عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 01 Oct 2017, 09:10 AM
محمد عبد العزيز موصلي محمد عبد العزيز موصلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: القبة - الجزائر العاصمة
المشاركات: 43
إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد عبد العزيز موصلي
افتراضي

قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة ج14 ص738-743:

6824 - (مَن وسَّع على عِياله يومَ عاشوراءَ؛ وسَّع اللهُ عليه سائرَ سَنَته) .
ضعيف. أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن مسعود، وجابر، وعقب عليها بقوله:
" هذه الأسانيد - وإن كانت ضعيفة؛ فهي - إذا ضم بعضها إلى بعض؛ أخذت قوة. والله أعلم ".
قلت: شرط التقوية غير متوفر فيها - وهو: سلامتها من الضعف الشديد -.
وهاك البيان:
1 - حديث أبي هريرة: يرويه حجاج بن نصير: نا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عنه.
أخرجه البيهقي في " الشعب " (3/ 366/ 3795) من طريق ابن عدي (1) ، وهذا في " الكامل " (6/ 200) ، والعقيلي في " الضعفاء " (4/ 65) ، ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " (2/ 62/ 910) ، والشجري في " الأمالي " (2/ 86) .
قلت: وهذا إسناد واه؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: حجاج بن نصير: قال الذهبي في "المغني ":
" ضعيف، وبعضهم تركه".
الثانية: محمد بن ذكوان - وهو: الجهضمي البصري -: قال البخاري:
"منكر الحديث".
وفي ترجمته أورده العقيلي، وكذا ابن عدي وقال:
"وعامة ما يرويه أفرادات وغرائب، ومع ضعفه يكتب حديثه ". وقال ابن حبان في " الضعفاء" (2/ 262) :
" يروي عن الثقات المناكير، والمعضلات عن المشاهير؛ على قلة روايته، حتى سقط الاحتجاج به ".
الثالثة: سليمان بن أبي عبد الله: قال العقيلي عقب الحديث:
"مجهول بالنقل، والحديثُ غير محفوظ ".
قلت: وهذه فائدة من العقيلي لم تذكر في ترجمة (سليمان) هذا من (التهذيب) فروعه؛ فلتستدرك. وهي كقول أبي حاتم فيه:
" ليس بالمشهور، فيعتبر بحديثه ".
وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " ! وأشار الذهبي إلى تليين توثيقه بقوله في " الكاشف " :
" وُثق ". والحافظ بقوله في " التقريب " : " مقبول ".
2 - وأما حديث أبي سعيد : فيرويه عبد الله بن نافع الصائغ المدني عن أيوب بن سليمان بن ميناء عن رجل عنه.
أخرجه البيهقي (3793، 3794) .
قلت: وهذا إسناد مظلم، الرجل لم يسم؛ فهو مجهول.
وأيوب بن سليمان بن ميناء : لا يعرف إلا بهذه الرواية - كما يؤخذ من " الجرح " (1/ 1/ 248) -. وأما ابن حبان فذكره في " الثقات " (6/ 61) !
وعبد الله بن نافع الصائغ المدني : فيه لين - كما في " التقريب " -.
وروي بإسناد آخر أسوأ منه : يرويه محمد بن إسماعيل الجعفري قال: حدثنا عبد الله بن سلمة الربعي عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (9/ 0 4 1 - 1 4 1/ 9298) ، والشجري أيضاً في " الأمالي " (2/ 81) ، وقال الطبراني :
" تفرد به [محمد بن] إسماعيل الجعفري".
قلت: وهو متروك - كما قال أبو نعيم - وقال أبو حاتم:
"منكر الحديث، يتكلمون فيه ".
وبه أعله الهيثمي (3/ 189) بعدما عزاه لـ " الأوسط ". وفاته أن شيخه (عبد الله بن سلمة الربعي) مثله في الضعف، فقال فيه أبو زرعة:
" منكر الحديث".
3 - وأما حديث عبد الله بن مسعود : فيرويه هَيصَم بن الشدّاخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عنه.
