عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 31 Jan 2016, 03:23 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ رؤيةِ المؤمنينَ لربِهم يومَ القيامةِ
من عقيدةِ أهلِ السنةِ و الجماعة، أنَّ المؤمنين يرونَ ربهم يومَ اللقاء، يرونهم بأبصارِهم، و هذا الذي دلَّ عليه الكتابُ و السنة و إجماع السلف.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قال الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة].
و قال تعالى {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} [المطففين 23].
و قال تعالى قبل عن الفجار {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [المطففين 15]، فلما حجب هؤلاء في حال السخط، رآه الآخرون في حال الرضى.
و قال تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس 26].
و قال تعالى {لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق 35].
2 _ أدلةُ السنةِ :
روى الشيخان عن جرير بن عبد الله، قال : كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال : "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته".
روى مسلم عن صهيب الرومي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال : يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال : فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل". "ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ} [يونس 26]".
روى الطبري في جامع البيان عن أبي أبا موسى الأشعري، يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم : إن الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الرحمن" صححه الإمام الألباني رحمه الله في شرح العقيدة الطحاوية (161).
3 _ الإجماعُ : فقد أجمعَ أهلُ السنةِ و الجماعة على إثباتِ رؤيةِ المؤمنين لربِهم يومَ القيامة.
معنَى المزيدِ
روى عبد بن أحمد بن حنبل في السنة عن أنس، {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} قال : "يتجلى لهم في كل جمعة".
قولُ المعطلةِ في رؤيةِ اللهِ تعالى وَ الردُّ عليهِم
خالفَ أهلُ التعطيلِ أهلَ السنةِ، فنفَوا رؤيةَ اللهِ تعالى، مستدلينَ على باطلِهم بأدلةٍ من النقلِ، و أخرى من العقلِ.
1 _ أدلتهم النقليةُ :
أ _ قوله تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِينَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف 143].
فقوله {لَنْ تَرَانِي} للنفي المؤبد، و هو خبر صدق لا يدخله النسخ.
الرد عليهم من وجوه :
1 _ أن "لن" لا تفيد التأبيد، قال ابن مالك :
و من رأى النفي بلن مؤبدا *** فقوله اردد و سواه فاعضدا
2 _ أم موسى عليه السلام لم يطلب الرؤية في الآخرة، بل طلبها في الدنيا، فبين الله تعالى أنه لن يستطيع رؤيته في الدنيا.
و نحن نعلم أن رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقول النبي صلى الله عليه و سلم : "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه" رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري.
3 _ قولهم أن القول برؤية الله يتضمن نقصا في حق الله، فحينئذ يكون سؤال موسى عليه السلام ربه النظر إليه دائرا بين الجهل بما يجب لله، و الاعتداء في الدعاء، حيث طلب منه ما لا يليق بالله، و هذا مستحيل.
ب _ قوله تعالى {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام 103].
الرد عليهم : أن رؤية الله لا تستلزم الإدراك، فإن البشر يرون الشمس و لكن لا يدركونها.
كما أن الإدراك أخص من الرؤية، و إذا نفي الإدراك و هو الأخص؛ فإنه يبقى الأعم و هو الرؤية.
2 _ أدلتهم العقلية : يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسما.
الرد عليهم : فليكن ذلك، فإننا نعلم أنه لا يماثل أجسام المخلوقين لقوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْئٌ} [الشورى 11] –مع أن هذا القول بإثبات الجسم أو نفيه مما أحدثه المتكلمون-.

رد مع اقتباس