرآن نزل مرتـّـلا، و يجب أداؤه كذلك.
لأَنَّهُ بِهِ الإلــــهُ أَنْزَلَا وَهَــكَذَا مِنْهُ إلَيْنا وَصَـلَا. (10)



و قد وصل إلينا مجوّدا بدليل ما تواتر عند علماء القراءة من أئمة السلف و الخلف من نقل القرآن وتلاوته بالأحكام التجويديّة. ولأن الله تعالى: تكفـّل بحفظه، إذ يقول:(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) وهذا الحفظ يقتضي أن يُقرأ القرآن كما نَزَل على النّبيّ صلى الله عليه و سلم حتـّى يومنا هذا، و سيبقى كذلك حتى يرفعه الله سبحانه، و إلاّ لاختـلّ الحفظ المذكور. (11)


اللـّحن في التجويد

اعلم أن اللــّحن يستعمل في الكلام على معان مختلفة منها، الخطأ ومخالفة الصواب، وبه سمّي الذي يأتي بالقراءة على ضدّ الإعراب لحّانا وسمي فعله، لأنه كالمائل في كلامه عن جهة الصواب والعادل عن قصد الاستقامة.(12)

ينقسم اللـّحن إلى قسمين: جليّ و خفيّ.

اللـّحن الجليّ :
هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخلّ بموازين القراءة، و مقاييس التلاوة، وقوانين اللــّغة العربيـّة، سواء ترتب عليه إخلال بالمعنى أو لا. (13)
وهذا النوع من اللـّحن قد يكون في بنية الكلمة و حروفها، التي تتركب منها ، فيبدل الطاء ضادا، و الذال زايا، و الثاء سينا، و نحو ذلك. و قد يكون في حركات الكلمة، سواء كان ذلك في أوّلها،أم وسطها، أم آخرها، فيجعل الفتحة كسرة، أو الضمة فتحة، أو إحدى هذه الحركات و سمي هذا النوع جليا لجلائه و وظهوره و عدم خفائه على أحد، سواء كان من القرّاء أو كان من غيرهم.
وحكمه: التحريم باتفاق أهل العلم. لكون التحريف يكون مخلا بمعنى القرآن

فيجب علينا أن نتعلم التجويد، و أقل شيء أذا صححت القراءة أن تتخلص من اللـّـحن الجلــّـيّ خاصة في سورة الفاتحة لأنها ركن من أركان الصلاة، و يتحتم على الإمام- للذي يؤمّ الناس لأن اللـّـحن إذا حدث فيها ، وأخلّ بالمعنى، يُبطِل الصلاة،

قال ابن الجزري رحمه الله: وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى لمخالفة المعنى الذي أراد الله تعالى إذ لو قلنا ولا الضالين بالظاء كان معناه الدّائمين وهذا خلاف مراد الله تعالى وهو مبطل للصلاة لأن ( الضلال ) هو ضدّ ( الهدى ) كقوله: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ۖ ونحوه وبالظاء هو الدوام كقوله : ظل وجهه مسوداً وشبهه فمثال الذي يجعل الضاد ظاء في هذا وشبهه كالذي يبدل السين صاداً
في نحو قوله فالأول من السر والثاني من الإصرار. وأسروا النجوى و أصروا واستكبروا فالأول من السر، والثاني من الإصرار. (14)

اللـّـحن الخفي:

هو خطأ يعرض للألفاظ فيخلّ بقواعد التجويد لكن لا يخلّ باللـّـغة، و لا بالإعراب، و لا بالمعنى ، و ذلك كإظهار ما يجب إدغامه أو إخفاؤه، و ترقيق ما يجب تفخيمه، و بالعكس، و مدّ ما يتعين قصره و بالعكس، و كالوقف على الكلمة المتحرك آخرها بالحركة الكاملة من غير روم، إلى غير ذلك من الأخطاء التي تتنافى و القواعد التي دوّنـها علماء القراءة ، و أئمة الأداء. ( 15)