أخرجه البيهقي (3792) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (0 1/ 94/ 10007) ، وعنه الشجري (1/ 176) ، وابن عدي (5/ 211) ، وابن حبان (3/ 97) ، وابن الجوزي في " الموضوعات " (2/ 3 0 2) ، وقال البيهقي: " تفرد به هيصم ".
قلت : قال ابن حبان :
" هو شيخ يروي عن الأعمش الطامات في الروايات ".
وكذا قال ابن طاهر في " تذكرة الموضوعات " (ص 97) ، وابن الجوزي، واتهمه أبو زرعة - كما في "اللسان " -.
ونقل ابن الجوزي عن العقيلي أنه قال :
" الهيصم مجهول ، والحديث غير محفوظ ".
ونقله الحافظ أيضاً عنه في " اللسان " ، وما أظنه إلا وهماً عليه ، وإنما قال هذا العقيلي في حديث (سليمان بن أبي عبد الله) المتقدم . وليس لـ (الهيصم) ترجمة في "ضعفاء " العقيلي. والله أعلم. وقال الهيثمي :
" رواه الطبراني في " الكبير "، وفيه الهيصم بن الشداخ، وهو ضعيف جداً ".
4 - وأما حديث جابر : فيرويه محمد بن يونس : ثنا عبد الله بن ابراهيم الغفاري : نا عبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر [عن محمد بن المنكدر] (2) عنه.
أخرجه البيهقي (3791) وقال :
" هذا إسناد ضعيف " !
قلت: لقد تسامح - عفا الله عنا وعنه - في هذه الأحاديث كثيراً ، وتساهل بالسكوت عنها - مع شدة ضعفها، وبخاصة هذا. وتبعه عليه السيوطي في " اللآلي المصنوعة " (2/ 112) - فإن محمد بن يونس هذا - هو: الكديمي -:
متهم بالوضع مع حفظه، قال الذهبي في " المغني " :
" هالك ، قال ابن حبان وغيره : كان يضع الحديث على الثقات ".
ونحوه شيخه (عبد الله بن إبراهيم الغفاري) : قال الحافظ في " التقريب " :
" متروك ، ونسبه ابن حبان إلى الوضع ".
وعبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر : لم أعرفه ، ووقع في شيوخ عبد الله الغفاري من " تهذيب الكمال " (عبد الله بن أبي بكر بن المنكدر) . والله أعلم (*) .
وله طريق أخرى عن جابر؛ هي أصح الطرق عند السيوطي، ومع ذلك قال الحافظ في متنه:
" منكر جداً ".
وقد كنت تكلمت عليه في " تمام المنة " (ص 410 - 411) ؛ فلا داعي لإعادته هنا. فمن شاء؛ رجع إليه.
وذكره ابن الجوزي في " العلل " (2/ 62/ 09 9) من رواية الدارقطني من حديث ابن عمر، بإسناد فيه (يعقوب بن خُرّة) ، وقال الدارقطني:
" حديث منكر، ويعقوب بن خُرَّة ضعيف". وفي ترجمته قال الذهبي من " الميزان " :
" قلت : له خبر باطل ، لعله وهم ".
يشير إلى هذا ؛ فقد ساقه الحافظ عقبه في " اللسان ".
هذا ؛ وإن مما يؤكد قول الذهبي هذا وغيره ممن قال بنكارته ووضعه أنه - مع شدة ضعف أسانيده - لم يكن العمل به معروفاً عند السلف، ولا تعرض لذكره أحد من الأئمة المجتهدين، أو قال باستحباب التوسعة المذكورة فيه، بل قد جزم بوضعه شيخ الإسلام ابن تيمية في " فتاويه "، وهو مَن هو في المعرفة بأقوالهم ومذاهبهم، وأن العمل به بدعة - كاتخاذه يوم حزن عند الرافضة -؛ بل إنه نقل عن الإمام أحمد أنه سئل عن هذا الحديث؟ فلم يره شيئاً. فمن شاء الوقوف على كلام الشيخ؛ فليرجع إلى " مجموعة الفتاوى " (25/ 300 - 314) ، فإنه يجد ما يشرح الصدر.
__________

(1) وقع في الأصل: " ابن علي"! وعلق عليه محققه فقال: " في (ب) : ابن عدي، وهو خطأ "! وما خطأه هو الصواب بلا ريب!
(2) سقطت من الأصل، واستدركتها من " اللآلي " (2/ 112) ، و " العجالة ".
(*) قال الشيخ رحمه الله عنه في " تمام المنة " (ص 411) : " ضعيف ؛ كما في " الميزان " ". (الناشر) .

رد مع اقتباس