عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11 Nov 2016, 11:20 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ"..

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظّالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث بالحقّ المبين، وآله وصحبه والتّابعين، وبعد..

رِسَالَةٌ إِلَى صَاحِبِ "جُذُورُ البَلَاءِ"..

تَصَدَّرَ لِلتَّدْرِيسِ فِي النَّاسِ أَحْمَقُ ... يَقُولُ: أَلَا إِنِّي الإِمَامُ المُحَقِّقُ!
أَتَيْتُ بِعِلْمٍ يُسْتَنَـارُ بِـهِ وَقَدْ ... رَأَيْتُ ظَلَامَ الجَهْلِ يَفْشُو وَيُطْبِقُ!
هُوَ الشَّمْسُ، لَكِنْ لِلضَّلَالَةِ لَا الهُدَى ... فَحَاشَى لِشَمْسٍ بَعْدَ لَيْلٍ سَتُشْرِقُ
"جُذُورَ البَلَا" سَمَّى كِتَابَهُ زَاعِمًا ... بِأَنَّهُ عِلْمٌ بِالدَّلِيـلِ مُوَثَّقُ!
وَمَا ضَمَّ إِلَّا فِرْيَةً بَعْدَ أُخْتِهَا ... تُنَادِي عَلَيْهَا: أَنْ أَجِيبِي فَتَلْحَقُ
فَيَا حَبَّذَا هَذِي الجُذُورُ وَأَهْلُهَا ... سَتَنْمُو بِإِذْنِ اللهِ يَوْمًا وَتُورِقُ
وَيَا لَيْتَنِي قَدْ كُنْتُ فِيهَا وُرَيْقَةً ... عَلَى فَنَنٍ لِلْحَقِّ يَعْلُو وَيَسْمُقُ
يُوَزِّعُ هَذَا السِّفْرَ فِي النَّاسِ جَاهِدًا ... وَحَقُّهُ تَنُّـورٌ بِنَارِهِ يُحْرَقُ
يُحَارِبُ فِيهِ الحَقَّ، يَزْعُـمُ أَنَّهُ ... عَقَائِدُ أَحْبَـارِ اليَهُودِ تُنَمَّقُ!
وَإِنَّهُ دَجَّـالٌ وَيَعْلَـمُ أَنَّـهُ ... أَخُو دَجَلٍ -وَاللهِ- ذَاكَ الفُوَيْسِقُ
يُشَكِّكُ فِي جَمْعِ البُخَارِي وَضَبْطِهِ! ... وَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ قِدْمًا يُدَقِّقُ؟!
يُرِيدُ تَقِيَّ الدِّينِ يَبْغِـي نِزَالَـهُ! ... هُوَ البَحْرُ يَا هَذَا تَمَهَّلْ سَتَغْرَقُ
وَيَدْفَعُ عَنْ أَهْلِ التَّصَوُّفِ وُسْعَهُ! ... وَلَا عَجَبًـا فَالقَلْبُ ثَمَّ مُعَلَّقُ
فَيُثْنِي عَلَى رَأْسِ الحُلُولِ وَثُلَّـةٍ ... غَلَوْا فِي خِلَافِ الشَّرْعِ حَتَّى تَزَنْدَقُوا
وَلَكِنْ هُمَا القَيْدَانِ جَهْلٌ كَذَا هَوًى ... فَأَنَّى مِنَ القَيْدَيْنِ يَنْجُو وَيُطْلَقُ
أَلَمْ يُبْصِرَنْ أَعْدَاءَ صَحْبِ نَبِيِّنَا؟ ... أَتَوْنَـا غُزَاةً كَالسُّيُـولِ تَدَفَّقُ
فَهَذِي جُيُوشُ الرَّفْضِ فِيمَ صِيَامُهُ ... عَنِ النُّطْقِ؟ هَلَّا يَسْتَفِيقُ وَيَنْطِقُ!
وَلَكِنَّـهُ يُغْضِـي بِطَرْفٍ تَمَلُّقًا ... فَهَلْ سَوْفَ يُرْضِي القَوْمَ مِنْهُ التَّمَلُّقُ؟
