عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 03 Mar 2014, 12:39 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

التحريف و التعطيل و التكييف و التمثيل و ما يتعلق بهم من فوائد

التحريف
التحريف : هو التغيير، و يكون لفظيا أو معنويا.
و الغالب أن التحريف اللفظي لا يقع، فهو يقع من الجاهل، لكن التحريف المعنوي هو الذي وقع فيه أهل البدع.
التعبيرُ بالتحريفِ أولَى منَ التعبيرِ بالتأويلِ
التعبيرُ بالتحريفِ أولَى من التعبيرِ بالتأويلِ في بابِ الأسماءِ و الصفاتِ، هذَا لأربعةِ وجوهٍ :
1 ـ أنهُ اللفظُ الذي جاءَ به القرآنُ، و التعبيرُ الذِّي عبرَ به القرآنُ أولى منْ غيرِه، لأنهُ أدلُّ على المعنَى، فإنّ اللهَ تعالى قال {يُحَرفُونَ الكلمَ عنْ مَواضِعِه}.
2 ـ أنه أدلُّ على الحالِ، و أقربُ إلى العدلِ، فليسَ منَ العدلِ أنْ نسمي التأويلَ بغير دليلٍ تأويلًا، بلْ حقُّه أن يسمى تحريفا.
3 ـ أنَّ التأويلَ بغيرِ دليلٍ باطلٌ، يجبُ البعدُ عنهُ و التنفيرُ منهُ، و لفظُ التحريفِ أبلغُ في التنفيرِ إذْ لا يقبله أحدٌ، و استعماله أليقُ في حقِّ المخالفينَ للسلفِ، كما أنَ لفظَ التأويلِ ألينُ و يحتاجُ إلى تفصيلٍ.
4 ـ التأويلُ ليس مذمومًا كلَّه، قالَ اللهُ تعالى {و مَا يعلمُ تأويلهُ إلا اللهُ و الراسخونَ في العلمِ} فامتدحهُم اللهُ بأنهمْ يعلمونَ التأويلَ، و قالَ صلى الله عليه و سلم "اللهمَّ فقههُ في الدين، و علمهُ التأويلَ".
التعطيلُ
التعطيلُ لغةً : التخليةُ و التركُ.
اصطلاحًا : إنكارُ ما أثبتهُ الله لنفسِه منَ الأسماءِ و الصفاتِ، سواءٌ كانَ كليًّا أو جزئيا.
الفرقُ بينَ التحريفِ و التعطيلِ
1 ـ التحريفُ يكونُ في الدليلِ، مثلا يقولُ رجلٌ في قولِ الله تعالى {بلْ يداهُ مبسوطتانِ}
"بلْ قوتاهُ"،فهذا محرفٌ للدليلِ و معطلٌ للمعنى الصحيحِ.