بعض صفات اللحن الخفيّ:
من بعض أوجه هذا اللّحن تكرير الراءات وتطنين النونات وتغليظ اللامات و إسمانها وتشريبها الغنّة وإظهار المخفيّ وتشديد المليّن وتليين المشدّد والوقف بالحركات كوامل مما سنذكره بعد وذلك غير مخل بالمعنى ولا مقصر باللفظ وإنما الخلل الداخل على اللفظ فساد رونقه وحسنه وطلاوته من حيث إنه جار مجرى الرتة واللثغة كالقسم الثاني من اللحن الجلي لعدم إخلالهما بالمعنى
وهذا الضرب من اللحن وهو الخفي لا يعرفه إلا القارئ المتقن والضابط المجود الذي أخذ عن أفواه الأئمة ولقن من ألفاظ أفواه العلماء الذين ترتضى تلاوتهم ويوثق بعربيتهم فأعطى كل حرف حقه ونزله منزلته (16)

حكمه:
الكراهة، وذهب بعض العلماء إلى تحريمه، خاصة إن كان من حيث الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لا يجوز رواية اللحن خفيا كان أو جليا عنه صلى الله عليه و سلم، و لا ينسب إليه ، عن المغيرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول « إنّ كذبا عليّ ليس ككذب على أحد من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (17) والله تعالى أعلم.


أما عن كلام الشيخ : سعد الحصين حفظه الله :
بأن قواعد التجويد بدعية فهذا فيه نظر؟ بناءا على ما سألت الشيخ فركوس حفظه الله و نقلت له الكلام و قال هذا العلم ظهر بعد انتشار رقعة الإسلام و دخلت العجمة و و احتاج الناس الى تدوين هذا العلم ظهرت هذه القواعد مثله مثل علم النحو ، و غيرها من العلوم التي لما احتاج الناس الى تدوينها دونت كمصطلح الحديث لا يمكن أن نقول أن قواعد هذه العلوم مبتدعة لكونها أخذت بالاستقراء و التتبع ، و هذا هو الشأن في التجويد تتبع القرآن قراءة الصحابة و التابعين و من بعدهم فدونوا هذه القواعد ، أليس الإمام نافع شيخ الإمام مالك رحمه الله و تلميذه في نفس الوقت : و قال مالك رحمه الله قراءة أهل المدينة سنة قيل أقراءة نافع قال نعم .
فالقراءة و التجويد سنة متبعة و مستقرأة من هدي النبي صلى الله عليه و سلم أليس النبي صلى الله عليه و سلم هو القائل : من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما بدأ فعليه بقراءة عبد الله بن أ م عبد


أما ما قال الشيخ عن ابن الجزري فنترك الأمر لأهل الإختصاص و يفيدونا بما علمهم الله و التراجم موجودة و لابد في التحقيق في المسائل




و الله ولي التوفيق



------------------------------------------------------------------------
(1) - القسم العلمي : من حيث تعلم الأحكام النظرية و جمع القراءات.
(2) - من أحكام القرآن للحصري ص27 .
(3) - القسم العملي : من حيث القراءة الواحدة للفرد.ذكر أو أنثى ، قليل أو كثير.
(4) - من أحكام القرآن للحصري ص28.
(5) - - المزمل: 4
(6) - في أضواء البيان ج 8 /476
(7) - من أحكام القرآن للحصري
(8) - في منظومة المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه باب التجويد
(9) - - الزمر: 28
(10) - النشر ص (2/210 - 211).
(11) - في الشرح العصر على مقدمة ابن الجزري. ص51.
(12) - التمهيد ص:75. بتصرف يسير.
(13) - احكام القران للحصري ص 34.
(14)--التمهيد ص 115.


(15)- احكام القرآن ص35
(16) - التمهيد لابن الجزري ص 63.
(17) - رواه البخاري رقم:1229






التعديل الأخير تم بواسطة أبو أيوب أنيس ; 12 Aug 2015 الساعة 09:13 PM
رد مع اقتباس