وَفِي سَنَوَاتِ القَتْلِ أَيْنَ مَضَى الفَتَى؟! ... وَشَرٌّ عَظِيمٌ لِلْخَوَارِجِ مُحْدِقُ
تَسِيلُ دِمَاءُ المُسْلِمِينَ رَخِيصَةً ... وَأَجْسَادُهُمْ مِنْ دُونِ ذَنْبٍ تُمَزَّقُ
فَلَمْ نَسْمَعَنْ شَمْسَ الضَّلَالَةِ نَاصِحًا ... كَمَا هُوَ فِي سِلْمٍ لَهُمْ يَتَشَدَّقُ
وَلَكِنَّهُ فِي الرَّمْلِ خَبَّـأَ رَأْسَـهُ ... كَفَرْخِ نَعَامٍ جَاءَ مَا مِنْهُ يَفْرَقُ
وَكَانَ الدُّعَاةُ الصَّادِقُونَ بِوَقْتِهَا ... يَكَادُ يُبَحُّ الصَّوْتُ مِنْهُمْ وَيُخْنَقُ
وَأَكْبَادُهُمْ حَرَّى أَسًـى لِبِلَادِهِمْ ... وَدَمْعُ المَـآقِي كَالنَّدَى يَتَرَقْرَقُ
وَقَدْ كَانَ مِنْهُمْ شَيْخُنَا وَإِمَامُنَا ... وَحَبْـرُ البِلَادِ الكَوْكَبُ المُتَأَلِّقُ
جَهِلْتَ أَيَا شَمْسَ الضَّلَالَةِ قَدْرَهُ ... سَيُخْبِرُ غَرْبٌ إِنْ جَهِلْتَ وَمَشْرِقُ
بِأَنَّ أَبَا عَبْـدِ المُعِـزِّ لَعَالِـمٌ ... لَهُ نَسَبٌ فِي العِلْمِ مَاضٍ وَمُعْرِقُ
وَأَنْتَ وَمَا أَنْتَ؟ وَمَنْ أَنْتَ يَا فَتَى؟ ... فَدَعْ عَنْكَ فَرْكُوسًا، فَهَيْهَاتَ يُلْحَقُ
أَتَبْغِي سِبَاقَ الشَّيْخِ فِي العِلْمِ يَا فَتَى ... وَأَنْتَ أَخُو جَهْلٍ؟ إِذَنْ سَوْفَ تُسْبَقُ
وَتَطْعَنُ فِي الشَّيْخِ الجَلِيلِ وَتَفْتَرِي ... وَغَـرَّكَ أَنَّ الشَّيْخَ بِالنَّاسِ يَرْفُقُ
فَيُعْرِضُ حِلْـمًا عَنْ أَذَاكَ لِعِلْمِهِ ... بِأَنَّكَ يَا هَذَا سَفِيـهٌ وَأَحْمَقُ
هُوَ البَدْرُ عَالٍ فِي الدُّجَى مُتَجَاهِلًا ... ضَفَادِعَ فِي طِينٍ وَوَحْلٍ تُنَقْنِقُ
هُوَ النَّسْرُ فِي جَوِّ الفَضَاءِ مُحَلِّقُ ... بَعِيدًا عَنِ الغِرْبَانِ فِي الأَرْضِ تَنْعَقُ
فَإِنْ يَصْمُتِ الشَّيْخُ الجَلِيلُ تَرَفُّعًا ... وَحِفْظًا لِوَقْتٍ فِي المَعَالِي سَيُنْفَقُ
فَلَا بَأْسَ مِنِّـي بِالقَلِيلِ مُدَافِـعًا ... أَرُدُّ عَنِ الشَّيْخِ الجَلِيلِ فَأَصْدُقُ
رَمَيْتُكَ مِنْ شِعْرِي بِشُهْبٍ طَوَالِعٍ ... سَتَأْتِي عَلَى وَكْرِ الضَّلَالِ فَتُحْرِقُ
لِتَعْلَمَ أَنَّـا لَا نَهَابُـكَ يَا فَتَى ... وَأَنَّ سِهَامَ الحَـقِّ دَوْمًا سَتَرْشُقُ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مِنْ فِتَـنٍ أَتَتْ ... أَرَى بَعْضَهَا تَتْـرَى لِبَعْضِ يُرَقِّقُ
إِلَهِي أَمِتْنِي سَالِكًا دَرْبَ أَحْمَدٍ ... وَصَحْبٍ كِرَامٍ فَوْزُهُمْ لَمُحَقَّقُ
فَإِنَّهُ مَنْ قَدْ مَاتَ يَقْفُـو سَبِيلَهُمْ ... وَإِنْ أَسْخَطَ الدُّنْيَا جَمِيعًا مُوَفَّقُ

كتبه:
أبو ميمونة منوّر عشيش -عفا الله عنه-


رد مع اقتباس