2 ـ التعطيلُ يكون في المدلولِ، مثلا يقولُ رجل في قولِ الله تعالى {بلْ يداهُ مبسوطتانِ} لا أثبتُ اليدَ الحقيقيةَ و لا اليدَ المحرفِ إليها اللفظُ أفوضُ الأمرَ للهِ، فهذا معطلٌ و ليس بمحرفٍ.
و منْ هنا نعلمُ أنَّ كل محرفٍ معطلٌ و ليس كل معطلٍ محرف.
التكييفُ
التكييفُ هو : أنْ تذكرَ صفةَ الكيفيةِ، و يُسألُ عنه بكيفَ.
التمثيلُ
التمثيلُ هو : ذكرُ الشيءِ بمماثلٍ.
الفرقُ بينَ الكييفِ و التمثيلِ
الفرقُ بينَ الكييفِ و التمثيلِ :
1 ـ التمثيلُ هو ذكرُ الصفةِ مقيدةً بمماثلٍ، و التكييفُ هو ذكر الصفةٍ غيرَ مقيدةٍ بماثل، فالتكييفُ أعم، إذ كلُّ ممثلٍ مكيفٌ و لا عكسَ.
2 ـ التكييفُ لا يكونُ إلا في الصفةِ و الهيئةِ، و التمثيلُ يكون فيهما و يكونُ في العددِ كقوله تعالى {اللهُ الذِّي خلقَ سبعَ سمواتٍ و منَ الأرضِ مثلهنَّ}، فالتمثيلُ هنا أعم.
فيتضحُ لنا أنَّ بينهما عمومٌ و خصوصٌ وجهي.
أهلُ السنةِ لا يمثلونَ الصفاتِ
أهلُ السنةِ يثبتونَ صفاتِ اللهِ تعالى منْ غيرِ تمثيلٍ، و هذَا لأدلةٍ سمعيةٍ و عقلية و فطرية.
1 ـ السمعيةُ : و هي قسمانِ :
أ ـ خبريةٌ : كقولِ الله تعالى {ليس كمثله شيء}، و قال {هل تعلم له سميا}.
ب ـ طلبيةٌ : كقوله تعالى {فلا تجعلوا للهِ أندادًا}، و قال {فلا تضربُوا للهِ الأمثالَ}.
2 ـ العقليةُ :
أ ـ لا يمكنُ التماثلُ بينَ الخالقِ و المخلوق، و لو لم يكنْ بينهما منَ التباين إلا أصلُ الوجودِ لكانَ كافيًا، فوجودُ الله أزليٌّ أبدي، و وجودِ المخلوق سُبقَ بعدمٍ و يلحقه فناء.
ب ـ التباينُ العظيمُ بين صفاتِ الخالقِ و المخلوقِ، فمثلا اللهُ تعالى يسمعُ كل صوتٍ مهما خفي، و المخلوقُ لا يقدرُ على هذا.
ج ـ الله تعالى مباينٌ للخلقِ بذاتِه، فصفاتُه تابعةٌ لذاتِه، فيكونُ مباينا للخلقِ بصفاته أيضا.
د ـ تتفقُ بعضُ المخلوقاتِ في الأسماءِ و تختلفُ في المسمياتِ،و هذا يكونُ في المخلوقاتِ من الجنسِ الواحدِ فيكونُ سمعُ واحد منهم أقوى من سمعِ الآخر، و يكونُ هذا في المخلوقاتِ المختلفة الأجناسِ من بابِ أولى فيَدُ الجمل ليست كيدِ الإنسان، فإذا جازَ هذا التفاوتُ في حق المخلوقاتِ فمن بابِ أولى في حق الخالقِ عز و جل.
3 ـ الفطرةُ : فالإنسانُ بفطرتِه يعرفُ الفرقَ بين الخالقِ و المخلوق، و لولا هذه الفطرةُ ما ذهبَ يدعوا الخالق.
التعبيرُ بالتمثيلِ أولى منَ التعبيرِ بالتشبيهِ
التعبيرُ بالتمثيلِ أولى لأمور :
1 ـ أنَّ القرآنَ عبرَ به قالَ تعالى {ليسَ كمثلهِ شيءٌ}، و ما عبرَ به القرآنُ أولى منْ غيره.
2 ـ بعضُ الناسِ يصفُ أهلَ السنة مشبهةٌ لأنهم يثبتونَ الصفاتِ، و هناك من لا يفهمُ من التشبيهِ إلا الإثباتُ، فإنْ قلتَ من غير تشبيهٍ فهم منْ غير إثباتٍ.
3 ـ أنَّ نفي التشبيهِ على الإطلاقِ غير صحيحٍ، فما من شيءٍ من الأعيانِ أو الصفات إلا و بينهما اشتراكٌ في بعضِ الوجوه، و هذا الاشتراكُ نوعُ تشابهٍ، فلو نفيتَ التشبيه على الإطلاق لكنتَ نفيتَ كل ما يشتركُ فيه الخالقُ و المخلوقُ.
مثاله : الوجودُ يشتركُ في أصله الخالقُ و المخلوقُ، و هذا الاشتراكُ نوعُ تشابهٍ، لكن هناكَ فرقٌ بينَ الوجودَين، فوجودُ الله واجبٌ و وجودُ المخلوقِ ممكنٌ.

رد مع اقتباس