عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 Jul 2017, 12:35 AM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي الوقفات اليسيرة مع المجموعات الدعوية / الشيخ د. محمد بن غالب العُمري حفظه الله


▪الوقفات اليسيرة مع المجموعات الدعوية▪

📌الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد : فلا شك أن الدعوة إلى الله تعالى هي مهمة الأنبياء والمرسلين. وفيها المنافع العظيمة والمناقب الكثيرة. والله تعالى يقول (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وقد انتشرت في وسائل التواصل ما يسمى بالمجموعات الدعوية، والتي تعنى بنشر الفوائد العلمية والدروس الشرعية وغير ذلك من المنافع الدينية.
ونتيجة لما التمسته في بعض هذه المجموعات؛ فقد خطرت لي خاطرة أن أكتب وقفات يسيرة، من باب التعاون على البر والتقوى؛ لعل في ذلك نفع أن تؤتي هذه الجهود ثمراتها المقصودة النافعة.

▪الوقفة الأولى: أن يبذلوا جهدهم في تحقيق الإخلاص لله تعالى فهو أحد شرطي قبول العمل. فرب جهد لا إخلاص فيه؛ ليس لصاحبه منه إلا الجهد والتعب. والدعوة إلى الله عبادة من أجل العبادات. والله تعالى يقول: (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ).

▪الوقفة الثانية: قال ابن سيرين رحمه الله : إن*هذا*العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
فالواجب معرفة المنقول عنه؛ سواءً كان المنقول مقالا أو درسا أو محاضرة أو خطبة ونحو ذلك. وهذا يعرف بالطرق المعهودة عند أهل العلم؛ والتي من أظهرها التعديل والتزكية من أهل العلم للمنقول عنه، وكذا الاشتهار بسلوك الطريق الصحيح، والسير على طريقة العلماء؛ مع عدم وجود مغمز أو جرح أو مخالفة معتبرة.
ومن أهم ما يعتني به أصحاب المجموعات في هذا الباب - ولا سيما في هذا الزمان- الحذر من دعاة الجماعات الإرهابية والتكفيرية لانتشار ضررهم وكثرة فسادهم.

▪الوقفة الثالثة: عدم التقليد في أمر المادة المنقولة أو المنقول عنه.
بل لابد من النظر في النافع زمنا وحالا بما يناسب رسالة المجموعة. فما يناسب مجموعة قد لا يناسب غيرها.
وقد قال أبو بكر الحازمي رحمه الله : " وآفة العلوم التقليد، و*بيان ذلك إما إيثار الدّعة وترك الدأب، وإما حسن الظن*بالمتقدم".

▪الوقفة الرابعة: لابد أن تكون الرسالة التي من أجلها تم إنشاء القناة أو المجموعة واضحةً، وأن يكون الهدف مرسوماً بدقة، فالعشوائية في ذلك تضرّ ولا تقِرّ. وتُشتِت الذهن ولا تجمعه.

▪الوقفة الخامسة: في الحديث ( أحبّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ) فقليل دائمٌ ونافعٌ ومثمرٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطعٍ أو غيرِ نافع.

▪الوقفة السادسة: لا يرتبط الجهد والبذل بحسب عدد المتابِعين. ففي الحديث "لأن يهدي الله بك رجلا واحداً؛ خير لك من حُمر النّعم" وكم من مجموعة متابعوها قلّة؛ نفْعُها يتعدى نفع غيرها ممن يتابعها الآلاف المؤلفة.

▪الوقفة السابعة: على القائمين على هذه المجموعات استشارة أهل المشورة من أهل العلم وأصحاب الرأي السديد، فيما أشكل على أصحابها فــ" ما خاب من استشار".
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما شاور قوم قط؛ إلا هُدوا لأرشد أمورهم".

▪الوقفة الثامنة: لا تستعجلوا الثمرة، فربّ كلمة قُرئت في المجموعة أقام الله بها نفوسا وأصلح بها قلوبا، واستقامت بها بيوتا، وأصحاب المجموعات لا يعلمون ذلك. يجدونه بإذن الله في صحائف أعمالهم.

▪الوقفة التاسعة: انتظام العمل وضبط المواعيد في نشر العلم، فذلك نافع جدا للاستفادة وجني الثمار، والوفاء بالمواعيد صفات المؤمنين الصادقين. ومن لا يستطيع الوفاء فلا يعد غيره بشيء.

▪الوقفة العاشرة: التنافس الذي يكون عونا على العمل وسببا للخير هو تنافس شرعي.
وأما تنقّص جهود الآخرين حسدا وتتبع زللها حقدا، فليس تنافس شريف صحيح؛ بل هو سبيل المنافقين وطريق المنحرفين.
فالمقصود نشر الخير بك أو بغيرك.
ومن وجد على أخيه خطأ فليبادر إلى نصحه، وقد قيل: المؤمنون عذَّارون*والمنافقون عثَّارون.
أسأل الله للجميع القبول للعمل، والمغفرة للزلل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حمّل مطوية: الوقفات اليسيرة مع المجموعات الدعوية [PDF]

▪كتبه: د. محمد بن غالب العُمري.
صبيحة 3 شوال 1438 هـ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو هريرة موسى بختي ; 09 Jul 2017 الساعة 05:26 AM
رد مع اقتباس